مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري
(Moemen Samir)
الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 01:38
المحور:
الادب والفن
بهاء جاهين يكتب عن ديوان " تفكيك السعادة " لمؤمن سمير : روح العامية في بدن الفصحي
شهد منتصف القرن الماضي ثورة أدبية انتزعت للعامية المصرية أحقيتها في أن تكون لغة للتعبير الشعري الرفيع, وواكب ذلك في فنون النثر اتجاهات تحاول تضفير وتعشيق بعض الألفاظ والتراكيب العامية في متن النص الفصيح. ولعل أجرأ من أقدم علي هذا يوسف إدريس في قصصه القصيرة, وأرق من ابتدعه يحيي حقي في لغة المقالة الأدبية. وليس المقصود هنا وضع لفظ عامي في سياق من الألفاظ الفصيحة, بل غرس كلمات أو تراكيب وعبارات مفرداتها فصحي لكنها شائعة في لغة الحديث اليومي أكثر من لغة الأدب الفصيح والكتابة عموما.
وسوف أعطي أمثلة علي ذلك, ولكن يجب قبلها أن أعرفك بالنص الذي أنوي أن أستشهد به.
صدر في مطلع هذا العام ديوان فصحي للشاعر مؤمن سمير بعنوان " تفكيك السعادة " والديوان ملئ بنقاط القوة وأخري مثيرة للجدل, إلا أنني سأقتصر علي المنظور الذي بسطته لك في البداية, وأزيد فأقول إن ما فعله مؤمن سمير في هذا الإطار يعد انجازا, لأنه نقل تكنيك روح العامية المصرية في بدن الفصحي من النثر إلي التعبير الشعري.
وإليك بعض الأمثلة:
1ـ صدقوني
الأمر يستحق بجد
2ـ لا يهم.. هو طريق والسلام
3ـ ياخائبة
سرقت من الروح
وهي ترفرف في الغرف
ولم تتمكني من حفظها في حقيبة اليد
في هذه الأمثلة ألفاظ أو تراكيب فصيحة لكن استخدامها الشائع في لغة الحديث اليومي. والشاعر هنا يعيد اكتشافها من حيث قابليتها لأن تكون عنصرا منسجما مع الفصحي الأدبية المتعارف عليها.. اننا نكتشف معه أن هذه التراكيب والألفاظ وإن كانت تستخدم عادة في لغة الحوار إلا أنها جزء لا يتجزأ من البيان الفصيح.
وإليك مثال آخر نختم به:
كالعادة
لاشيء يكفي
كالعادة
لا شيء يملأ المسام
ويدفئها
احترت والله
واحتار دليلي
...
الدليل
أقصد الأدلة.. نعم.. الأدلة
ولم لا.. تاهت ولقيناها
إن ما يساعد هذه الصياغات العامية, أو بالأدق ذات الروح العامية, علي الانسجام مع الكل أن نصوص هذا الديوان ذات لغة بعيدة تماما عن الغنائية والرومانسية وأقرب إلي المونولوج الدرامي, فاستخدامها مبرر وغير مقحم, وأعتقد أن الشاعر نجح في إعطائها الشرعية إلي حد بعيد.
#مؤمن_سمير (هاشتاغ)
Moemen_Samir#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟