أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - لا مكان للخراف














المزيد.....


لا مكان للخراف


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 23:15
المحور: الادب والفن
    




الأيام تذكّر بالأيام كما تذكّر المواقف بشبهها . للأيام ذاكرة خصبة ، وللذاكرة حنينها ودموعها أيضا .

الخميس القادم سيكون (يوم الوقفة) ؛ وقفة عرفات . في مثل هذا اليوم كانت (خطبة الوداع) ،

وكانت الأسواق تعمر بالأضاحي ، فلا شيء أحب إلى الله من إهراق الدم في مثل هذا اليوم (عيد الأضحى) . توزّع اللحوم على الفقراء فيدخل الفرح إلى البيوت المعتمة ، وتحصل قيمة التضامن والشعور بالآخر القريب ، وتكون غيرية لا تعرف معنى الأنانية السلبي .

كان (سوق الجمعة) يظل عامرا بمعروضاته من الأضاحي طول الأيام التي تسبق يوم العيد .

أستذكر في مثل هذا اليوم (بريجيت باردو) ممثلة الإغراء الفرنسية التي ألهبت مشاعر المراهقين ايام صباها الماجنة وزرعت قيم التحلل وبيع الأجساد رخيصة ! أستذكرها حين أقامت (جمعية الرفق بالأغنام) التي تضامنت معها في مثل هذا اليوم لأنها تتعرض ل(إبادة) جماعية !!



اليوم أوصلت ثمن أضحية إلى زميلي (الشيخ ياسر) لينوب عني في ذبحها وتوزيع لحمها على المحتاجين في العيزرية وأبو ديس والمنطقة القريبة .

لن أتمكن من مداعبة (خروف العيد) كما اعتدت في طفولتي ، ولن ينام معي في الغرفة كما كان في تلك الأيام البعيدة !

سينوب الشيخ ياسر عني وعن أمثالي ممن انتهجوا طريقة (الدفع المسبق) ؛

(أتصور الشيخ وقد اقتاد مجموعة من الأضاحي وقد قرر أن يعيد سيرة رعايتها وتدليلها قبل ذبحها . أتصوره يقودها إلى المرعى المسوّر الممنوع الاقتراب منه ، فلا مراعي للبدو في المنطقة . حتى (مدرسة الخيزران) ومدرسة الإطارات التي بنيت على عجل لاستيعاب أبناء البدو، المقتلعين في بداية خمسينات القرن المنصرم من مضاربهم وأراضيهم في النقب ، لوحقت وهددت بالهدم !

لم يعد في حيّنا متسع للناس فما بالك بالأغنام ! حيث كنت في طفولتي أجد أرضا خلاء تصلح ليرعى الخروف فيها من عشبها قامت (مستوطنة المندوب السامي) ومستوطنة ( الشاطئ الذهبي) وصودرت مساحة واسعة لبناء مغفر للشرطة .

لم يعد في المكان متسع للّهو ، والمرح ، واللعب ، ورعي الخراف !

لذا حمّلت الشيخ ياسر مهمة صعبة .



مساء اليوم ناقشنا في ندوتنا الأسبوعية ديوان الشاعر (إياد شماسنة) الذي حمل عنوان ( التاريخ السري لفارس الغبار) . الشاعر صاحب مشروع يثق به ويسير على طريق تخدمه . واسع الاطلاع معجب بأمهات القصائد في العصر العباسي ، لذا تناصت قصائده معها ، وقد اتبع أسلوب النص النثري الموازي ليفتتج به كل قصيدة وهو يضع مفاتيحها في يد القارئ .

عدت عند الثامنة مساء فوجدت نسخة من (الأعمال الكاملة) للكاتب (محمود شقير) بإهداء لطيف . أبو خالد أعاد نشر مجموعات قصصه في كتاب واحد ليسهل على الدارس والقارئ المتابع الوصول إلى بداياته والوقوف على مسيرته الإبداعية .

المكان أحد العناصر الأساسية التي تقوم القصة عليها ، والمكان يمثل الحاضنة للأشخاص والحدث القصصي . المكان في الواقع يتقلص ويذوب لتقوم أمام الكاتب مهمة البحث عن مكان ، كما ستقوم أمام زميلي (الشيخ ياسر) مهمة البحث عن مكان يسرح فيه مع الأضاحي . فماذا لو قرر الذهاب إلى تخوم مستوطنة الخان الأحمر ؟! أو إلى تخوم مستوطنة (كيدار) ؟!

ماذا سيكون مصير الأضاحي التي سيعتدي المستوطنون عليها ؟

والأهم ، ماذا سيكون مصير زميلي الشيخ ؟!!



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريد بلدية
- يا شمس يا شموسة
- أعياد وثقافة
- لماذا الاقحوان ؟
- حب وجبال
- طعم الحرية ومعنى الوطن
- اللغة عماد الإبداع
- ثقافة وتخطيط
- لا تنسيق لا حصاد
- فقاعة صابون..إمسك حرامي
- برق في السماء ، برق في دورا
- أقمارنا أقمارنا
- يوم العسل
- لا تيأسوا من روح الله
- (نوافذ) رفعت زيتون المشرعة على التاريخ وحكمته
- اليوم العالمي للقلب
- شتاء وأغان وأيام مسرعة
- ثريات الذهب
- مياه بيضاء وقلب مثلها
- إلى متى ؟؟


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - لا مكان للخراف