شهاب رستم
الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 22:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشكلت الحكومة العراقية بعد مضض من خلال اتفاقية اربيل ، بعد أن تأخرت تشكيل الحكومة لشهور طوال بعد الأنتخابات . حيث اتفق الجميع على مبدأ الشراكة الوطنية لعدم التوصل الى أي حل آخر . ومنذ اللحظات الأولى وفي جلسة تسمية رئيس مجلس النواب ومن ثم انتخاب رئيس الجمهورية ظهرت الخلافات عيانا ً وعبر شاشات التلفزيون . تم تشكيل الحكومة من دون الوزرات الامنية ، وظلت هذه الوزارات تسر بالوكالة ، مما خلقت فراغا ً في المجال الأمني ، وربما هو السبب الرئيسي في فشل الحكومة في هذا المجال .
ولكن الذي نسمعه منذ فترة أن دولة رئيس الوزراء يدعو الى حكمة أغلبية ، كما بدأ آخرون يغردون معه في نفس البستان ، لكن هذا التغريد بعيد كل البعد عن حقيقة واحدة ، أن هذه الحكومة لما كانت ترى النور لولا اتفاقية اربيل لأستمرت الحال على ما هو عليه لوقت طويل دول الوصول الى حل أو تقارب ، حيث كان الصراع على خطي سكة الحديد تسير بشكل متوازي لا يمكن أن تلتقي الى ما ملا نهاية .
أما تشكيل حكومة أغلبية ليكون بديلا ً عن الحكومة الحالية بانقلاب سياسي أو عسكري ، غير ممكن في عراق اليوم ، ولكن يمكن أن تطكون هناك حكومة أغلبية في حالة واحدة .
وذلك من خلال استقالة الحكومة وحل البرلمان ، ومن ثم اجراء انتخابات برلمانية جديدة
تشكل الكتلة السياسية التي تحصل عل غالبية الأصوات الأنتخابية الحكومة ، ويكون بالمقابل كتلة أو كتل سياسية معارضة في البرلمان تراقب عمل الحكومة . ولكن أن تشكل حكومة اغلبية داخل حكومة شراكة وطنية لا تعني إلا تهميش الأحزاب والكتل السياسية المشاركة في الحكم ، وهذا يكمن بالأستحواذ على السلطة التنفيذية من خلال السيطرة على الجيش والمال، واستغلالها لمصلحة حزب من الأحزاب لضرب الكتل والاحزاب الاخرى، وبذلك نكون قد اسسنا لنظام حكم لا مثيل له في العالم ، لاننا شكلنا حكومة شراكة وادرنا بوجهنا على شركائنا وحرمناهم من حقوقهم الأنتخابية .
#شهاب_رستم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟