أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأزماتُ والتحولاتُ














المزيد.....

الأزماتُ والتحولاتُ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأزماتُ البنيويةُ للمجتمعاتِ الشرقية المعقدة التطور تتفجرُ من خلال الحصارات والمؤامرات والتدخلات ولا تجري سلسةً غيرَ مخربةٍ في توجهها للحلول.
عملتْ الرأسمالياتُ الحكوميةُ الشرقية بشراهة في التهام الفوائض الاقتصادية وتسييسها الضيق وهدرها البذخي، وإنشاء قوى عسكرية (شعبية) تحمي هذه المسارات الأنانية.
من ثوراتٍ مخملية في أوروبا الشرقية إلى ثوراتٍ دموية وفوضى في العالمين العربي والإسلامي ثمة تباينٌ هائل، فلماذا؟
مستوياتُ تطورِ الرأسمالية في أوروبا الشرقية مختلفةٌ عن عالمي آسيا وأفريقيا في الدول المتخلفة، فعلى مدى عقود كان يجري تطور الصناعة والثقافة وحرية النساء، وبطبيعة الحال لم تكن بمستويات أوروبا الغربية بل بمستويات أمريكا اللاتينية المقاربة لها في التطور السياسي الاجتماعي.
ولهذا فإن الثورات المخمليةَ وراءها تطورٌ ثقافي اجتماعي غائرٌ في تحضرهِ وديمقراطيته، ولم تجد الطبقاتُ الحاكمة رغبة في هدر الموارد وأرواح البشر في سبيل بضعة صناديق من النقود.
الثورةُ والحربُ الأهلية لم تعدْ مترابطةً بضرورة مطلقة، فقد بينت الثوراتُ الاستبداديةُ في روسيا والصين ويابان الحرب وكوريا وفيتنام وفي الخاتمة المجر سنة 1956، الحماقات البشريةَ السياسية الهائلة في أشكالِ وعيٍّ تجري نحو المطلق الزائف، وهذا المطلقُ الزائفُ حجرُ الرحى لمنظومات الشرق الاستبدادية خلال قرون، لأنه ارتبط بالسلطة والثروة والعائلة والعلاقات الاجتماعية (المقدسة).
وهو ميراثٌ هائلٌ في شعوبً لم تفلح في تحليلِ وتجاوز خيوط شبكاتها الملتفة على وجودها ورقابها، فالسلطةُ لديها غاية الوجود، ووجدتْ بنى اجتماعيةٌ تقليدية متخلفةٌ كانت الأساسُ الاجتماعي لتعضيد ذلك الوهم المطلق وربطه بالسلطات.
ومن هنا حشود الأباطرة الشموليين الذين جاءوا في القرن العشرين، قرن الاستنارة الأكبر في الحضارة الإنسانية!
أحجامُ الكوارثِ هائلة تلك التي سببها هؤلاء للشعوب، والانجازات التي فعلوها كان يمكن أن تحدث بأساليب أخرى وبنتائج أفضل ومن دون كل تلك المذابح.
وأمامنا دكتاتوريات شرقية كبرى تنخرنا الآن في سوريا بمذبحة هائلة مروعة، وتَعدنا بكوارث رهيبة قادمة.
وأخذت تتكشف أساسياتُ هذه الدكتاتوريات حتى غدت مسخرة.
حين نفحص تجربة دموية كالتجربة السورية سنرى أن طبقةً حاكمة استشرت لحد الضراوة واستخدام المدافع لضرب مدينة حماة في سنوات الأسد الأب، وقتل البشر كالحشرات، ولم يتحول الإخوان المسلمون لقوى نضال وطني سلمي عقلاني، بحيث يخلقون جسوراً ديمقراطية تحديثية إنسانية، بل اتسعت الهوةُ وتغلغلت الشعارات في العامة وحولتها لجيشين يذبحان بعضهما بعضا.
كما لم يكن التياران التحديثيان الديمقراطي البرجوازي والعمالي ناضجين فكرياً وسياسياً، وانخرطا في دعم رأسمالية دولة فاسدة كلٌ من جهته.
على مستويات الفهم الناقصة بعدم قراءة تجربة الرأسماليات الحكومية، وعلى مستوى محدودية قراءة الإسلام، حيث إن المذهبيات السياسية غيرَ المدروسةِ وغير المحللة بشكل شعبي جعلت من الجماهير ضحايا لها، فتأزمّ الموقفُ المعاصر على الضفتين المتصارعتين وعلى مسائل مادية بسيطة تافهة.
الفاشياتُ تتوالد من بعضها بعضا، معبرةً عن نقص فظيع لدى القوى السياسية ذات التوجهات القريبة من الإنسانية بأن تكون ذات رؤية سياسية، عبر دعمها حكم القوة الوحشي، والسكوت عن الفساد، وعن حق أقلية في عيش مزدهر على حساب الأغلبية، وهذه الأقلية قد تتلون في تاريخ البلد الواحد أو على مستوى المنظومة الإسلامية، وعلى مستوى تاريخ المنظومة الإسلامية وتكون الفِرق الارستقراطية المتاجرة بدم الجماهير عبر القرون، فالرأسمالياتُ الحكوميةُ المعاصرة هي امتدادٌ للإقطاع القروسطي العربي الإسلامي، لا تقومُ بنشرِ ثقافة التنوير وإصلاح البُنية الاجتماعية حيث الفقراء المتخلفون المعقدون أدوات للثورة الدموية وأدوات للقمع الدموي كذلك. تمضي العقودُ وهؤلاء الفقراء يتشبعون بالكراهية الطائفية ويتم تنظيمهم للحرب الأهلية حيث يعيشون نفس الظروف والعلاقات المولَّدة للجراثيم الفاشية.
والأقليات الحاكمة هي ذاتها لا تختلف فكرياً عن مستوى العامة، ورغم مواردها الكبيرة لكنها لا تقبلُ انزياحَ السلطةِ المقدسة عنها، لقد حولتْ نفسها لكائناتٍ خارقة وأصبح فَكلاها عن الكراسي يحتاج إلى زلزال يقوض حياة البشر.
لماذا استطاع الأوروبيون الشرقيون الحكام التنازلَ عن الأبهات والفلل والأموال مفضلين البقاء وتجديد العيش وتغيير نمط الثروة والانتاج؟ لأنهم حسبوها جيداً، فلماذا يخسرون حياتهم وأهلهم ويحطمون بلدانهم لأنهم سوف يبتعدون عن السلطات أو أنهم سيفشلون كمعارضة؟
هو نمطٌ من التفكير الحضاري المثقف، شكله تطورٌ طويلٌ في أوروبا، لكن هذا هو تفكير الإنسانية الجديد العام في كل أنحاء العالم، ولا بد أن نكون جزءًا منه.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوحيدُ والتطورُ السياسي (2- 2)
- التوحيدُ والتطورُ السياسي
- سذاجةٌ سياسيةٌ
- البيروقراطية والديمقراطية
- انتهى زمنُ العمالِ الآليين
- كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- صراعٌ طائفيٌّ متخلفٌ
- الإخوانُ والرأسمالية الحرة
- الطائفية وتدهور الثقافة
- صراعٌ طائفي إقليمي
- التطورُ الاقتصادي السياسي في الخليج
- الأجهزة والتجارة
- العسكرُ والقومية
- ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)
- ولاية الفقيهِ والقاعدة (١-٢)
- القيمة في التوحيد
- بنتُ الشاطئ وأبوالعلاء المعري
- تحرك عربي ماركسي ديني (٢-٢)
- تحركٌ عربيٌّ ماركسيٌّ دينيٌّ ´- 1
- ثورة وثورة مضادة


المزيد.....




- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون ...
- القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
- إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا ...
- شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين ...
- كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
- سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
- انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
- ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
- يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار- ...
- قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأزماتُ والتحولاتُ