أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - رياح صفراء*














المزيد.....

رياح صفراء*


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقي موقف الجيش المصري خلال ثورة 25 يناير، يثير شكوكي، فلم أقتنع أن ينزل جيش عربي إلى الشارع، فقط لتأدية مهمتين بريئتين، الأولى حماية شعبه الثائر من بطش النظام، والثانية حماية مؤسسات الدولة من تهور هذا الشعب، راقبت جنود هذا الجيش من على الشاشات، ولم أفهم هدوءهم وهم يراقبون هيجاناً جماهيرياً وحكومياً قل نظيره. حقيقة لم أفهم هذا الحدث، فقد تعودت على الجيوش العربية الباسلة، وفي مقدمتها الجيش العراقي الذي تحول، في عهد صدام وما بعده، إلى خاتم سحري في اصبع حاكم يلعب به في أوقات فراغه ويستدعي مارده متى أراد ليحيل أرض بلاده إلى خرائب نائمة على قبور جماعية.
اعتقدت أول وهلة أن الموضوع كله مدبر، بهدف توفير ممر آمن للدكتاتور يعود من خلاله إلى كرسي الرئاسة ولو بوجه آخر، لكن تتابع الأحداث اثبت خطأي واوصل الجيش انضباطه وأعاد الأمانة للشعب منسحباً لثكناته، فقلت في سري، هذه مؤسسة تحترم نفسها، لم نعرف لها في العراق مثيلاً.
ثم حدث موقف مؤسسة القضاء المصرية، على هامش محاولات الرئيس مرسي اقصاء النائب العام، فقد وقفت هذه المؤسسة بقوة وأفشلت سعي الإخوان لتفريغ استقلال القضاء من محتواه كما يحدث عندنا في العراق.
والسؤال الذي لم استطع الجواب عليه حتى الآن هو: كيف بقي الجيش وبقي القضاء بهذه القوة وبهذا الاستقلال خلال وبعد عهد مبارك؟ هل لأن مؤسسات الدولة في مصر أكثر استقلالا ورصانة من جميع محاولات المستبد الهيمنة عليهما، أم لأن الهيمنة على تلك المؤسسات لم يكن وارداً في مخططات الدكتاتور المصري؟
قد يقول قائل بأن الأمر ليس بهذه المثالية فالجيش المصري لم يكن بريئاً لهذه الدرجة، كما أن القضاء المصري اشترك مع مبارك بالكثير من جرائمه، لكن وحتى مع ورود هذا الاحتمال يبقى أمر هاتين المؤسستين لافتاً بالنسبة لنا في العراق، ذلك أنهما نجحتا بالإبقاء على مسافةِ كرامةٍ بينهما وبين السقوط التام في خندق الحكومة. أقصد؛ حتى لو كان قادة الجيش والقضاة لصوصاً، فهم على الأقل لصوص محترمين، فلماذا حتى اللصوص عندنا أرخص من بقية الصوص؟
لماذا تستمر هزيمة مؤسساتنا أمام هيمنة الأحزاب ومن ثم الحكومة على كل شيء؟
يفترض أن تكون لدينا مؤسسة إعلام دولة، لا مكتب إعلانات حزبية وحكومية، ويفترض أن تكون لدينا مؤسسات رقابية عادلة ومحايدة، لا مؤسسات ابتزاز، ويفترض أن تكون لدينا سلطة تشريعية، لا بورصة تبادل منافع وحلبة صراع ومزايدات طائفية وأثنية، ويفترض أن تكون لدينا سلطة قضائية عادلة، لا مؤسسة لتصفية حسابات الحكومة مع خصومها السياسيين.
ما يدعوني للمقارنة بين استقلال السلطات في مصر وبين استقلالها في العراق هو خبر إصدار مذكرة اعتقال بحق سنان الشبيبي، وسواء أكان الخبر صحيحاً أم لا، وسواء أكان السيد محافظ البنك المركزي متهماً أم لا، فإن صدور المذكرة بهذا الشكل وهذا الوقت ينتقص من هيبة واستقلال المؤسسات المعنية بالموضوع، إذ ليس من المعقول أن تهب رياح هذه المؤسسات بنفس اتجاه وسرعة رياح الحكومة بشكل دائم ومستمر، ليس من المعقول أن جميع ملفات الفساد انتهت ولم تبق إلا تلك المتعلقة بالهيئات المستقلة فتتحرك تلك المتعلقة بالرئيسين السابقين لمفوضية الانتخابات، وهيئة النزاهة، وبمحافظ البنك المركزي؟

ــــــــــــــــــــ
* المدى (2624) 16-10-2012



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النائب ابو قتادة*
- مراهقو سياسة*
- سؤالك ساذج يا صديقي!*
- بين المسجدين*
- الميكامبوت*
- لا تعلب بالنار
- تحالف محرج جداً
- سيدي البليد
- على من تضحكون!؟
- حرية التقييد
- جعجعة إيران
- ضوضاء
- عجيب؟!!
- كش ملك
- بارات أبي نؤاس
- مثقفون وفتّانون
- احتفال بالدم
- علامة استفهام
- إلى أن نعترف
- كراهيتنا سوداء


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - رياح صفراء*