أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - واقع الشخصية العراقية اليوم بعد الغزو الأمريكي














المزيد.....

واقع الشخصية العراقية اليوم بعد الغزو الأمريكي


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد وجدت الشخصية العراقية بعد عام 2003 عام التغيير أسيرة في ثقب تأريخي أسود , فاندفعت قسراً مستنزفة طاقة الماضي النفسية لديها لتتحرك في مدارات شُقَت لها سلفاً بمعول المخططين لأمركة الزمان والمكان العراقي, فالتعصب والتفكير النمطي والطائفية التي شهدت سفك الدماء العراقية من جرائها , ما هي إلا طاقة ماضٍ جاهل وإسطوري جرى استحضارها في مختبرات العولمة المتوحشة , مما ولدت القتل وسفك الدماء الثمينة , هي الدماء المحلية التي كان هدفها إلغاء القدسية للحياة والتشاركية مع الآخرين لا جمع الأرصدة المليارية التي تُكدس في خزائن ما وراء البحار .
من هذا بعد دخول الأمريكان للبلد كان هدفهم نشر السايكوباثيا العسكرية في صفوف المعتقلين العراقيين في سجونهم ,ومنها سجن أبو غريب السيء الصيت , وكان من صفاتها بأنها مضادة للمجتمع وافتقادها الشعور بما هو صواب وما هو خطأ , وبالعنف والقسوة والسادية والأنانية وعدم المبالاة تجاه حقوق العراقيين , وبعدم الشعور بالذنب, وعدم التعلم من تجارب الآخرين والامتعاض من العقوبات وعدم الاكتراث , مثال ذلك دور المؤسسة العسكرية الالمانية النازية في الشعب النازي والشعوب المجاورة , فقد كان غزو العراق من قبل القوات الأمريكية قد كشفت عن سادية السجان الأمريكي في سجن أبو غريب , فكانت أفعالهم هي التفريغ الانفعالي الأخرق للشخصية الرأسمالية , والدعوة لغسل أدمغة الشعب العراقي بأسلوب شديد الحدة من خلال تلقين الأفكار في ظل الظروف التي يجري من خلالها تعريض الفرد العراقي لأوضاع نفسية وبدنية مجهدة للغاية ليتقبل تلك الأفكار تحت وطأة الإنهاك النفسي والجسدي بدلاً من قبولها عن طريق الإقناع الواعي في ظل الظروف الاعتيادية , وقد تطرق لذلك العالم الروسي بافلوف , لقد تعرض الكائن الفرد العراقي من خلال غزو القوات الأمريكية لثلاثة أدوار للشدة والضغط المصاحبين لتكنيك غسل الدماغ منها:
الدور الأول: تَبلّد حواس الإنسان المجهد بعد الغزو.
الدور الثاني: ازدياد قسوة هذه المثيرات , إذ يصبح الفرد العراقي ضعيف الاستجابة أمام الأحداث القوية وجاد الاستجابة أمام الأحداث الضعيفة.
الدور الثالث :تبدل عادات ذلك الفرد إلى نقائضها , فقد ينقلب حبه لفكره أو موضوع إلى كره شديد أو بالعكس.
فكان ذلك بعد الغزو الأمريكي عام 2003 بتغييب الأمن المقصود من خلال صناعة الإرهاب وافتعاله ودعمه والتغطية عليه , وهذا ما حدث عامي 2006 و2007 , إضافة إلى لعبة الاستمرار في قطع التيار الكهربائي للمناطق السكنية والصناعية والهدر لمليارات الدولارات ولما يخصص لتطوير منشآت ومشاريع تطوير الطاقة الكهربائية , إضافة إلى لعبة معاناة العاطلين والباحثين عن السكن ولعبة ضخ مئات الآلات من السيارات المستوردة والمستهلكة , وتردي الخدمات في جميع المجالات الصحية والتعليمية , وإغراق المدن بالفوضى الطائفية والعرقية , مما أحدث إجهاداً نفسياً وإحباطاً معنوياً في الشخصية العراقية , مما توغلت في الاغتراب والاكتئاب , و تحقق الدور الثاني كما ذكر في عملية غسل الدماغ العراقي , والدور الأخير والثالث في مرحلة غسل أدمغة العراقيين , القادم لا محال لكن البعض يعتقد أن نجاح عملية غسل الدماغ مرحلياً قد تفشل في نتائجها النهائية بسبب الوعي الإنساني والوطني والانتماء العراقي وجذوره المتأصلة في تربة بلده .
لكن للمثقف العراقي الدور الكبير في التغيير ليضع العربة على السكة الصحيحة لا كما نلمسهُ من خلال النخبة التي أصبحت صامتة منزوية في صومعتها الثقافية , مع العلم لها شأنها القادم في إعادة تأهيل شخصية الفرد العراقي .



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسام وسحر شهيدتين لمدينة جنوبية مسكونة بالإبداع والحب والجم ...
- يهود الحلة ...تأريخهم وعلاقاتهم الاقتصادية والاجتماعية
- الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية
- عزيز الحاج ورحلة مع تحولات مفصلية
- الشهيد باسل الطائي(أبو تغريد)...مفخرة مدينة الحلة
- الأنشطة الاقتصادية ليهود العراق
- آهرون ساسون معلم ودوره في تأسيس الجمعيات الصهيونية في العراق
- حسن سريع وملحمة الانتفاضة ونهار القمع الوحشي
- الفنان التشكيلي كريم العامري الباحث في أعماق الخراب
- تجليات مفترضة .. المعرض الشخصي للفنان التشكيلي ناصر سماري
- دور اليهود العراقيين في نشأة المؤسسات المصرفية في العراق
- نقرة السلمان.. أوراق لمذكرات سجين سياسي عراقي
- حسن سريع وملحمة الانتفاضة ....ونهار القمع الوحشي
- الفنان التشكيلي كامل حسين بين جمالية اللوحة والذائقة الفنية ...
- الشاعرة المغتربة وفاء عبد الرزاق في البيت الثقافي في بابل
- محنة اللون في المعرض الشخصي الثالث للفنان التشكيلي طاهر حبيب
- مناهج التعليم المهني ..الفرع التجاري بين الواقع والطموح
- الغور في الشكل وفتح حدوده (معرض غير شخصي) ... المعرض الحادي ...
- قراءة في كتاب (قطار العمر ) سيرة المناضل حكمت محمد فرحان
- الرحلة الفوتوغرافية للفنان كرار الطائي


المزيد.....




- ترامب: إيلون ماسك سيعود إلى القطاع الخاص في وقت ما
- مصدر أمني إسرائيلي يكشف عن تطور جديد بشأن تركيا ويقول: الشرع ...
- ترامب: سأذهب إلى السعودية الشهر المقبل أو بعد ذلك بقليل ثم إ ...
- ترامب يتحدث عن علاقته -الرائعة- بكيم جونغ أون وإحتمال اتصال ...
- إيران تطالب مجلس الأمن الدولي بإدانة تهديدات ترامب
- ترامب: لم نناقش مسألة انضمام أوكرانيا للناتو مقابل الموافقة ...
- -قضية تقشعر لها الأبدان-.. شاب محتجز منذ الطفولة في غرفة ضيق ...
- ترامب: لم أدرس مسألة الترشح لولاية ثالثة بجدية
- ترامب: الحكم على مارين لوبان يشبه ما تعرضت له في الولايات ال ...
- مراسلنا في لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبي ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - واقع الشخصية العراقية اليوم بعد الغزو الأمريكي