أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - مضْغةٌ من حنين














المزيد.....

مضْغةٌ من حنين


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


مضغةٌ من حنين

الى خلدون جاويد

أتيتُ إليك ثقيلا معنّى
جناحي مهيضٌ مدمّى
ماضغاً حفنةً من حنين
واضعاً على الجرحِ ملحاً وسمّا
سائلاً عنك كلّ الدروب التي مزّقتنا
والنجوم التي سهّدتنا
لماذا تركت القوارب راسية وحدها ؟!
وأنت الذي كنت تدري...
باني اتيت بدجلة طائعةً ، ظامئة
تريد وصالك حدّ التحام العناق مع الاشتياق
تضمك بين الحنايا وخوف المنايا
لماذا تركت السماء على رحبها؟؟
فاني اتيتك بالقمر البدرِ
يؤنس وحدتك القاحلة
أما زلت تذكر تلك "الكرنتينة " العاشقةْ
تشق عباب الطفولةِْ
في بحرِها المدّ والجزرُ
والخوفُ والأوفُ في كلّ باب
وفي دربها الشوك والوخزُ والأمنيات العِذاب
اما زال ورد "الوزيرية" الان يعبقُ في صدرك المستكين
هنا متّكانا الأمين
هنا قد شممنا شذى الياسمين
هنا عرّجَ الحبُّ في قلبنا
واكتوانا الحنين
وأسرى بنا الى حيثُ نجهلُ
أين المدى وأين الرياح التي حملَتْ ..
ذلك الصّبَّ في آخر العمر كي يستكين
اما زالت "السدّة" الان تعلو؟!
وعشّاقها يملئون المكان بقبلاتهم خلسةًً
بعيدا عن العاذلين
كفاك تقبّل هذا الجدار وذاك الجدار
فان اللقاء بعيدٌ وابعدُ مما تظنّ
والمشاوير موحشة حالكة
والطريق الى الاهل والأقربين
لم يعد آمنا ، رائقا مثل ناياتِنا
حين كنّا نغنّي معاً صادحين
ونمرحُ مثل العصافير
وهي تغادر أعشاشها
بين حينٍ وحين
تبثُّ الشجى والنوى والأنين
تؤثثُ زغردةً ، غنوةً لأحبابنا الراحلين
تريد المكوث بقلبك ياأيها الحضنُ
والدفء والكفّ والعطر والياسمين
تحطُّ على سور قلبك آمنةً من ظلامٍ مخيف
فتغتالها نوافذُ ذاك البنفسجِ حبّاً عفيف
وحنّاء ابوابنا لم يزل اثَرا غائما
في احتدام السنين
ايرجع ذاك "الهيام النعيم" الذي هزّ ارجوحة الورد يوما؟
أيتركُك الوجدُ والبعْدُ والأقربون ؟؟!
مل بنا ياصديقي العتيد
فأشجارنا نسَلَتْ حنظلا
أنجبتْ حطَباً ناحلا
ثمَراً فاسداً قاحلا
حسَكاً شائكاً قاتلا
والمسافات اوخزها الذكر والشوق والأمنيات
والمعابر مفروشة بالوحول وبالقحط والعثرات
وأفواهنا لذعتها المرارات والذكريات
أيأفل ذاك الشعاع الذي هاج في صدرنا
ألقاً في الفؤاد ؟
أتغمض تلك العيون التي ابصرت جنة الله والخالدين؟
أينبتُ دمعٌ مع الثلجِ والبرد والزمهرير؟
فهل غير بغداد سجادةٌ من نمير
ومتّكأًً ناعما ، صادحاً مثل ذاك الخرير
يراقص دجلة في زيّها السومريّ الحرير
وفي "كوكب الشرق" نأوي الى خيمةِ الشدوِ
نغدو مضاءينِ كالفرقدينِ ، يعانقنا الله
نعرى من الزيف والمكْر والموبقات
ستبقى بعيدا وأنت تعانق قلباً
يضمّك بين الشغاف
سيأتيك صبحٌ جميل المحيّا
مهيب القوام
طهوراً كطهرِ العفاف
ويهديك ضوءاً ، فِراشاً وثيرا
وِساداً بريشِ نعام
يرشُّ ندىً رائقاً وابتسام
يمدّ بساطاً حريراً
وإغفاءةً كي تنام
تجيء اليك طيور اليمام
تلمُّ الأسى والضنى والزؤام
تعالَ سريعا الينا
فنحن الضيوف الكرام
فإن النوافذ مشرعةٌ
والهوى شرفةٌ صادحة
لمغناك ياأيها البابليّ العتيد الجميل



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصيدةُ الثانية لابن زريق البغدادي
- هكذا يفضحون الفاسدين
- فصلٌ مُتهتِّك في - الهوى -
- يدي في الكتاب ورِجْلي في الرِّكاب
- تجارب صحفية جريئة خلاّقة
- لحْسُ الكوعِ...وأشياءٌ أخرى
- مصيدةُ الوطن وانفلاتُ المنفى ومابينهما
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/ الجزء السابع
- القوّة الناعمة ..سحرُها وتأثيرُها
- الزيارة الأخيرة لمقهى اللوكسمبورغ
- بشرى وترتعشُ الشفاهُ...
- سودانيّون في -أرض الموساد-
- سيجار هافانا
- عشاءٌ عراقيٌّ في القاهرة
- نزلتَ وحلاً وحللْتَ قحلاً
- مقاطع شعريّة برفقة صيغ التفضيل
- ثلاث قصائد
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء السادس
- من قصائد الفتوّة - بشرى-
- غورباتشوف وخيبة الأمل


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - مضْغةٌ من حنين