أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - من الأقصى الأسير إلى الأموي الشهيد














المزيد.....

من الأقصى الأسير إلى الأموي الشهيد


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حديث للأستاذ ميشيل كيلو، اعتبر فيه أن السوريين دخلوا الربع الأخير من الأزمة في سوريا مع اقتراب تدمير دمشق وحلب، باعتبار أن الأسد لن يتنحى قبل الاتمام عليهما كلياً، وقال: الأسد يقول في العلن أنّه سيبقى، لكنّه أبلغ الروس مؤخرا أنّه يستعد للرحيل. وقد وصف كيلو المرحلة الحالية بـمنتهى الخطورة باعتبار انّه يتم فيها تدمير سوريا بالكامل حجراً وبشراً. ورغم أنه لم يمض على الكلام غير أيام معدودات، فإذا بجنده وشبيحته يُشعلون النار في المسجد الأموي الكبير الذي هو أحد أشهر المعالم الدينية والأثرية للمدينة التاريخية حلب الشهباء مع انسحابهم منه تحقيقاً لبعضٍ من شعار يبقى الأسد أو نحرق البلد.
ولربط الأمور ببعضها وفهم ماانتهت إليه الأمور من فاحشة حريق الجامع من بعد جرائم حرائق الأسواق التاريخية المحيطة به قبل قرابة أسبوعين، فإننا نذكّر بأنه تم اعتقال فضيلة الشيخ يوسف هنداوي مدير الجامع الأموي يوم الثلاثاء الرابع من أيلول/سبتمبر الماضي لاعتراضه على قيام أفراد من قوات النظام وشبيحته المتمركزين داخل المسجد والمتمترسين فيه بشرب الخمر في ساحته. وإنما ردهم القاسي عليه ومواجهتهم له، دفعه للاتصال بمحافظ حلب الذي وعده بأن هذا الأمر مرفوض تماماً وسيتم التوجيه لحل المشكلة فوراً. ويبدو أن الذي حصل بعد تنبيههم أو توبيخهم بطريقة ما، دفعهم من جديد إلى استفزاز الشيخ شفهياً أثناء خروجه من المسجد، ومن ثم مجادلته لهم، وهو مااستتبع اعتداءهم عليه واعتقاله لدى المخابرات الجوية السيئة السمعة رغم أنه رجل دين لاعلاقة له بالمسائل الجوية.
نبأ اعتقال الشيخ هنداوي كواحد من أشهر علماء حلب وعضو دائرة الإفتاء فيها، وكونه مدرس في ثانويتها الشرعية، وخطيب الجمعة في مسجد الإمام أبي حنيفة، أثار عدداً من علماء حلب لتصل المسألة إلى وساطة الشيخ البوطي، وتدخل مفتي الجمهورية أحمد حسون لإطلاق سراحه، وإنما بدون فائدة لأن رد بشار الأسد فيما يتناقله الحلبيون كان بأنه يثق بضباطه وفي حال لم يسئ الشيخ إلى البلد، فسيتم إطلاق سراحه. وعليه، فإن الذي لم يعجب الشيخ هنداوي من قبيحة كبيرة شرب المسكرات وسط المسجد الشهر الماضي، فاستنكره، واشتكى به إلى من يعتقد أنه يهمه الأمر، وأوصله ليكون في أحد أقبية المخابرات، قد بات من ماضي الشبيحة وفعالهم القميئة، بعد أن أشعلوا الحريق فيه.
ومن ثم، فلئن أحرق الصهاينة بعضاً من الإضافات الكبيرة للخليفة الأموي عبدالملك بن مروان على بناء الأقصى وبصماته المعمارية فيه، فإن النظام السوري وشبيحته مشياً على طريقة الصهاينة وتأسياً بما فعلوه قبل أكثر من أربعة عقود في حرق بعض معالم المسجد الأقصى، فلم يقصّروا في حرق حرم مسجد حلب الأموي الذي شيّده من بعده ولده الخليفة سليمان.
حرق المسجد الكبير في حلب، ودمار قرابة سبعين مسجداً من قبله وخمسة كنائس في عموم البلدان السورية الثائرة. تدمير معظم المدن الرئيسة والبلدات السورية والأرياف مما لايعرفه السورييون في تاريخهم القديم والحديث. قتل الآلاف من أطفالنا ونسائنا عدا عن عشرات الآلاف من مواطنينا قتلاً وذبحاً وقصفاً وحرقاً وأمثالهم من المعتقلين، ومئات الألوف من المشردين والنازحين. تدمير الأسواق التاريخية والأثرية لمدينة حلب وغيرها للعديد من الأماكن والأوابد الحضارية مسجداً وكنيسة وسوقاً وقلعة وأبنية، يؤكد توجه النظام الفاشي وشبيحته إلى حرق الأخضر السوري ويابسه إنساناً وحجراً تحقيقاً لشعار قالوه وأكّدوه: الأسد أو لا أحد، وإنما تأكيده الأبلغ وإعلانه الأكبر في العالمين عدم انتمائه إلى سوريا إنساناً وشعباً وتاريخاً وحضارة.
إن تدمير النظام لأسواق حلب ومسجدها إعلان عن سقوطه فيها، وإن تدميره القادم لأسواق دمشق ومسجدها الأموي إعلان صريح وفصيح عن سقوطه فيها وتأكيد لرحيله إلى الأبد من حياة السوريين إلا أن يتداركوا ذلك، فيُقضى عليه قبل أن يُقضى عليها، وإلا فقد يتحقق لقامع السوريين وقاتلهم وسارقهم تمام إنجاز الوعد بدمار البلد.
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=tee4HWspGVk
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=nDMjg8BAOms
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=WdjGh96c8ck



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصا الاستبداد وآخرتها
- من كلام المندوب السوري إلى كلام الوزير الفرنسي
- براءة القدس من القتلة والمجرمين
- مئتان وثلاث وستون مجزرة
- متقاعدوا الحرس الثوري والجيش في دمشق
- المدافعون عن النظام الفاشي في الوقت الضائع
- كلنا بابا عمرو
- سلامة كَيْله، سلامتك..!
- هذه هي الثورة السورية وهؤلاء هم شبابها
- السورييون من جمال السفّاح إلى بشار الجزّار
- جرائم النظام السوري شاهد ومشهود
- المقاومون والممانعون وجهاً لوجه أمام الثورة السورية
- الثورة السورية وجهاً لوجه أمام المقاومين والممانعين
- المؤامرة الكونية والانفجار السوري العظيم
- يوم مشهود في تاريخ دمشق
- كلام في المعارضة السورية المسلحة
- نظام الأسد الحِواري
- الإعلام السوري كاذب
- كلام عن القرية السورية والمؤامرة
- في أنظمة القمع لاصوت يعلو على صوت المعركة


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - من الأقصى الأسير إلى الأموي الشهيد