|
القدس....ووهم الاستثمار..؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 14:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
...... يكثر العديد من الشخوص والرموز والعناوين والشركات والمؤسسات الاقتصادية المقدسية والفلسطينية رسمية وقطاع خاص من الأحاديث والتصريحات والمقابلات عن أنها ستقوم ببناء وإقامة عشرات المشاريع الاقتصادية والاستثمارية في القدس وبمئات الملايين من الدولارات التي ستجلب اللبن والعسل لأهل القدس،تماماً كما هو حال الوعود التي قدمت للفلسطينيين أنه بخلاصكم من الرئيس الراحل ابو عمار ستصبح فلسطين قطعة من الجنة وسيأكل شعبها الشهد واللبن،وها هو شعب فلسطين برحيل أبو عمار يأكل "الخازوق" تلو "الخازوق"،حتى من خلفوه في القيادة أصبح مطلوب التخلص منهم. تلك المشاريع الاقتصادية والاستثمارية التي تتحدث عنها العديد من الشخصيات والشركات الاستثمارية التي ستمكن المقدسيين من الثبات والصمود على أرضهم وفي مدينتهم من خلال توفير فرص العمل وخلق حركة اقتصادية وتجارية نشطة في المدينة،هي برسم الأحاديث والتصريحات الصحفية،وليس برسم الفعل والتنفيذ. وكما هو حال تلك الشخصيات والشركات والمؤسسات والجمعيات الاقتصادية والرأسمال المحلي،كذلك هو حال السلطة الفلسطينية التي تتحدث عن دعم القطاع الخاص والاستثمار في القدس،وفي سياق الترجمات العملية والفعل على الأرض لسان حال المقدسيين يقول"نسمع طحناً ولا نرى طحيناً"،وما يجري الحديث عنه والتهليل والتطبيل والتهويل له وعنه من قبل العديد من رجال الأعمال والمال والشركات والمؤسسات الاقتصادية في وسائل الإعلام لا يعدو كونه أكثر من فقاقيع إعلامية ونوع من الدعاية و"البوبوغراندا"، لا تجد له اثراً في ارض الواقع،فهو كالزبد يذهب هباء وما ينفع الناس يمكث في الأرض،وحتى المؤسسات المسماة اقراضية وتنموية من بنوك وغيرها،ترفض تقديم أية قروض للمقدسيين من رجال الأعمال والمستثمرين اذا ما كان الاستثمار في القدس،وأنا أعرف أن العديد من رجال الأعمال المقدسيين طرقوا الكثير من الأبواب على عتبات المرجعيات والعناوين المحسوبة والتابعة للسلطة لعلها تقدم لهم شيئاً في إطار دعم الاستثمار والمشاريع في القدس،او حتى تضغط على مؤسسات الإقراض والبنوك من أجل تقديم تسهيلات وكفالات لرجال الأعمال والاقتصاد من أجل أن يتمكنوا من القيام بمشاريعهم الاستثمارية في القدس،ولكن الأمور لم تخرج عن إطار العلاقات العامة والوعود البراقة،أو كما يقول المأثور الشعبي "حافي لاحق عريان"،وهناك أيضا العديد من هؤلاء رجال الأعمال من يحجز لنفسه مساحة كبيرة في وسائل الإعلام من أجل أن يتحفنا بتصريحات ولقاءات ومؤتمرات صحفية عن دعم القدس والمقدسيين وإقامة المشاريع الهامة والحيوية للقدس والمقدسيين صمودا وتشغيلا واستثمارا،والمأساة أن الخلل لا يكمن هنا،بل في جوقة المتسلقين والانتهازيين والمنتفعين ممن يلقطون رزقهم ويريدون "تسليك" مصالحهم من الصحفيين والإعلاميين،يصورون لك تلك القيادات والعناوين بأنها رائدة الاستثمار في القدس وعلى يديها سيكون البلسم الشافي لكل جروح المقدسيين وقهرهم وحالة الإحباط وفقدان الثقة والمصداقية التي تزداد عندهم يوماً بعد يوم،لتصل حد الكفر والطلاق مع كل ما هو قائم،فهم ملوا وسئموا الشعارات والبيانات والخطب والمقابلات التي تتحدث عن دعمهم وصمودهم دون فعل جدي في أرض الواقع. إن لسان حال المقدسيين يقول لكل هؤلاء، قطاع خاص وسلطة وغيرهم ،خطوة عملية خير من دستة برامج،ووضع القدس ليس بحاجة إلى دراسات وأوراق وورش عمل عن احتياجاتهم وأولوياتهم في الدعم والاستثمار،فهنالك الأطنان من الأوراق طبعت حول ذلك وعشرات الدراسات التي أعدت لجهات فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية،توضح وتشرح بإسهاب عن احتياجات وأولويات المقدسيين،من أجل تعزيز صمودهم ووجودهم،والصغير قبل الكبير يعرف أن معركتنا مع الاحتلال في السيطرة على المدينة،جزء كبير منها له علاقة بالجانب السكاني"الديمغرافي"فهو ينفذ سياسة تطهير عرقي بحق المقدسيين من أجل الإخلال بالموازين والواقع "الديمغرافي" عبر طرد وترحيل المقدسيين قسراً،وبالتالي يأتي في أهم أولويات تدعيم صمود وثبات المقدسيين،دعم قطاعي الإسكان والبناء،وهناك العديد من رجال الأعمال المقدسيين يبذلون جهدا جدياً في هذا الجانب،ولكن هذا الجهد وحجم الإمكانيات المادية المتوفرة لديهم،لا تمكنهم من بيع الشقق للمقدسيين بأسعار مخفضة أو مقسطة على فترات طويلة،فهم ليسوا بنوك أو من أصحاب الملايين أو المليارات لكي يقوموا بهذا الدور،وأقصى ما يستطيعون القيام به والمنتمي منهم للقدس والمصلحة العامة،هو تقليص هامش الربح،او بيع الشقق بفترة تقسيط ليست طويلة،فهم ليسوا بالملياردير اليهودي "ماسكوفيتش" والذي يضخ من صالات القمار وتجارة الجنس ما لا يقل عن مليارين من الدولارات سنوياً،من أجل تعزيز الاستيطان في القدس الشرقية،رغم أن المالكين الكبار والأكثر عدداً للقنوات الجنسية هم من بني يعرب أمراء وشيوخ ورجال أعمال،وليتهم يضخوا 1 % من أرباحهم في هذه التجارة والقنوات تكفيراً عن ذنوبهم وخطاياهم لمدينة القدس. وكذلك القطاعات الأخرى من تعليم وسياحة لا تقل أهمية عن قطاع الإسكان والبناء،فهي على درجة عالية من الأهمية،وخصوصاً أن الإنسان الفلسطيني مستهدف في وعيه،وفي مصدر رزقه. نعم نحن نعيش وهم الاستثمار في القدس،فلا مشاريع استثمارية في القدس،في أي من القطاعات والمجالات الأساسية والرئيسية،لا من قبل المستثمرين المقدسيين والفلسطينيين كأفراد ولا مؤسسات،رغم ما يبذل بشكل فردي من قبل العديد من رجال الأعمال والعديد من الجمعيات لإقامة مشاريع لها علاقة بالبناء والإسكان،وحتى المؤسسات الفلسطينية الموجودة في القدس والتي تقدم خدماتها للمقدسيين في المجالات المختلفة لا يجري دعمها والتشبث والتمسك بها،ومن لا يغلقه الاحتلال منها،نغلقه نحن بأيدينا. الم يحن الوقت من أجل أن نقف وقفة صدق في هذا الجانب،ونغادر خانة الشعارات والبيانات والمؤتمرات والدعاية،الى خانة القيام بعمل استثماري جاد وحقيقي في القدس؟أم سنستمر في التعاطي مع الأمور على قاعدة "عنزة ولو طارت"؟. القدس- فلسطين 15/10/2012 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لتدمير سوريا خزائن بيت مال -المشركين- مفتوحة على مصرعيها ..؟
...
-
ما هكذا تساق الإبل يا مشعل ..؟؟
-
للأوسلو الرحمة ولكم من بعده من طول البقاء ..؟؟
-
التحرش الجنسي لا يعرف الأعمار ..؟؟
-
اليسار الفلسطيني ..... آفاق تطوره ومستقبله
-
فيلم -براءة المسلمين- مشروع للفتنة الطائفية
-
انفلات -تطبيعي- في القدس ...؟؟
-
لماذا اعادة بناء الاداة الوطنية الموحدة في القدس ....؟؟
-
المذهبية والطائفية تهدد المجتمعات العربية
-
في ذكرى رحيل المعلم والقائد الشهيد ابو علي مصطفى
-
السلفيون..... والمناضل سمير القنطار
-
تحت المجهر/ من يتحمل مسؤولية ضياع شركة كهرباء القدس...؟؟
-
وما زال مسلسل القتل مستمراً ....
-
الإتحاد الأوروبي:- ... لماذا كل هذا النفاق ....؟؟؟
-
عن -رمضان- وأيام سفر بلك ومظاهر أخرى..
-
نحو عقد مؤتمر شعبي مقدسي عام
-
المجتمع المقدسي ما بعد مرحلة الاستنقاع...؟؟؟؟
-
الاحتلال.....وشرعنة الاستيطان..
-
تموز ...........ورحيل العظماء
-
تقرير الجزيرة ....أسئلة وعلامات إستفهام ..؟؟
المزيد.....
-
قبل موتهم جميعا.. كشف آخر ما فعله مسافران قبل اصطدام طائرة ا
...
-
الصين تعرب عن استيائها الشديد إزاء الرسوم الجمركية الأميركية
...
-
حرب تجارية جديدة: كندا تفرض رسوما على سلع أمريكية بقيمة 155
...
-
دراسة تكتشف أسرار الأذن البشرية
-
دلالات طريقة المشي
-
علماء الفيزياء الكمومية يبتكرون فضاء مكونا من 37 بُعدا
-
واشنطن تريد انتخابات بأوكرانيا إذا توقفت الحرب
-
عشرات الآلاف دون مأوى وفي وضع مأساوي بغزة
-
حراك طلابي في صربيا يُطيح برئيس الوزراء وموسكو وبروكسل تراقب
...
-
الولايات المتحدة تفرض رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|