أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - صباحات تُشبه خريفاً سوريّاً














المزيد.....


صباحات تُشبه خريفاً سوريّاً


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 03:04
المحور: الادب والفن
    


كيف لنا أن نلوذ بصباحات يقصم الأرق ظهرها، نستفيق ولا نستفيق، خلل في الليالي وفقدان توازن في اليقظة، تتناهبنا الأخبار من كل اتجاه: في الداخل، مقطوعة أخبار الاهل والأصدقاء، تلاحق خبر أشقّائك وأطفالهم الهاربين من موت لا تعرف متى يحيق بهم.. من قرية إلى أخرى، من مدينة إلى مدينة، بين كل خبر نسمعه وصمت القبورالذي يلي ويلفّ سورية، زمن فلكيّ، وكأننا نعيش في عصر الحمام الزاجل، صديق يتواصل معك ذات صدفة من قرية سورية محاصرة: أبنائي مطلوبون ولا أعرف أين هم؟ ولا نعرف نحن أين نروح بأرواحنا، لا مال من أجل الخبز والهروب. لا وسيلة لايصال دريهمات قليلة تعادل حياة عائلة كاملة، تحتار ولا تعرف كيف تلملم دموع عجزكَ! أصدقاء تشمشم رائحة أخبارهم وكأنّك تضرب بالمندل. جرحى هاربون بأجسادهم، بيت صديق تتفرج عليه على بعد آلاف الأميال وهو يحترق، تأخذك صديقات إلى نزهة قصيرة في حدائق الآه السورية الطويلة: الحطام الحطام، المجازر المجازر، تنكسر مثل صرخة في فمي ميت وبلادك تتفلوش مثل لعبة في يد ديناصور يستمتع بحطيمها.
يختلط صباحك بحالة لا قدرة لك على تعريفها.. ولكن، لا غبش في الأمل الذي يصنعه الناس هناك، يجذبك محمد من كمّ قلبك وهو يراك على هذه الحال: اسمع يا أبي، معزوفة هذا الساحر الإسباني "بيبي روميرو" اسمها "مالاكوينا" على الجيتار.. تصغي بقدر ما تستطيق، بينما صوت ربابة فراتيّة يعبر مشاعرك كمشرط!.

00


كل ما شرعتُ بكتابة قصيدة عنكِ وعن أيّ امرأة أخرى، تحوّل الكلمات طريقها إليها، إلى امرأة شعرها من سهول حوران وشموخ السويداء والقنيطرة وتموّج المتوسط الجميل، وجهها تورّد غوطة دمشق وأريافها، صدرها حمص وحماة، خاصرة القلب إدلب والحسكة، قلبها حلب، قامتها الفرات. كل ما كتبتُ قصيدة عن امرأة يا أمّي، وجدتُ اسمكِ يزيّن الخاتمة: سورية.

00


أشتهي أن أكون وتراً واحداً، في هذه السمفونية العظيمة التي يؤلّفها ويعزفها شعبنا، مرّة بأصابع يديه، مرّة بارتعاشة الأرواح، مرّة بشوق الراحلين للأمكنة، وتراً واحداً، بعيداً، حتى لوكان مقطوعاً، مثل سُرّتي التي دفنتها أمّي في تراب الفرات.


اليوم صفحتي بيضاء
قلبي يختبئ منكِ في الحكايا
دعيه يرتاح قليلاً
ولا ترشدي عينيكِ الحزينتين عليه.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أنا أخو الوزير-
- صباح الخير أيّتها المرأة الحامل
- إشراقات
- آآآخ يا عمّو آآخ!
- يوم في حياة شهيد
- سورية قصيدة حرّة
- صمتكم يقتل المزيد من السوريين.. كاتبة عربية وكاتب صهيوني نمو ...
- صباح عليكِ
- انشغالات يوميّة
- مطر رحيم في الصيف، على مدينة محاصرة. *
- حوار غير ودّيّ، بين الوردة واليأس
- هذا ليس كلّ شيء
- صور حديثة جداً.. لمدينة تحت القصف
- ومع ذلك
- صوتكِ أعلى من الحرية
- صمت أدونيس المتقطّع
- أحتال على الحزن قليلاً
- مركب ليبيا مركب اليمن مراكب تلحق بالمراكب
- مرّة أخرى..أحبّكِ
- طوفان


المزيد.....




- من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي ...
- اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
- مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و ...
- إنطلاق مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ43 + فيديو
- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...
- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - صباحات تُشبه خريفاً سوريّاً