أنا رجُل عانس

محمد مراجع العزومى

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 03:03
المحور: المجتمع المدني
    

عزيزي المواطن المصري، لماذا أنتَ حَلّوف؟ عزيزتي المواطنة المصرية، ما تزعليــش يا أُختي فأنـا رجل وعانس مثلك.

محدش سأل نفسه قبل كده يعني إيه "عانس"؟ منين جت الكلمة دي؟ طبعاً محدش سأل نفسه؛ لأننا مُجرد شوية بغبغانات، بنردد الكلام إللي بنسمعه، مبدئيــًا كده أحب أقول للرجال؛ إن كلمة "عانس" دي بتُطلق على الرجل، أه والله، حتى إبحث كده في المُعجم هتلاقي إن عانس بتتقال للذكر والأنثى بيتقالها عنوس، شُفتوا الأرزاق، وكلمة عانس دي معناها من تأخر في الزواج؛ يعني حاجة عادية مُش عيب على الإطلاق، أُمـال إيه بقى إللي عمل من كلمة عنوسة بُعبع، لما بتسمعها الأنثى بيركبها مليــون عفريت، هقولكم؛ بس الأول فيه سؤال لازم أجاوب عليه.. هيَّ ليـه الأُنثى بتعنس؟

أتحداك لو سألت أي أب السؤال ده، وقال لك إن هو السبب في عنوسة بنته، دايمًا هتلاقيه بيقول لك "ما حضرتك شايف يا بيه الشباب متلقح ع القهاوي مش لاقى شُغل ولا سكن، إزاي بقى هيروح يتقدم لواحدة ويطلب إيدها؟!!!" فعلاً سبب مُقنع أي أب بيقوله، طيب تعالى كده قول لنفس الأب ده -يا عمي أنا يُشرفني إني أطلب إيد بنتك فايزة- وشوفه هيقول لك إيه؟!! أول حاجة هينطقها إحنا بنشتري راجل، بنتي فايزة مهرها مُش أقل من 10 آلاف جنيه وشبكة بـ 10 يبقوا كده عشرين، و شقه لوحدها، وقايمة وعفش و..و..و..و..و..و .. طيب يا راجل يا عاقل ما أنتَ لسه قايل من شويه إن الشباب مُش لاقي شُغل ومتلقح ع القهاوي؛ منين هيجيب لك فلوس لكل ده، ويطفش العريس، ويطفش وراه كمان عريس، ويطفش وراهم 10 وتقعد فايزة في بيت أبوها، وده السبب الأساسي والرئيسي لعنوسة البنات.

تاني حاجة ثقافة مُجتمع المُستنقعات المتعفن إللي إحنا عايشين فيه، وإللي بيرفض إن الشاب يتجوز واحدة لمجرد إنها حبت واحد قبله!! يعني البنت من دول دخلت في علاقة حُب مع شخص ما، والشخص ده سابها، تعالى بقى قول لحد روح اتقدم لها ؟؟ يقول لك أنـا ليه!! هو أنا مُش راجل ولا إيه؟!! إزاي أخد واحدة كانت ماشية مع حد قبلي؟!! طيب ما قُلتش لنفسك الكلام ده ليه؟!! وبعديــن زي ما أنتَ من حقك تتجوز واحدة ما دخلتش في أي علاقة حُب قبل كده، هي كمان من حقها تتجوز شخص ما خاضش في أي علاقة حُب قبل كده، وعلى هذا المنوال الناس هتبدأ تنفُر من حول هذه الفتاة لحد ما تعنس وده السبب التاني.

فيـه بقى أسباب تانية أنا بشوفها مُستفزة، زي إللي يقول لك أصلها وحشة، طيب دي ربنا خلقها كده، هي ذنبها إيه؟!! وإللي يقول لك أصل أمها ست مُفترية، وهو معاليك هتتجوز البنت ولا أمها ؟؟ ده غير بقى إللي يقول لك أصــل دي أبوها كان رد سجون، وإللي يقول لك يا راجل أنتَ عارف أختها متجوزة مين، وكل هذه الأسباب إللي بتخليني أخرج عن شعوري وأقول كلام جارح بيزعل ناس كتير؛ ليه العنوسة بُعبُع ؟؟

تعالى المرة دي واسأل أي أم، أنتِ ليه خايفة على بنتك م العنوسة؟ هتقول لك كلام الناس كتير، وخايفة أحسن الناس تاكُل وشي!! تاكُل وشك ليه لا سمح الله هو حضرتك بنتك دايرة على حلّ شعرها؟؟ وهتفوجئ بصمت هذه الأم، لكن الحقيقة مُش كده، الحقيقه إن مُجتمعنا الذكوري المتعفن هو إللي اصطنع أكذوبة بُعبُع العنوسة، طالما كان شايف إن البنت لو ما أحكموش السيطرة عليها عيارها حيفلت وهتجيب العار لأهلها، وإنها لازم تتجوز؛ لأن الجواز سُتره، مع إنه في بعض الأحيان الجواز بيبقى فضيحة أكثر من إن يكون سُتره للبنت والولد.

في المُجتمعات الغربية مُصطلح العنوسة لا وجود له في قاموسهم، ليه؟!! لأنهم وبكل بساطة البنت مُستقلة بذاتها، مُش شايفين فيها أي عورة ممكن يخجلوا منها، وبالتالي الفتاة بتكون حُرة في اختيـار شريكها بالطريقة إللي تناسبها وبيتجوزوا وفقًا لظروفهم الخاصة مُش وفقاً لظروف أهل العريس والعروسة، أما عندنـا على النقيض تماماً، البنت طالما خلصت تعليمها فملهاش غير بيت أبوها تقعد فيه لحد لما يجيلها عدلها، ولو نزلت واشتغلت شُغلها ده بيكون بقيود أتقيدت بيها عن طريق السُلطه الأبوية.

عزيزي المواطن المصري الحلّوف، سواء كُنت أب أو أخ، لو عندك بنت في البيت ما تقيدوش حُريتها، وسيبوها تختلط بالمجتمع إللي حواليها؛ لأن إللي بيتجوز واحدة ده بيعرفها يا أما عن طريق الشُغل أو الدراسة أو شافها في فرح واحده زميلتها -طبعاً بغض النظر عن جواز الصالونات إللي انقرض- ده غير إن الفتاة كُل ما بتكبر كل ما احتياجتها بتزيد، وبالتالي هتمثل عبء عليك، وبالتالي حضرتك هتزهق وبنائـاً عليه هتخليها تكره عيشتها.

عزيزتي المواطنة المصرية العنوس، كلمة عانس دي مُش عيب ولا حرام ولا كلمة نبذ ممكن ننبُذك بيها، دي مُجرد مُصطلح معناه التأخر في الزواج، والتأخر في الزواج مُش حاجة عيب إطلاقاً، ولا حضرتك ليكِ دخل بيها، فلا تخجلي ولا تكتأبي ولا تُعيري إنتباهك للحلاليف.

#محمد_مراجع_العزومى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات