|
سامي الذيب، حدد موقفك
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 01:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تعليق من قارئين ---------------- وصلني تعليق على مقالي الأخير في الحوار المتمدن من الأخ عبدالله خلف يقول فيه: "سامي الذيب، حدد موقفك لكي يتسنى لنا ولك النقاش، هل أنت ضد الإسلام ونبيه، أم ضد فئه معينه من المسلمين؟"
وفي نفس اليوم وصلتني رسالة من صديق في الفيسبوك لن اذكر اسمه تقول: "استاذي الفاضل مع كل ما احمله لك من تقدير واعجاب لكني لا استطيع ان ادافع عنك عندما ينتقدون ازدرائك بألفاظ مشينه على شخصيات انت تراها بصوره غير الذي يرونها. فكم اتمنى ان تنتقد المنهج بدون ان تهين مؤسسيها حتى تصل كلماتك الى قلوب الكثيرين. اغلبهم ينفر حتى من قراءة مقالتك اذا ما شعر بازدراء شديد بالألفاظ على انبياءهم. ادري بان قضيتك اكبر من تفاهتهم ولكن هدفك عظيم وبالتالي سيكون اسلوبك اعظم".
وقد رددت على هذه الرسالة الأخيرة بما يلي: ---------------------------------- اخي افهم كلامك واقدر صراحتك. هناك جدار يصعب على المسلم اختراقه وقد يكون هذا أساس المشكلة. يمكن ان نداهن لتوصيل الرسالة ولكن في نهاية المطاف تنقلب الأمور على رؤوسنا. ولذلك فضلت ان امسك الثور بقرنيه بدلا من التحليس على ذنبه. عندنا يقولوا لا يكفي قطع ذيل الافعى بل يجب سحق رأسها. فاذا بقي رأسها يمكنها دائما ان تلسعك. اكيد هذا اسلوب يصعب معه توصيل الرسالة في موضوع معين مثل الختان ولكن اود ان اعطي القارئ كلاما صريحا دون مواربة. فهو ان اكتشف حقيقة رأيي بعد حين سوف يتهمني بالمراءاة.... ومواقفي واضحة ومعلن عنها فلا مجال للتخفي. ارجو ان لا تدافع عن مواقفي حتى لا تتهم في دينك. فالحقيقة كفيلة في ان تدافع عن نفسها. آخر المطاف سوف يرى الناس هذه الحقيقة بأم اعينهم".
أخي عبدالله لم يقرأ مقالاتي ولكن له حق في الجواب ------------------------------------ كان بإمكاني الاكتفاء بردي الأخير كرد على طلب الأخ عبدالله خلف. ويظهر لي أنه لم يقرأ مقالاتي السابقة ولم يطلع على مواقفي. فالمطلع على ما اكتب يعرف أني صريح العبارة ولا احب المداهنة أو لبس الأقنعة. ولكن أرى ان سؤاله وجيه ولا يمكن ان اطلب من كل متحاور ان يقرأ كل ما اكتب. وهذه مناسبة لوضع النقاط على الحروف. ونحن العرب نعرف اهمية النقاط على الحروف فمن دونها يصعب قراءة النصوص بدقة. ولهذا السبب تم تنقيط المصحف، ورغم ذلك بقيت هناك علامات استفهام بخصوص كثير من كلماته، ومن هنا جاء اختلاف القراءات، علما ان هذه الاختلافات وقعت على أكثر من نصف آيات القرآن وبعض كلمات القرآن تم قراءتها بأكثر من عشر صور مع معان مختلفة (انظر في هذا الخصوص هوامش طبعتي للقرآن: http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic)
الحق في التقية فقط لمن يعيش في الدول العربية ----------------------------------- هناك عبارة بليغة للكاتب السوري محمد الماغوط يقول فيها: "إن حرية التعبير والكلام والمعتقد مضمونة لجميع فئات الشعب. ويستطيع كل مواطن عربي في أي بلد عربي أن يدخل على أي مسؤول ويقول ما يشاء، ولكن متى يخرج فهذه مسألة اخرى". على المفكر العربي في الدول العربية اخذ الحيطة مما يقوله أو يكتبه، فقد يحصد لسانه رأسه. وقد قال لي أحد الأستاذة من شمال افريقيا لن اذكر اسمه أن العرب لن يتقدموا إلا إذا تركوا فكرة ان القرآن كتاب منزل. وعندما سألته أين كتب هذا، ولصاحبنا العديد من الكتب، أجابني: "أنت مجنون؟ تريد موتي؟ من سيطعم إمرأتي وأولادي؟". وأنا متأكد بأنك لو أعطيت حرية التعبير في العالم العربي لن يبقى في الإسلام إلا المعتوهين والاغبياء. وما موافقة مجلس وزراء العدل العرب على قانون جزائي يسن على قتل المرتد إلا لمعرفتهم أن دينهم لن يكتب له البقاء إلا بالسيف. افهم تماما ان يلجأ مثقفونا العرب إلى التقية للحفاظ على رؤوسهم، ولكن لمثلي في الدول الغربية لا يحق لي اللجوء الى التقية ما دام انني اتمتع بحرية التعبير (رغم مخاطرها). ولذلك انا لم أخفي ابدا معتقدي ورأيي في الأديان حتى وإن أغاظ الكثيرين. فعلى المفكر ان يسبق مجتمعه على الأقل بعشر سنين، إن لم يكن بمئة سنة. ولذلك عليه ان يقول ما يمليه عليه عقله. هذه امانة في عنقه.
فما هو موقفي؟ -------------- انا مسيحي ولكن لا اهتم بالعقائد. واحترم كل الأساطير الدينية. فالإنسان اسطوري بطبيعته كما ذكرت في مقال سابق. ولكن عندما تصبح الأسطورة وسيلة لكبت الحريات وإنقاص حقوق الآخرين فأنا لها بالمرصاد. فأنا اعتبر كل الانبياء بشر مثل غيرهم، لا بل أرى ان بعضهم مجرمو حرب مثل النبي موسى والنبي صاموئيل والنبي ايليا والنبي محمد. ولو عادوا للحياة لتم تقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وأعتبر النبي ابراهيم رجلا غبياً وبرهان ذلك انه قطع ذكره بينما كان عمره 99 سنة، وبسبب هذا الغبي تم ختان ملايين الأطفال في العالم وما زالوا يختنون بسببه. واعتبر كل الكتب المكدسة (المقدسة) كتبا بشرية وليست منزلة من السماء. وفيها الغث والسمين. وارى ضرورة تنبيه القراء من مضارها كما نفعل مع علب السجاير. ولا افرق هنا بين توراة وانجيل وقرآن أو غيرها من الكتب المكدسة. وبخصوص القرآن اعتقد يقينا أنه من تأليف حاخام يهودي مسطول، وبرهان ذلك انه أكثر الكتب خربطة في العالم، مهما ادعى سدنة الدين الإسلامي المخبلون.
واجب محبة الجميع ----------------- موقفي الناقد من الديانات والانبياء والكتب المكدسة لا يعني البتة اني اعادي اتباع هذه الديانات. فكمسيحي علي ان احب الجميع مهما كانت ديانتهم، وأعتبر أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وأن لم نختلف في الرأي فكيف يمكننا ان نتعلم؟ ولإعطاء مثال بسيط: علي ان احب الإسبان ولكن ليس مصارعة الثيران، وعلي أن احب الإيطاليين ولكن ليس الفاشية، وعلي أن احب الألمان ولكن ليس النازية، وعلي أن احب المسلمين ولكن ليس الإسلام، وعلي أن احب اليهود ولكن ليس الصهيونية.
لماذا هذا التفضيل للمسيح؟ ------------------------ وقد يرى البعض أني اتهجم على الأنبياء ولا اذكر السيد المسيح. فما معنى هذا؟ فعلا انا افضل السيد المسيح على غيره من الأنبياء الذين ذكرتهم لأن يديه لم تتلطخا بالدماء وأرى في وصيته "احبوا اعداءكم وباركوا لاعنيكم" قمة الأخلاق، بخلاف النبي محمد الذي زرع البغض في قلوب اتباعه. هذا رأيي ولكن لكم أن تروا عكس ذلك. صحيح أن المسيحيين خاصة في العصور الوسطى أقاموا محاكم تفتيش باسم الدين ولكن نحمد الله اننا انتهينا من هذه المصيبة. وأما المسلمون فما زالوا في مرحلة العصور الوسطى مع ابقائهم على حد الردة واضطهادهم لحرية التعبير. وكل أملي هو ان يتخطى المسلمون هذه المرحلة، ولا ارى حلاً لذلك إلا إذا وضعوا القرآن ومعه النبي محمد في المتحف مع موميات الفراعنة.
وسؤالي الآن لقرائي: هل كنت صريحا بما فيه الكفاية؟ وهل ينتظرون مني غير الصراحة؟
---------------------- يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic اذا أردتم المناقشة أو وجدتم صعوبة في تحميل كتاب اكتبوا لي على عنواني التالي [email protected]
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما زرعناه في مدارسنا نجنيه اليوم حصرما مر المذاق
-
احتجاج من احد قرائي على مقالاتي اليومية عن الختان
-
مسلسل جريمة الختان 84: الختان علامة تمييز ومخالفة
-
مسلسل جريمة الختان 83: الختان وتأثير الثقافة الغالبة
-
مسلسل جريمة الختان 82: الختان والتأثير المهني
-
مسلسل جريمة الختان 81: الختان والتأثير الإجتماعي
-
لمن تكتب يا سامي؟
-
الختان: سؤال للقراء
-
مسلسل جريمة الختان 80: الختان والتأثير العائلي
-
مسلسل جريمة الختان 79: تحوّل الشذوذ الفردي إلى تصرّف جماعي ث
...
-
مسلسل جريمة الختان 78: وسائل معالجة بتر الذات الشاذّة
-
مسلسل جريمة الختان 77: لماذا يبتر الناس أنفسهم ولماذا ختن اب
...
-
مسلسل جريمة الختان 76: لماذا يبتر الناس أنفسهم (1)
-
مسلسل جريمة الختان 75: المعالجة الطبّية لآثار ختان الإناث
-
مسلسل جريمة الختان 74: آراء حول استعادة الغلفة
-
مسلسل جريمة الختان 73: كيف تستعيد غلفتك
-
مسلسل جريمة الختان 72: استرجاع الغلفة في التاريخ
-
مسلسل جريمة الختان 71: الختان وعلاج إلتهاب الحشفة والغلفة
-
براءة الأطفال أهم من سخافة الأنبياء وأتباعهم
-
جرموا تشويه الأديان!
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|