علي الاسد
الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 22:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السلام عليكم
ماذا لو انهم لم يفهموا اي شيء في القرآن؟
بل ماذا لو انهم لم يفهموا اول كلمة فيه؟
صدقوني لا استهزأ ,بل هي الحقيقة المرة ,اعراب تلو اعراب ,لايفقهون غير الناقة والبعير,اصبحوا بين عشية وضحاها اوصياء على الدين وكلام السماء.
النص نفسه يقول انهم لايؤمنون ابدا ,انظر:
((لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ {36/6} لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ {36/7}))
الآية تقول..حق القول على اكثرهم فهم لايؤمنون!!
ولكنهم يقولون انهم آمنوا وحملوا السيوف لقتل اهل الارض!!
وانظر:
((الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {9/97}))
ولكن الاعراب بقدرة قادر هم حملة الدين..بل ليس من اهل الدين من لا يلبس لباس الاعراب وينفش شعر راسه ولحيته كانه مجنون!!
فان قلت انهم لايعرفون اول كلمة في الكتاب فهي الحقيقة
أسألهم ما معنى (بسم) في اول آية في الكتاب ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أسألهم لترى..سيقولون تعني الأستعانه ,وهذا هراء,فالحكيم المطلق لو شاء ان يقول استعين بالله لقالها.
او يقولون معناها (أبدأ بأسم الله) !
وهنا أسألهم لماذا جاءت لفظة (أسم) في كل القرآن بالهمزه؟ ألا في (بسم الله)؟
أقرأ بأسم ربك..سبح أسم ربك
الا البسملة لماذا؟..اليس نقصان حرف من لفظ يغير اللفظ بكامل معناه؟
....
اترك البسمله واسألهم عما يستعيذون منه قبل قراءة القرآن من هو؟
اعوذ بالله من الشيطان..من هذا..ام انهم يلفظون ما لايعلمون؟
أم ان الشيطان نفسه استحوذ عليهم فعمى عليهم النص ثم قادهم؟
الم يقرأوا في النص صفة الشيطان,اليس هو واحد منهم ويكلمهم ويعدهم ويعتذر منهم ويلومهم؟
اقرأ:
((} وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ {8/48}))
الم يتكلم معهم,الم يعدهم,الم يقل لهم انه جار لهم ؟
..........
لنترك كل هذا ونأتي الى مايصرخون به ليل نهار,فهل علموا عما يتكلمون..الايمان بالله واليوم الآخر..
فما هو اليوم الآخر الذي يريدون الايمان به؟
لو انطلقنا من مبدأ وجود شفرة القرآن الخاصة به ,فعلينا الالتزام بأساس المبدأ, وهو الاحتكام اليه فقط لمعرفة مراده ومعانيه.
..........
فمثلا عند البحث في القران نجد ان التمييز بين الناس يكون بأمر واحد هو الايمان ,الايمان بماذا؟
تجيبنا عشرات الآيات انه الايمان بالله واليوم الآخر.
بل ان الآيات لا تفرق بين اتباع ملتنا وغيرهم,فلا يهم انتمائهم الديني ,المطلوب فقط هو الايمان بالله واليوم الآخر
حيث اجمع النص المقدس على وجود مؤمنين وصالحين منضوين تحت سقف فرق واديان مختلفه..وكذلك وجود الكفرة والمشركين والعتاة والمردة تحت نفس السقف.
يكفي لملاحظة ذلك الرجوع الى الآيات:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {2/62}
} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {5/69}
حيث نجد ان من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ممكن ان ينضوي تحت اي مجموعه من المجاميع المذكورة:
الذين آمنوا ..الذين هادوا..النصارى..الصابئون..الصابئين.
أمر مهم جدا يجب الألتفات اليه ,وهو ان هذه الأمة لم تخاطب في القران بوصف او اسم سوى بالمركب (الذين آمنوا).:
لوقصرنا بحثنا في ما اتفقت عليه الأمة وهو الايمان بالله واليوم الاخر.. فلنأتي معهم ونسأل هل امنا وامنوا بالله واليوم الاخر؟؟؟
فليسألوا انفسهم ما معنى الايمان باليوم الاخر ولماذا التأكيد على الايمان به وهل ان الأيمان بشيء لا يتطلب معرفه ولو بسيطه لماهيته؟ فهل عرفوا ثم امنوا؟؟ أم خيل لهم ؟؟ أم اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر!!!
اليوم الاخر:
المركب يتكون من لفظين(اليوم)و (الاخر) والاخر هو صفة اليوم.. وسوف نترك حاليا الخوض في ماهية ومعنى (اليوم) في الايات التي تأمر بالايمان بالله واليوم الاخر.. اذن نعتبر معنى اليوم هو المتبادر للذهن وهو اليوم الزماني طال ام قصر ونتوجه للبحث عن معنى الاخر:
فلفظ الاخر(بكسر الخاء) تعطي معنى الذي يأتي بعد مجيء امثاله قبله وهي تختلف عن لفظ الاخر(بفتح الخاء) حيث تعني المثيل والذي يمكن ان يكون اي واحد من المجموع كما في:
( البقرة 282 )
فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى.
حيث ان الاخرى(وهي مؤنث الآخَر) اطلقت على احد اثنين.
وفي :
( النجم 19 ) أفرأيتم اللات والعزى ( 19 ) ومناة الثالثة الأخرى ( 20 )
حيث نرى ان الاخر (بفتح الخاء) ومؤنثه(الأخرى) يمكن ان يكون ثالث كما في(مناة الثالثة الأخرى)
أما الاخر(بكسر الخاء) وحسب استقراء الآيات فيتبين لنا انه من يأتي بعد مجيء الأول ومجيء واحد اخر غير الاول على الأقل ..
اي ان الاخر هو من يأتي ثالثا واخيرا او رابعا واخيرا وهكذا..
اما اذا كان العدد اثنان فقط فيكون هناك أول وثاني كما في: ثاني أثنين أذ هما في الغار.
وهذا الاستنتاج يمثله خير تمثيل البحث في ايات (النشأة) حيث نجد ان هناك نشأة اولى ونشأة أخرى ونشأة اخرة فيكون المجموع ثلاثة على الاقل كما في الايات:
الواقعة 62 : ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون
النجم 47 : وأن عليه النشأة الأخرى
العنكبوت 20 :
قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير ( 20 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
اذن التأكيد على مسألة الأيمان باليوم الاخر يشتمل ضمنيا على وجوب الايمان بما قبله من الايام.. فانت لا تؤمن باليوم الثالث الا بعد ايمانك بوجود الاول والثاني وهكذا بالنسبه للرابع لا تؤمن به الا بعد الايمان بالاول والثاني والثالث.
وتسأل :
هل هناك دليل على ايام كثيره يجب الايمان بها؟
فيجيب القران نعم هناك ايام خاصه يجب الايمان بها حيث يخاطب موسى عليه السلام:
((ان اخرج قومك من الظلمات الى النور وذكرهم بايام الله))
فنفهم ان لله ايام عددها اكثر من اثنين بدليل صيغة الجمع(ايام)..
فياتي السؤال هل هي ايام ماضيه ام مستقبليه؟
فيجيب القران بالايه:
((قل للذين امنوا يغفروا للذين لا يرجون ايام الله))
فنفهم انها ايام مستقبليه بدليل لفظ (يرجون) فما يرجى لم ياتي بعد .
ولمن اراد ان يتوغل في البحث اقول انظر الى مواصفات الايام والفوارق بينها لتميزها عن بعضها ومن القران حصرا وستجد ان جمعكم يكون في يوم خاص وابحث في مواصفات اليوم الذي تقول عنه الايه(جمعناكم والاولين) وستجد له اسم معين ومواصفات معينه.
اما يوم القيامه فستجده يذكر مع القول:
(ليجمعنكم الى يوم القيامه) اي ان الجمع يكون قبله بدليل الحرف(الى) والى تبقى الى وان كره الكارهون ولن تصبح (في) ابدا ....
فلو كان الجمع يحدث في يوم القيامة لقالت الآية:(ليجمعنكم في يوم القيامه) او فقط (ليجمعنكم يوم القيامة), ولكنها قالت :ليجمعنكم الى يوم القيامه.
ليجمعنكم..الى..يوم القيامه
فما هو اليوم الاخر؟؟
..........
ولو بحثنا في القران عن مواصفات الايام فسوف نجد ان الايام الزمانيه تعرف عن طريق مايجري فيها من احداث من قبيل: يوم يحشرهم جميعا .. يوم يبعثون..
اما اليوم الاخر فلا نجد مواصفه زمانيه لما يحدث فيه والمواصفه الوحيده هي الايمان به كونه اليوم الاخر وهذا يتطلب معرفة الايام السابقه له ثم معرفته والايمان به.
فمن يرفع السيف عليه ان يبين لنا بماذا يؤمن قبل ان ياتي يوم لاينفع فيه لحية ولا بعير!!!!
#علي_الاسد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟