عبد الرحيم لعرب
الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 22:11
المحور:
الادب والفن
عمال ايمني
"إلى كل عمال المناجم بايمني و" بووازار" وكل المناطق المنجمية
الأخرى. و قد كتبت هذه القصيدة إبان انتفاضة بطولية لعمال مناجم
إيمني بوارزازات المغرب عام 2005".
يا ولدي: عمال يُذبحون في وطني و يرسلون من القاع للقاع
أ أعور يقود بصيرا؟ يتلذذ بجلسات الاستمتاع
أ يريدون للأرانب أن تصير ضباعا؟
أ يريدون للبراز أن يصير نعناعا؟
أ يريدون أن ندخل السجن تباعا؟
يا ولدي: ذاك الضفداع
زاد في غيه، فرج عن كبته
فاستمنى على آذان الجياع.
يا ولدي: أصيك بالتلفاز بالوعة، و ما بالك بالمذياع
كيف يصير السجن في بلدي قصرا؟!
كيف يصير الجوع في وطني بشرا؟!
كيف يصير الدم في وطني حبرا؟!.
يا ولدي: استمع للزراع بإملشيل
للصناع بإيمني، عشر سنوات بعد القهر الطويل
استمع للممنوعين من القوت، للطلاب، لحكاية العذاب.
********
" أونا" حرة، طليقة، تبلع كل شيء
تدك كل شيء، تغتصب كل شيء
تفطر بالعمال، تتغذى بالسكان، تشوي المعطلين
و إذا لا سامح الله، أصيبت بالحازوقة
تشرب عليهم كأسا من الدجل.
فهي حرة طليقة، فلتفعل ما تريد، "عاشت الحرية"!
و سيدها ديموقراطي، حر، طليق، أصيل في مشيته
لا يرضى بالشعب إلا قطعانا، أغناما للولائم، أو حميرا في الرباط.
********
يا ولدي: استحضر شهداءك في ليلة مقمرة
يفضحون كل بياع للكرامة بمليارات من أحشاء الكدح المقبرة
يا ولدي: استحضر ذكراهم
لتنصف التاريخ، تحميه من عتاة المجزرة
لتنصف الشعب المقبور، المدحور، النائم على الرصيف
و الميت على قيد الحياة، و المحشي تحت الأرض
و الساكن بلا سكن، و السائر في الشوارع بلا وطن
لو دخلوا التلفاز لفر الأعداء
لو دخلوا التلفاز لتفجرت و تناثرت أسلاكها
من فرط القهر و الموت بلا كفن.
*********
اسألوا البحر عن شباب تفتت بلا خبز بلا قبر
اسألوا المدن عن أحباب قضوا بلا دواء بلا خفرِ
اسألوا القرى عن أطفال تعفنوا بلا حجر في قِدْر بلا قَدَرِ
اسألوا الحسيمة عن شعب دفن بلا كفن بلا حجر
اسألوا الصحراء عن أبطال ماتوا عطشى تحت المطر
اسألوا القهر عن القهر في بلادي أنه سيد البشر.
عبد الرحيم لعرب
يناير 2005
#عبد_الرحيم_لعرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟