أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدى زكريا - ما السبيل الى حياة ذات معنى حقيقى ؟ (1)















المزيد.....

ما السبيل الى حياة ذات معنى حقيقى ؟ (1)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 21:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" هل للحياة اى معنى ؟ " سؤال يطرحه عدد لا يحصى من الناس. فكثيرون للأسف, مهما كانت نظرتهم الى الحياة, لا يستطيعون الهروب من الاحساس بأنها باطلة ولا معنى لها. على حد قول طبيب الاعصاب فيكتور ا. فرانكل.
ولم ينتابهم هذا الشعور ؟ احد الاسباب هو ان الملايين حول العالم يعيشون اوضاعا يرثى لها. فكل يوم يطل عليهم يحمل معه الفقر والمرض والظلم وأعمال العنف الجنونية. وكما عبر قديما ايوب فى حديثه عن معاناة الانسان, فان حياتهم حقا مفعمة بالشقاء. ايوب 14عدد1, ترجمة تفسيرية. وقد بات سعيهم الاول والاخير البقاء على قيد الحياة كل يوم بيومه.
من ناحية اخرى, ينعم ملايين اخرون بقدر من الازدهار المادى. ويبدو السبيل امامهم ممهدا لايجاد الاكتفاء الحقيقى فى الحياة. رغم ذلك, لا يحقق الكثير منهم مبتغاهم. فمرارا وتكرارا, يحطم الشقاء والاذى امالهم واحلامهم حين تفاجئهم مثلا النكسات المالية او تنزل بهم الماسى المريرة, كموت طفل لهم.
وثمة عامل اخر يعزز هذا الاحساس السائد بأن الحياة باطلة ولا معنى لها, ماهو ؟ عمر الانسان القصير جدا. فكثيرون يرونه منافيا للمنطق ان يعيش البشر, الذين يتمتعون بقدرات هائلة, اياما معدودة فقط. وهم غير قادرون على استيعاب الواقع المرير الذى نواجهه جميعا, وهو ان الموت سيسلبنا كل شئ عاجلا ام اجلا, حتى لو نجونا من اسوأ الشرور المحدقة بنا.
احسن الملك سليمان, الذى حكم اسرائيل قديما, وصف حالة البشر بكلمات موجزة ومعبرة. فقد رأى الناس فى ايامه يكدون فى عملهم مستخدمين مواهبهم وقدراتهم فى الزراعة والفلاحة والبناء والاعتناء بالعائلة, تماما كما نفعل نحن اليوم. فطرح سؤالا بما معناه : ماقيمة كل هذا فى نهاية المطاف ؟. وخلص الى القول ان كل مايفعله الانسان " باطل وسعى وراء الريح ؟
ولكن هل اعتقد ذلك الملك ان كل ماينجزه البشر سيبقى على الدوام باطلا وسعيا وراء الريح ؟ كلا. بل كان يصف بواقعية حياتنا فى هذا العالم الناقص. غير ان كلمة الله الموحى بها يمكنها ان تمنحك الثقة بأن الامور لن تجرى دائما على هذا المنوال.
فكيف تنال انت هذه الثقة ؟ لم تبدو الحياة باطلة, ماهو الحل, وكيف تضفى معنى حقيقيا على حياتك ؟
لم تبدو الحياة بلا معنى ؟
لماذا يمكنك الوثوق انه سيأتى يوم لن تكون فيه الحياة مجرد مدة ايام باطلة نقضيها كالظل.
يخبرنا الكتاب المقدس عن قصد الله الاصلى نحو الارض. كما انه يوضح لنا سبب تفشى الظلم والمعاناة فى العالم. ولكن لماذا من المهم ان نفهم هذه الامور ؟ لأن السبب الرئيسى وراء اعتقاد الناس ان الحياة تافهة هو انهم لا يعرفون - او لا يريدون ان يعرفوا - قصد الله لهذا الكوكب والساكنين فيه.
صنع الله الارض لتكون موطنا فردوسيا ينعم فيه الناس بالكمال وبحياة ابدية زاخرة بالنشاط. وهذه الحقيقة الاساسية التى شوهتها الاديان تتعارض مع الفكرة السائدة, انما غير المؤسسة على الاسفار المقدسة, ان الله هيأ الارض كحقل تجارب ليرى ما اذا كان البشر يستحقون العيش فى السماء حيث الحياة الحقيقية*( سوف يتم شرح هذه النقطة فى نهاية المقال )
ما الذى افسد الامور ؟
خلق الله الرجل والمرأة على صورته مانحا اياهما القدرة ان يعكسا صفاته الرائعة. فقد صنعهما كاملين. كما زودهما بكل مايلزم ليتمتعا الى الابد بحياة مثمرة وذات معنى. وكان ذلك سيشمل ملء الارض واخضاعها لتصبح بأسرها فردوسا كجنة عدن. تكوين 1 و2.
مالذى افسد الامور ؟
من الواضح ان مجريات الاحداث اتخذت منحى مختلفا بشكل جذرى. فالبشر عموما لا يعكسون صورة الله. والارض صارت ابعد مايكون عن الفردوس. فما الذى طرأ ؟. لقد اساء ادم وحواء استخدام ارادتهما الحرة. وأرادا ان يصبحا كالله ويقررا لأنفسهما ماهو خير وماهو شر. وبذلك تبعا مسلك التمرد نفسه الذى اتخذه الشيطان ابليس. - تكوين 3 عدد 1 الى 6.
وعليه, فان الشر ليس جزءا من مخطط غامض اعده الله مسبقا. بل اتى الى الوجود حين تمرد الشيطان, ومن ثم ادم وحواء, على حكم الله. ونتيجة عصيان ابوينا الاولين خسرا الفردوس والكمال, وبالتالى جلبا الخطية والموت لأنفسهما ولكامل العائلة البشرية البمتحدرة منهما.
وكل الاحوال التى تأتت عن ذلك تجعل الحياة اليوم تبدو بلا معنى.
لقد اختار الله الا يعاقب المتمردين فى الحال. وبحكمته سمح ان يمر الوقت كى تبت مرة والى الابد قضية صواب حكمه التى اثيرت فى عدن.
اهم امر ينبغى ان نبقيه فى بالنا هو ان الله يسمح بالشر لفترة محدود فقط. وقد فعل ذلك لمعرفته انه يستطيع ابطال عواقب الشر الوخيمة كليا, ما ان تبت القضية الحيوية التى نشأت اثر التمرد على طريقة حكمه.
فالله لم يتخل عن قصده للأرض والبشر, بل اكد لنا دائما بواسطة نبيه اشعيا انه هو صانع الارض ولم يخلقها باطلا, انما للسكن صورها. اشعياء 45 عدد 18. وفى القريب العاجل, سيبدأ بتحويلها الى فردوس كما قصد فى البداية. فعندما يثبت بكل وضوح صواب حكمه , سيكون مبررا فى استخدام قوته التى لا تقهر لتنفيذ مشيئته والقضاء على الشر قضاء تاما.
وقد ضمن يسوع المسيح فى الصلاة النموذجية التماسا من الله ان يتخذ هذا الاجراء, لم يفطن اليه الذين يرددوها بدون ان يفهموا مغزاها. فعلمنا ان نصلى : " لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الارض ". وماذا يشمل ذلك ؟
من جملة ما تشمله مشيئة الله هو ان الودعاء سيرثون الارض, وسوف ينقذ البائسين والفقراء المستغيثين, ويخلصهم من الجور والعنف. كما انه لن يكون في ما بعد حرب, ولا موت, ولا دموع, ولا وجع, ولا عذاب. وسيقام على الارض عدد لايحصى من الذين ماتوا فى الفترة التى سمح الله فيها بالشر, وتتاح لهم الفرصة ان ينعموا بالبركات.
وفى الواقع, سيبطل الله كل اذى ناجم عن عصيان الشيطان. وسيكون الاجراء الذى يتخذه جذريا بحيث تنسى الشدائد السابقة. والله ضامن لكل هذه الامور لأنه لا يكذب ووعوده تتحقق. نعم, لن تعود الحياة باطلة وسعيا وراء الربح, بل سيكون لها معنى حقيقى.
ولمن ماذا عن الان, هل تستطيع ان تضفى معنى حقيقيا على حياتك ؟
" الى المقالة الاخيرة "
هل من الضرورى ان نترك الارض لننعم بحياة ذات معنى ؟
طوال قرون علم رجال لا دراية لهم بقصد الله نحو الارض انه من الضرورى ترك هذه الارض كى ننعم بوجود له معنى حقيقى. قال البعض ان النفس تسجن فى الجسد كعقاب لها على الخطايا التى ارتكبتها فى حالة الروحانية. وعلم الفلاسفة اليونان كسقراط وافلاطون, المفهوم التالى " لا تعتق النفس من ضلالها, جهالتها, مخاوفها, شهواتها الجامحة, وكل الشرور الاخرى التى تكتنف البشر, وتسكن مع الالهة الى الابد, الا اذا تحررت من قيود الجسم البشرى المادى - محاورة فيدون لأفلاطون.
ولاحقا, دمج قادة العالم المسيحى فى تعليمهم ما ابتدعه الفلاسفة اليونان من افتراضات حول نفس خالدة ملازمة للجسم البشرى. التاريخ العالمى للمسيحية.
كنت قد كتبت مقالا عن الارض وكيف يسعى الانسان بكل جهده لتدميرها بكل الطرق المتاحة له. وكانت الدهشة والاستغراب من العلماء والمتحصصين فى شئون البيئة, كيف يدمر الانسان ويهلك الارض التى تمده بكل مقومات الحياة. ولكن الجواب لم يكن بعيدا عن مستوى العقل.
انه بكل بساطة, جشع الانسان ونهمه الذى لا يتوقف عند شئ. والسبب الثانى هو تعليم الاديان ان الارض لن نحتاجها فى المستقبل, فامالنا سماوية واننا سنذهب لنعيش مع الله فى السماء.
ولذلك يتعاملون مع الارض كمن استأجر شقة مفروشة لبضعة اشهر ثم يتركونها للمالك فى حالة يرثى لها. حمقوا, وقد وعد الله بأنه سيهلك الذين يهلكون الارض.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت احد الاولاد
- كيف تجعل زواجك ناجحا ؟ (2)
- زيجات على شفير الانهيار (1)
- المذكرات - صديق جدير بالثقة
- الأرض هبة الله لنا
- احترزوا من التفاخر
- التطور ليس واقعا
- سنو المراهقة المقلقة تلك (4)
- تعليم الجنس للاطفال - حيوى ان يكون باكرا (3)
- تعليم الجنس للاطفال - متى ؟ وكم ؟ (2)
- اطفالنا - من يعلمهم عن الجنس ؟ (1)
- السر وراء الفقاقيع - الشمبانيا
- الانتحار - كيف يمكنكم ايجاد العون (3)
- لماذا ييأس لبناس من الحياة (2)
- لماذا ييأس الناس من الحياة (2)
- الانتحار - مشكلة عالمية (1)
- الطبيعة تغير وجه التاريخ
- القبور - نافذة الى المعتقدات القديمة (2-2)
- القبور - نافذة الى المعتقدات القديمة (1-2)
- الزواج ام المساكنة - ايهما ؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدى زكريا - ما السبيل الى حياة ذات معنى حقيقى ؟ (1)