أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - لمصلحة من اجهض الربيع العربي














المزيد.....

لمصلحة من اجهض الربيع العربي


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3878 - 2012 / 10 / 12 - 15:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اصبح واضحا ان ما اطلق عليه بحق الربيع العربي ، قد اجهض وتم احتوائه ، هي حالة ثورية اطلقها جيل الامة الفتي ، واحتواتها الحركات الاسلامية ، وتحمست وتحالفة اميركا وحلفائها مع قوى الثورة المضادة ، على طريق اعادة صياغة المنطقة ، وان كان من المحتمل ان تضطر لمواجهة الاسلامين عند مرحلة احداث النقلة المنوي انفاذها ، و او استمرار التحالف ولو على الطريقة التركية ! بعد ان تبين ذلك من خلال الوضع الحالي في سوريا ، والاسلوب المتبع لقهر الارادة الفلسطينية بالحصالر المتعدد الاشكال ، والكثير من الملاحظات التي تعطي مؤشر على تلك الاحتمالات ، في ليبيا والعراق ولبنان والسودان وغيرها .
كانت دائما المخاطر التي تحيق باية ثورة هي قوى الثورة المضادة ، سواء طبقية اوبيروقراطية او خارجية ، وحين جاء الانطلاق العفوي للثورة العربية الحديثة ، كانت قوى التغير المنظم ضعيفة وغير كفاحية ! وكان المجموعات الاسلامية جاهزة ومتحفزة ، والقوى المضادة للثورة بابعادها الطبقية ، حاضرة ومتحفزة للدفاع عن مصالحها ، وهنا جاء الخلاف في نمطية التحالفات ، فالبعض قلق من البرنامج الاسلامي السلفي الغير معاصر ، واتجه للتحالفات الخارجية ، وتراجعت قوى الثورة وتفتتت الى اطر صغيرة، واصبحت الساحة غير محسومة لطرف ، مما اطال امد التفاعلات السياسية ، كما بدا في مصر وليبيا وساها ، وشجع القوى الخارجية على تنفيذ برامجها المتوافقة مع الرؤية الراسمالية التي لا ترى في البشر الا الاستهلاك ، ولا يعنيها امر الحقوق والمشروعية والاخلاق ، فهي قيم الفقراء والكادحين .
ظلت اسرائيل قلقة لفترة طويلة حين اطلقت ثورة الشباب العربي ، وبدا ان هناك افكارا تتفاعل في اسرائيل للتلائم مع المتغير المتوقع ، وضرورة انهاء الاحتلال والاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني ، لكنها في الاونى الاخير وبعد ان تيقنت من ان التغير قد يكون لصالحها بعد اجهاض القوة الثورية ، عادت الى الغطرسة والدعوة المبكرة لاجراء انتخابات ، حيث اشارة استطلاعات الراي الى تقدم القوى اليمينة بشكل كبير ، وهي التي لا زالت تحلم بالتوسع ولو الاقتصادي ! ولتكون جاهزة لدورها في عملية اعادة صياغة شرق اوسط جديد ، تطمح فيه ان تتوسع ، او ان يتم انهاء الموضوع الفلسطيني من خلال عملية الخلط الجديد للمنطقة ، مع وضوح تحالفات لانظمة عربية مع هذا التوجه ، لعله اكثر بروزا في الوضع السوري ، تسليحيا وماليا ، فان لم يكن متاحا حاليا اسقاط النظام فلتكن حربا اهلية ، تقسم في النهاية ، وتعطل في المرحلة الراهنة قدرات سوريا للتصدي لحلف الشيطان !!.
لكن هل يمكن تنفيذ تلك المخططات بهذه البساطة ، بالتاكيد لا يمكن ، فلا زالت القوى التي فجرت الثورة حاضرة وان كانت غير موحدة، الا انها تملك ارادة الرفض والتغير معا ، وهذا هو السبب في عدم قدرة الاخوان في مصر الانتهاء من سيطرتهم كما يريدون ، ولسوف يستمر التفاعل طويلا ، خلاله تتمكن القوى الطبقية والقاعدة الشبابية من ادراك اهمبة وحدتها ، وتعود لاخذ دورها لمنع سرق تضحياتها .
فالانتفاضة الفلسطينية التي يطلق عليها الاولى عام 1987 ، بدءت عفوية تماما ، وفاجئت الاطر التنظيمية ! وبعضها سعى الى التبرء منها ثم التحق مترددا بقوة القاعدة الشعبية ، ومنظمة التحرير سعت الى الارتباط بها ولو بتحويلها الى اطار اداري وافقدتها عذريتها بالمال والاحتواء ، حتى وصل حصادها الى ان تم توقيع اتفاقات اوسلوا ، وهي تجربة تتكرر عربيا مما يهدد باهدار مقدرات الشعوب العربية الى عشرات السنوات للمساهمة في الازمة المالية الراسمالية على حساب هذه المنطقة الغنية بالطاقة والمزدحمة بشريا.
وبملاحظة حالة التمنع العربي المالي ورفض اسناد السلطة الوطنية الفلسطينية رغم قرارات القمم العربية ، يجدها متوافقة مع النهج الهادف الى انهاء صيغة دول ثورية ودول رجعية ، من حيث ان فلسطين ظلت بوصلة عربية لمدى وطنية وعروبية واممية اي نظام او تنظيم سياسي ، واطفاء هذه البورة الثورية مقدمة لمد رجعي سلفي للمنطقة ، يتوافق في النهاية مع اهداف قوى الثورة المضادة العالمية ومصلحة اسرائيل ، ولا يجوز تفسير مواقف الانظمة العربية بغير ذلك ، خاصة بعد ان غاب دور انظمة رغم فسادها كانت ترفض تلك المساومات ، وهكذا يتضح ان الثورة التقدمية الديمقراطية الشبابية العربية ، تواجه مدا رجعيا عربيا متحالف مع قوى الثورة المضادة العالمية ، الساعية لضرب امكانية التطور والحداثة والتحرر في العالم العربي .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامم المتحدة والخيارات الاخرى
- طريق الشعب بدل طريق اوسلو
- الراهن الفلسطيني والانتخابات المحلية
- الشرعية الثورية والشرعية الانتخابية
- عن اليسار والشيوعية والثورة
- رؤية لخطة طريق الثورة المضادة
- اليقظة العربية والصحوة الاسلامية
- حكاية اسد
- عن الختان وثقافة القهر
- الكم والكيف في الثورات العربية
- الدولة الدينية بدعة
- اغتيال ابو عمار
- الاممية والقومية الروسية
- الاسلام السياسي الى اين ؟!
- حول الخلافة الاسلامية
- وجوه فلسطينية قلقة
- الديمقراطية هي الحل !!
- مصر ..اين السبيل ؟
- اليد الخفية في الثورة العربية
- نحو عولمة اسلامية


المزيد.....




- أول تعليق لرئيس الصين على الحرب التجارية الأمريكية
- لحظة وصول الروسية الأمريكية كسينيا كاريلينا إلى الولايات الم ...
- مأساة جديدة تهز نيويورك: مصرع 6 ركاب بينهم أطفال في تحطم مرو ...
- خبير: -دوافع شخصية أيديولوجية- تقف وراء هجمات إرهابية في ألم ...
- لدغة أفعى تودي بحياة موظف في حديقة حيوانات موسكو
- قصف إسرائيلي يستهدف بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان
- في خطوة هامة.. الصين تطلق أول مركز ضخم لتدريب الروبوتات الشب ...
- شي يرد على ترامب: الصين لا تخاف ومواجهة العالم تؤدي إلى عزلة ...
- لافروف: واشنطن ترغب في التعرف على الأسباب الجذرية لأزمة أوكر ...
- شمخاني: طهران تسعى لاتفاق حقيقي وعادل مع واشنطن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - لمصلحة من اجهض الربيع العربي