أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد بعلوان - مكتسبات الحركة النسائية وإشكالية المساواة














المزيد.....

مكتسبات الحركة النسائية وإشكالية المساواة


حميد بعلوان

الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 18:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا شك أن المرأة المغربية تتفوق على مثيلتها في معظم الدول العربية في الحقوق التي اكتسبتها بعد سنوات من النضال بفضل الحضور الفاعل للحركة النسائية، ويعد خروج مدونة الأسرة للوجود سنة 2003 أول انتصارا للمرأة المغربية و لنضالاتها الطويلة من أجل فرض المساواة في الحقوق.... كما حققت المرأة مكتسبات أخرى تمثلت في إقرار قانون الجنسية سنة 2008 وإقرار الفصل19 من الدستور الجديد بالمساواة بين الجنسين في الحقوق المدنية, السياسية, الاقتصادية والاجتماعية... وكذا تعديل القانون الجنائي وتضمينه قوانين جديدة تهم المرأة, كتجريم التحرش الجنسي وإصلاح مدونة الشغل, كل هذه المكتسبات تترجم الرغبة الواضحة في الرقي بوضع المرأة اجتماعيا واقتصاديا وقانونيا...
لست هنا لأطبل لمنجزات الماضي بل أردت فقط استحضار ما تم تحقيقه قصد الوقوف عليه بغية تحقيق المزيد, لأن اليوم الوطني للمرأة المغربية الذي سيحتفل به بعد غد الأربعاء يجب أن يكون لمراجعة الأوراق والتفكير في سبُل تحقيق ما لم يتحقق بعد.
لا يجب أن ننسى أن ما جاء في مدونة الأسرة لم يكن إلا خطوة خطاها المغرب قبل تسع سنوات في اتجاه العدل والمساواة بين الجنسين, ولابد من خطوة أخرى للاقتراب أكثر.
لقد عرف المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة تغيرات كثيرة وأصبح الشعب المغربي أكثر وعيا بأهمية المساواة, ولعل ردة فعل الشارع المغربي أثناء تنصيب حكومة بن كيران على استوزار امرأة واحدة لدليل على ذلك، كما أن الواقع المغربي الذي أصبح يتجاوز بعض نصوصها، نظرا لارتفاع منسوب الوعي لديه بأهمية المساواة التي تغيب في بعض مواد المدونة كالتمييز بين الأم والأب في الولاية على أبنائها في المادة 231, والتمييز بين البنت والولد في النفقة (المادة 193)وذلك في حالة كون الملزم بالنفقة لا يستطيع الإنفاق على جميع الأولاد, وغيرها من المواد التي تميز بين الذكر والأنثى لا لشيء إلا لاختلافاتهما البيولوجية.
كل تلك النصوص القانونية التي تميز بشكل سلبي بين الجنسين تجاوزها الزمن, بل حتى الناس أصبحوا يتحايلون على كثير منها, فنجد مثلا فيما يخص الإرث أن أغلب من يملكون الثروات يقسمونها على أبنائهم وهم على قيد الحياة حتى لا تضيع حقوق البنت بسبب قانون " للذكر مثل حظ الأنثيين" وقد يقوم الإخوة في حالات أخرى بعد تقسيم الإرث بالطريقة الشرعية بإرجاع المال للبنات حتى يكون هناك تساوي مع الذكور. إن من يفعلون هذا مسلمون ولا يقصدون بفعلتهم "تحليل ما حرم الله" وإنما يخشون أن تضيع حقوق ابنتهم التي يرونها مع أشقائها "كأسنان المشط ".
لا ننكر أن تعديل مدونة الأحوال الشخصية سنة 2004 حرر المرأة من قوانين متسلطة كانت تشل نصف المجتمع بسبب الحيف والدونية والإقصاء والتهميش الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ثم الثقافي، ولاشك أن هذا التحرير لم يكن سهلا بل استدعى تحدي التيارات الدينية المتزمتة التي كانت تناهض المطالبة بتعديلها لمواكبة العصر وإنصاف المرأة.
إن المرأة المغربية وحسب منطق القوانين الجارية (المعمول بها) تجد نفسها مقيدة بالمحيط الاجتماعي والديني الذي تعيش فيه، والذي يصعب فيه عليها أن تتعدى حدوده, بل يستحيل ذلك بدون إقرار للعلمانية, التي مازال المواطنين يرونها نقيضا للدين وخروجا عن الإيمان.
إن التحولات التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة تفرض علينا إعادة صياغة جل مواد المدونة التي مازالت تطرح إشكالات مرتبطة أساسا باحترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي أصبحت بموجب التعديل الدستوري لفاتح يوليوز الأخير مرجعا أساسيا من مراجع التشريع و كرست سموها, فلا يعقل ونحن في القرن الواحد والعشرين أن نرى بنات في سن الطفولة يزج بهن للزواج بالفاتحة والإنجاب وأجسادهن لم يشتد عودها بعد, وغيرها من الحالات التي لا يسعنا المقام لعدها.



#حميد_بعلوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كنيسة تبارك تعدد الزوجات في حفل زفاف جماعي بجنوب أفريقيا
- عائلات بأكملها مهددة بالانقراض!.. دراسة تكشف المعدل الحقيقي ...
- ميديا بارت: رجل يكسر الصمت ويفضح ملف الاغتصاب في حرب كوسوفو ...
- -القدس عاصمة المرأة العربية-.. تكريما للمرأة الفلسطينية ولتس ...
- لماذا يميل الرجال إلى الوقوع في الحب أسرع من النساء؟
- الرجال أكثر عرضة للوفاة من النساء!.. دراسة تكشف الأسباب
- ”سلمى” تتعرض للعنف الاقتصادي وباحثة في هيئة المساواة ”الدخل ...
- رهينة سابقة لدى حماس تتهم مدربًا إسرائيليًا باغتصابها في منز ...
- دعمك هيوصلك.. طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت با ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت الجزائر 2025 وال ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد بعلوان - مكتسبات الحركة النسائية وإشكالية المساواة