أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زياد حمدى - هجمة الامريكان: جواز ام طلاق ؟















المزيد.....



هجمة الامريكان: جواز ام طلاق ؟


زياد حمدى

الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 14:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


البداية كانت عام 2000 حيث الانتفاضة الفلسطينية الثانية تقول للعالم انتبه هنا الجيل الذى عرف حقا معنى الذل والقهر والاحتلال وينظر العالم بشعوبه المتقدمة والمتخلفة التى لا تعرف معنى الكلام ليجد شبابا لا يعرف الخوف يقف امام من لا يعرفون قيمة الوطن او معناه يقتل ويعذب ويذبح ولكنه مستمر فهدفه ارض اجداده التى سلبها منه العالم من 52 سنة والعالم يرد عليه ولكن ليس بما اعتاد عليه هؤلاء الشباب بل بالعكس كان التعاطف معهم اهم بكثير من حسابات الادارات التى تحكم بلادهم كانت صور هؤلاء الشهداء تملأ ميادين هذا العالم الذى حكم عليهم ان يكونوا على هذا الحال محتلين وشهداء .
وفى وسط هذه المشاعر التى تخلط بين التعاطف والحماسة كان هناك جيل لم يرى منذ ولادته شبابا يدافعون عن اراضيهم بل كان يرى شيوخا يدافعون عن الخوف ويتمسكون به فى سبيل الموت ولم يكن يعرف هذا الجيل ما هو الفرق بين الموت فى سبيل الحياة والحياة فى سبيل الموت لكنه بدأ يعرف بهدوء ولهذا مر الحدث الرائع مرور الكرام مؤقتا .
والحياة او بالاحرى السياسة لا تعرف الوجه الواحد فهناك من لا يستطيع الصبر على من يدافعون عن الوطن فيقول للعالم هو الاخر انتبه انهم ليسوا شهداء بل هم جناه ويستحقون ما يحدث فيهم عام 2001 حيث 11 سبتمبر .
مجموعة من المطاريد ربتهم المخابرات الامريكية ليحاربوا معهم اى احد فى العالم يريد العدل والمساواة والتخلص من السياسات الرأسمالية التى تضع امريكا فى خطر حيث زوال الاستغلال من العالم وتبعثهم الى افغانستان وبالتطور الطبيعى لفكر المطاريد الذى لا يفرق بين كفارا ومؤمنين او جهلاء ومفكرين او العدل والظلم يجدوا فى الاتحاد السوفييتى كفارا لابد محاربتهم وبالطريقة البدائية التى يعيشون بها وبسلاح الامريكان الجاهز دائما طالما موجه ضد مريدى زوال الاستغلال من العالم واعطاء الحقوق لاصحابها يحاربون هؤلاء الثوار على الطريقة الامريكية ما اسموه الاحتلال السوفييتى وبضربة من هؤلاء المطاريد وبأخرى من المخابرات الامريكية وبظروف عصر يضطهد التفكير والتطوير ينهار الاتحاد السوفييتى ليصبح العالم بين ايدى المستغلين ولكن كل منهم على طريقته .
الكل يستغل والسوق مفتوح ليباع ويشترى فيه كل شئ بما فيه البشر ومن يكذب اكثر يلتف حوله عددا اكبر من السذج الهدف واحد ولكن الطريقة تختلف فعندك من يبهرك بافلامه الرائعة فى الصورة والصوت فقط والفيديوهات الاباحية والكليبات الموسيقية الصاخبة والالعاب والتكنولوجيا المتقدمة والازياء والموضة والرفاهية الوهمية تهتم بالمعرفة وغيرها مما يجعلك تفكر انت حر ولكن ان حاولت ان تعادى هذه المنظومة فانت ينتظرك القمع والسجن والتعذيب على يد اجهزة امن مدربة جيدا للتعامل مع امثالك بكافة اشكال البطش المتصورة والخيالية احيانا .
وعندك من يحتويك ويجعلك فى يوم وليلة اميرا مسئولا عن جماعة ولكن فقط مطلوب منك ان تسمع وتطيع تفكر تكفر تربى زقنك وتلبس الملابس الشرعية جلبابا قصيرا ابيض وشبشب وتتعلم دينك الذى وضعه كبار المطاريد تحت اشراف المخابرات الامريكية تتاجر تبيع وتشترى كما كان السلف اما الصناعة والزراعة والفن والثقافة والتعليم فهذا كفر وضلال شعبنا يسير فيه ولا يعلم اصول دينه وانت سوف تجاهد لتخرجه من هذا الضلال وتجعله يؤمن بما كان يفعله اسلافنا حتى ندخل جميعا الجنة والجهاد تبعا للظروف اى محلات الخمور والفيديو فى الثمانينات تحرق وذهب المسيحيين حلال وان عارضك احد كافر يقتل وان كانت الحكومة فالاغتيالات هى الحل والسبيل اصبح ليس عندنا القدرة على الجهاد هنا نذهب لننضم الى تنظيم طالبان فى افغانستان لنحارب الكفر والضلال لكن على مستوى اكبر واشمل .
وهنا اصبح المطاريد فى افغانستان جهه يذهب اليها كل المتطرفين الغير مرحب بهم فى بلادهم وادرك القادة هذا ولان اللعبة فى الاصل بنيت على محاربة الكفر ولان الجميع تخلص من الاتحاد السوفييتى ولان الابهار فى يد اصحاب البدل والسيجار الامريكان فاذن انتم الاعداء الكفار المحاربون للاسلام والداعمين للصهاينة الذين يقتلون الاطفال فى فلسطين ويجب القضاء عليكم وكأن القضية الفلسطينية وقتل الاطفال لم يكن يحدث عندما كان هؤلاء المطاريد يحابون الاتحاد السوفييتى بسلاح وتدريب الامريكان .
واول طريق القضاء على الامريكان هو ضرب اقتصادهم المتمثل فى برجى التجارة العالمى ويتم التخطيط باحترافية شديدة فالعالم كله ينظر الى الطائرة التى تخترق هذا المبنى الشاهق وكيف ينهار ودموع الامهات والجنازة العسكرية للشهداء وبداية احتلال جديد وحجه جديدة الارهاب لتاخذها كل الانظمة فى العالم لكى تمرر من خلالها اى تجاوزات تريدها :
1- تم القضاء على الاتحاد السوفييتى فنحن لا حاجة لنا فى عدل او مساواة
2- العالم عاد مره اخرى الى عادته القديمة فى السكوت عن ما يحدث لشباب الانتفاضة الفلسطينية والجميع اصبح على يقين انهم ارهابيون يستحقون ما يفعله الصهاينة
3- خلق جذورا جديدة لانظمة قمعية صديقة لامريكا وتحارب معها الارهاب وتنهب وتفسد وتبدد فى الثروات وتسرطن شعوبها وتساند العدو الصهيونى فى توسعه الاستيطانى وتهويد القدس ومحو اى علامات تثبت ان للفلسطينيين حق فى هذه الارض المغتصبة وتوريث الحكم لابنائهم من اجل استكمال المسيرة
4- محاربة الارهاب تستوجب وقوف العالم كله مع الامريكان لضرب افغانستان التى تأوى ما اسموه تنظيم القاعدة واحتلالها
ويدخل العالم وهم كبير فى 7 أكتوبر من نفس العام حيث احتلال الامريكان ومن معهم لافغانستان لكن مازال تنظيم القاعدة المزعوم حيا وله مخالب يضرب بها اعداؤه واعداؤه كثيرون جدا منهم الامريكان الكفرة ومنهم من يبحث عن حقه فى وطنه ومنهم من يبحث عن وطنه والانظمة تساند الامريكان فى حربهم ضد الارهاب والشعوب تتعاطف مع من ينصرون الاسلام ضد الكفر وينسى الجميع ان الحرب ليست كما خطط لها انما هو صراع على الوجود بين القلة القليلة التى ياتى لها اشهى الاطعمة بالطائرة من فرنسا والغالبية التى تعمل وتكدح من اجل الفتات التى لا تستطيع من خلاله ان تأتى حتى بالعيش الحاف .
لم تنتهى الهجمة الامريكية التى بدأت فى الاصل لكى تعطى للعالم انطباعا خاطئا عن الانتفاضة الفلسطينية عند احتلال افغانستان وايهام العالم ان هذه الحرب ضد الارهاب الذى شكله نظام القاعدة التربية الامريكية فى الاصل بل تطرق الى مسارات اخرى ينتج عتها فوائد اكبر فبعد التخطيط لانهيار الاتحاد السوفييتى اصبح للامريكان شأن اخر فهم القوى العظمى والكبرى الوحيدة فى العالم فى كل شئ عسكريا واقتصاديا ولابد لهذه القوة من بترول والبترول عند العراق والعراق عاصى لا يريد التعاون كما تعاونت انظمة اخرى معهم وبالتالى لابد من الاستيلاء على البترول الذى نريده وايضا كسر انف من يقف ضدنا فنحن اسياد العالم عام 2003 حيث الحرب على العراق ولم تكن حجة الارهاب الواهية كافية لاستكمال الامريكان حربهم على العراق فهناك قومى لا يعترف بمنطق المطاريد ولهذا فلابد من ابتداع حجة اخرى لكى يصبح العالم معها وادعت ان صدام حسين يسعى لامتلاك اسلحة دمار شامل فبدأت البوارج الكبيرة الضخمة والطائرات سابقة الصوت بطيار وبدون طيار تضرب العراق وجنودا هيئتهم العامة وحدها ترعب تنزل على الارض وتتعامل مع شعب كل ذنبه ان القوة العظمى قررت تأخذ ثرواته لكى تسيطر على العالم ويموت فى سبيل الحفاظ عليها لعل وعسى ان يأتى الزمن الذى يدرجوا فيه انهم محتاجون للنهضة .
عاد مرة اخرى مشهد الشباب الذى لا يعرف الخوف الى الازهان ولكن هذه المرة ليس دفاعا عن الارض بل بالعكس فالجميع يحتفل بدخول الاحتلال اراضيهم ودبت الفوضى فى ربوع البلاد فالجميع يسرق منهم من يسرق البيوت والقصور الرئاسية ومنهم من يسرق المتحف الوطنى ومنهم من يسرق البنوك الجميع سجد للتخلص من صدام حسين الديكتاتور ولكن وقتها كانت الفرحة تعصب العين عن رؤية ان هذا احتلالا وان الايام الاتية ليست سعيدة بالمرة .
فرحة الشباب العراقى لم تمنع شباب الوطن العربى من ادراك ان هذا احتلالا ولابد من مناهضته والخروج ضده فى تظاهرات للتعبير عن الرفض فإن شباب الامس الذين شهدوا جرائم الاحتلال الصهيونى عرفوا قيمة الارض والفرق بين الموت والحياة وان السياسة وجهان ولكن طرح سؤالا على نفسه ماذا افضل ؟
الحياة فى سبيل الموت
ام الموت فى سبيل الحياة
خرج الشباب فى الاقطار العربية يثورون ويعبرون عن غضبهم مما حدث للعراق ولم يكن احدا منهم يعلم بالفعل ان ما يفعله وقتها هو اول حجر لخروج جماهير فى الشوارع تقول وبأعلى صوتها "الشعب يريد اسقاط النظام" كان الكل غاضب ويتابع مجرى الاحداث يوما بيوم ويقول لنفسه هل ما يحدث فى العراق كأس سوف يدور على الجميع ؟
الاجابة كانت دائما بنعم هذا الكأس سوف يدور على الجميع وان الدور سارى ولكن على من بل اصبح عند قطاع كبير من الشعب المصرى قناعة بان البلاد لن ينصلح حالها الا اذا خاضت حربا لم يكن هذا الاعتقاد خيانة او دعوة للاحتلال انما هو كان يأسا يملأ الجميع فالنظم التى تحكم البلاد مخالبها طويلة جدا والقمع لم يعد فى الخفاء بل اصبح هو العنوان والقاعدة التى يسير عليها الجميع كانت هذه القناعة عنوانا لامنية لم يعبر عنها جيدا فالجميع يريد التوحد لكن الجميع لا يثق فى الجميع فالنظم التى تحكم بلادنا شديدة الذكاء واعضاءها اساتذة فى المكر والدهاء يخططون جيدا وينفذون ببراعة فهم يفرقون ويسودوا على يد فرق كبيرة تعلم كل صغيرة وكبيرة تراك وتسمعك بدون ان تشعر بها وحتى إن شعرت تكون حريصا على ان تعلم بشعورك فتكون من المذنبين .
بدأ الغضب ولم ينتهى حتى جاءت الحظة الفارقة فعلا فى شعور كل عربى لحظة اعدام صدام حسين صباح اول ايام عيد الاضحى وفى الوقت الذى كان يذبح القادرون بالوطن العربى الاضاحى كان ايضا هناك قادرون يذبحون صدام حسين وكأنهم يقولون للعالم انه اضحية وفى الوقت الذى وقف فيه اتباع المطاريد على المنابر كما كانت العادة ليتكلموا عن الاضحية واسبابها وتاريخها كان هناك ايضا من اتباع المطاريد ينفذون حكم الاضحية والصمت خيم على الجميع فما حدث لا يمكن بأى حال من الاحوال التعبير عنه ان كان بالرفض او الموافقة فالجميع يعلم من هو صدام وما كان يفعله فى العراقيين ومدى ديكتاتوريته وفى نفس الوقت يعلم ان امريكا لا تجلب معها الخير وانها احتلت بالفعل العراق وانها تكسر رقبة من وقف امامها موقف جعل الجميع يتردد ويصمت .
الانظمة تستبد وتتجبر اكثر فأكثر والاحوال الاقتصادية تسوء يوما بعد الاخر والشعوب اصبحت ليس عندها القدرة على الاحتمال ومصر قلب العالم العربى بحق بدأت تراوغ الخوف والالم وتخرج عن صمتها عام 2004 حيث حركة كفاية التى قلبت موازين السياسة فى مصر والوطن العربى فهى تفتح الباب لموجه من الاحتجاجات لكى تقول "لا للتمديد ولا للتوريث" والانظمة المستبدة ترتبك فهى لم تتوقع ابدا ان جيل السبعينات من الممكن ان يخرج ليقول لا وانه هناك فى مصر شباب سينضم اليهم ويقف امام البطش ويتحدى .
وفى خضم الصراع الذى فتحته حركة كفاية تدخل مصر مرحلة جديدة من نوعها فبعد الاستفتاء على رئيس الجمهورية قررت امريكا ان تكون ديموقراطية عبر الصناديق وامرت اعوانها بذلك واعوانها وعلى مضد شديد نفذوا ما امرت به امريكا عام 2005 حيث اول انتخابات رئاسة فى مصر وترشح حسنى مبارك ومجموعة من رؤساء الاحزاب لزوم الديكور انما وللمرة الثانية ترتبك النظم لنزول الشاب ايمن نور رئيس حزب الغد الانتخابات ببرنامج انتخابى وشعبية الى حد ما على الارض ويفوز حسنى مبارك بالبلطجة والتزوير ويسجن الشاب ايمن نور .
لم تكن هذه هى النهاية فكلما زاد القمع كلما زاد عدد من يعارضون فالجميع يعانى من الحكم ولكن البعض يهزم خوفه والاخر يصارعه الى ان جاء عام 2008 هذا العام الذى كان مقدمة للثورات العربية ان ادركت الانظمة ذلك فالعمال تحملوا الكثير من سياسات الانظمة الفاسدة والخصخصة وانسحاب القطاع العام لصالح القطاع الخاص الذى يستغلهم ولا يعطيهم حقوقهم فخرجوا لكى يقولوا نعم نحن نريد التغيير فى 6 ابريل حيث احداث المحلة الصادمة والدامية فى نفس الوقت ولأول مرة يقف العمال امام آليات وجنود الامن المركزى الند بالند وكما تقول القاعدة الماركسية العمال هم طليعة ووقود الثورة فما حدث فى المحلة هذه المدينة الصناعية العريقة والصغيرة فى مصر اعطى الدافع الحقيقى لتحرك الشباب العاطل التونسى فى 6 يونيو حيث احداث الحوض المنجمى والصدام مع الامن فى تحدى بالغ يقول هو الاخر لا نريدكم فارحلوا وما بين القمع وسياسات الانظمة الرأسمالية والشعوب التى اصبح عمالها مهجرون من مصانعهم وشباب عاطل لا يجد فرصة للحياة وفلاحين اراضيهم ذراعتها لا تكفى احتياجاتهم وطلاب تعليمهم غالى الثمن زادت الاحتجاجات بصورة كبيرة حتى وصول محمد البرادعى لمصر عام 2010 ليطالبه بعض الشباب والناشطين السياسيين قيادة الحركة الوطنية للتخلص من النظام القمعى والقمع لا ينتهى ففى 6 يونيو يقتل الشهيد خالد سعيد بحى كليوباترا فى الاسكندرية على يد رجال الشرطة المصرية فى وسط الشارع وهنا يدرك الشباب ان الجميع فى خطر وكلما زاد السكوت كلما زاد الطغيان والتعذيب فخرج الى الشوارع يطالب بحق هذا الشهيد شهيد الطوارئ .
حى كليوباترا يمتلئ شوارعه بالشباب الغاضب وحى العمرانية فى الجيزة على موعد مع الصدام فى 24 نوفمبر حيث احداث كنيسة العمرانية التى اخرجت الشباب المسيحى عن صمته لكى يقول نريد عبادة الله بعد منع بناء كنيسة وما بين حى كليوباترا فى الاسكندرية وحى العمرانية فى الجيزة النظم العربية كالعادة لا تسمع وتزور انتخابات مجلس الشعب فى 28 نوفمبر بشكل فج وصريح لصالح الحزب الوطنى الديموقراطى الحاكم .
مازال هناك فرصة للنظم العربية لكنها ضاعت فى 17 ديسمبر حيث اليأس والاحباط الذى يجعل الشاب محمد بوعزيزى تهون عليه نفسه ويحرقها بعد مصادرة العربة التي يبيع عليها خضروات وفاكهة من قبل شرطية تونيسية واصبح لا مفر من الثورة وخرج الشباب التونسى الى الشوارع ولكن هذه المرة ليس احتجاجا فهو يقول "الشعب يريد اسقاط النظام" ويستمروا ضد القمع والرصاص وقنابل الغاز .
وتأتى السنة الجديدة على مصر بأنفجار هائل دموى حيث تفجير كنيسة القديسين فى الاسكندرية ومن بعدها لم تهدأ الامور فالتفجير راح ضحيته شهداء كثر وامن الدولة يعرف متى يلعب بهذا الملف والجميع غاضب مسلمين ومسيحيين والمظاهرات تخرج من عدة احياء اهمها حى شبرا فى القاهرة الذى لا يعرف الفرق بين مسلم ومسيحى ليكون الحى الثالث الاقوى بعد كليوباترا والعمرانية والثورة التونيسية تنتهى من الموجة الاولى فى 14 يناير حيث هروب بن على والشباب التونسى ينادى الشعوب العربية بأعلى صوته
"اذا الشعب يوما اراد الحياة .. فلابد ان يستجيب القدر
ولابد للقيد ان ينجلى .. ولابد للقيد ان ينكسر"
ويخرج الشعب البحرينى فى 14 يناير وتونس تشكل اول حكومة برئاسة محمد الغنوشى فى 17 يناير ثم يخرج الشعب السعودى فى 21 يناير ولم يعد امام المصريين الا تحطيم اسطورة النظام الذى لا يقهر ويخرج فى 25 يناير عاد المارد لكى يقول للجميع انتظر فهناك العديد والعديد من المفاجأت وتتوالى مشاهد التصادم بين الامن والشباب الثائر ويزيد عدد الجرحى ثم يسقط اول شهيد ليبدأ العالم العد التنازلى لنظام مبارك يوم 28 يناير ويعين نائب وتشكل حكومة ويهرب المساجين من السجون ويخطب مبارك فكل هذا لا يفيد الشعب قال كلمته وينتظر التنفيذ انما الانظمة لا ترى انها اخطئت وتريد التشبس بالسلطة فبعثت بأخر كارت فى يدها للثوار بهجوم بلطجية وضباط امن دولة ومباحث جنائية بالجمال والاحصنة فى 2 فبراير حيث ما سمى بموقعة الجمل وينتصر الثوار فى نفس الوقت الذى تخرج فيه الجماهير الشعبية اليمنية فى 3 فبراير لتقول كفى لنظام على عبد الله صالح وكأنها بشرة خير فلم يكن امام نظام حسنى مبارك الا اعلان نائبه تخليه عن منصب رئيس الجمهورية فى 11 فبراير لتنتهى اول موجة للثورة فى مصر وتبدأ معركة الثورة بخروج الجماهير الشعبية الليبية فى 15 فبراير وتتوالى المعارك مع كتائب القدافى وتشكل حكومة جديدة فى مصر برئاسة الدكتور عصام شرف فى 9 مارس لتبدأ الموجة الثانية من الثورة فى نفس اليوم مع هجوم الجيش ليلا على المعتصمين داخل ميدان التحرير لم يكن الموقف فى تونس اكثر هدوءا فهناك شرطة لا ترحم بل ولم تعى الدرس جيدا وتقوم بتعذيب مجموعة من الشباب رغبة منها للعودة مرة اخرى لكن بمنطقها وليس منطق الثورة فيرفض الشباب ويدخل فى الاشتباكات معها فى الوقت الذى تقرر فيه الحكومة كتابة الدستور اولا ثم الانتخابات البرلمانية والرئاسية لتخرج الجماهير الشعبية السورية تطلب الحرية فى 15 مارس .
وعلى العكس تدخل مصر الدوامة فى 19 مارس حيث الاستفتاء على دستور 71 بتعديله ام تغييره وتنحاز التيارات الاسلامية والفلول لنعم للاستقرار والشريعة الاسلامية بعد ما خرج الشعب فى ثورة ليعترض على ما يعيشه من صعاب تعذيبا وغلاء وبطالة وسوء خدمات ويقول "الشعب يريد اسقاط النظام" نريد ديموقراطية وعدل وحق وهم قالوا ان "الخروج عن الحاكم حرام" و "الديموقراطية كفر" و "الثورات هلاك وانفلات وفوضى" اما التيارات الثورية للا نريد دستورا جديدا وبناء جديد نظيف ثم فى 8 ابريل حيث هجوم الجيش الثانى وفض اعتصام ميدان التحرير بالقوة والقبض على ضباط الجيش الذين نزلوا ليكونوا مع الثورة ثم اللحظة التاريخية المهيبة الاولى فى 10 مايو حيث محاكمة القرن او محاكمة مبارك ووقوف حسنى مبارك وابنائه وحبيب العادلى ومساعديه فى قفص الاتهام امام محكمة مدنية لكى يحاكم على قتل الشهداء ثم فى 28 يونيو حيث احداث مسرح البالون التى تم فيها اعتداء افراد من الشرطة المصرية على اهالى شهداء يناير مما ادى الى احداث واشتباكات داميه اعتراضا على اهانة وضرب اهالى الشهداء وفى وسط هذه الاحداث لم ينسى المصريين حقهم فى التعبير عن رفضهم للتطبيع مع العدو الصهيونى فى 9 سبتمبر حيث احداث اقتحام السفارة الاسرائلية وتنكيس علمها لتأتى بوادر نجاح الثورة المصرية فعليا فى 17 سبتمبر حيث دعوة حركة احتلوا وول ستريت للخروج اعتراضا على السياسات الرأسمالية التى تنتهجها الادارة الامريكية بمدينة نيويورك واحتلال شارع وول استريت التى سميت الحركة على اسمه معربين عن رغبتهم بتحويله لميدان تحرير جديد ولكى لا يحدث ذلك هبت الشرطة على الفور لاغلاقه ومحاصرة المنطقة واستمرت الحركة بعدها بالتظاهر لمدة أسبوع وخلال هذه المظاهرات اعتقلَت الشرطة الأمريكية 5 ناشطين وبعد الهجوم الاول للشرطة والتصعيد من قبل الحركة والهجوم الثانى اعلنت شرطة نيويورك إطلاق سراح معظم المحتجين الذين كانوا قد اعتقلوا رغبة منهم فى تهدئة الموقف الذى يتصاعد فتأتى اللحظة التاريخية المهيبة الثانية فى 9 اكتوبر حيث مذبحة ماسبيرو التى دهست فيها مدرعات الجيش المتظاهرين املا فى تخويفهم من التعبير عن رأيهم وعودة الوضع لما كان عليه فتدعوا حركة وول استريت فى 15 اكتوبر الى "تفجير المظاهرات في جميع مدن العالم وعواصمه توسيعاً لدائرة الاحتجاجات وذلك بعد أن أصدروا بيانا طالبوا فيه بانتفاض الشعوب ضد الحكومات ورؤوس المال والاقتصاد لأنهم "لا يمثلونهم" وضمن دعوتهم هذه وضعوا قائمة تضم 950 مدينة في 82 دولة حول العالم كمواقع مقترحة للتظاهر وبالفعل عمت المظاهرات قرابة 1,500 مدينة في مختلف أنحاء العالم بينها 100 مدينة في الولايات المتحدة وحدها ومنها على سبيل المثال واشنطن ورالي وميلووكي ودنفر وأورلاندو وميامي في الولايات المتحدة وتورنتو وهاليفكس وفانكوفر في كندا والمكسيك الجديدة وتيخوانا في المكسيك وسيدني في أستراليا وأوكلاند وويلنغتون وكرايستشيرش في نيوزيلندا ومانيلا في الفلبين وتايبيه في تايوان وطوكيو في اليابان وسيول في كوريا الجنوبية وهونغ كونغ في الصين وكيب تاون وجوهانسبرغ ودوربان في جنوب أفريقيا وأثينا وثيسالونيكي في اليونان وروما وميلانو في إيطاليا ومدريد في إسبانيا ولشبونة في البرتغال وزيورخ في سويسرا وبرلين وهامبورغ ولايبزيغ وأمام البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت في ألمانيا وأمستردام ولاهاي في هولندا وباريس في فرنسا ولندن في بريطانيا بالاضافة إلى دول أخرى مثل ماليزيا وسنغافورة والبيرو وتشيلي" وياتى الخبر اليقين بنجاح الثورة الليبية فى 20 اكتوبر حيث القبض على القذافى وقتله .
ومصر لازالت تصارع مخالب النظم الفاسدة فالمحاولات لا تنتهى ففى 19 نوفمبر تعتدى قوات الداخلية على اعتصام العشرات من مصابين الثورة في وسط ميدان التحرير مما أدى إلى إصابة 2 من المعتصمين واعتقال 4 والذى على اسره "حدث فيها حرب شوارع واشتباكات دموية ما بين المتظاهرين والقوات الحكومية المختلفة قامت فيها قوات الشرطة وقوات حفظ الشغب بتصفية الثوار جسدياً (وليس مجرد تفريقهم) ووصفها النديم (مركز تأهيل ضحايا العنف والتعذيب) بانها كانت حرب إبادة جماعية للمتظاهرين باستخدام القوة المفرطة وتصويب الشرطة الأسلحة على الوجه مباشرة قاصدًا إحداث عاهات مستديمه بالمتظاهرين واستهداف المستشفيات الميدانية وأكدت تقارير رسمية إن الجيش قام بجرائم حرب في هذه الأحداث التى قامت فيها الشرطة باستخدام الهراوات وصواعق كهربائية ورصاص مطاطي وخرطوش ورصاص حي وقنابل مسيلة للدموع أقوى من الغاز القديم وتم استخدام بعض الأسلحة الكيميائية مثل غاز الأعصاب وقنابل الكلور المكثف وغاز الخردل والفسفور الأبيض والغازات السامة مقابل استخدام المتظاهرين الحجارة والألعاب النارية مثل الشمروخ واحيانا المولوتوف وعلى الرغم من نفي المجلس العسكري ووزير الصحة السابق وزير الداخلية السابق منصور العيسوي استخدام أي نوع من أنواع العنف في مواجهه المتظاهرين السلميين التى أدت إلى مقتل المئات بالإضافة إلى آلاف المصابين وكانت الكثير من الإصابات في العيون والوجه والصدر نتيجة استخدام الخرطوش بالإضافة إلى حالات الاختناق نتيجة استخدام الغاز المسيل للدموع وقامت منظمة العفو الدولية بمطالبة توفيق تصدير الأسلحة والقنابل المسيلة للدموع للداخلية المصرية حتى إعادة هيكلة الشرطة بعدما استوردت مصر من أمريكا 45.9 طن من قنابل الغاز والذخائر المطاطية منذ يناير 2011"* وفشلوا فى فض الاعتصام فتم حل وزارة الدكتور عصام شرف وتشكيل وزارة اخرى فى 24 نوفمبر برئاسة الدكتور كمال الجنزورى ثم فى 16 ديسمبر حيث احداث مجلس الوزراء حاولوا فض الاعتصام مره اخرى فاختطف احد المعتصمين من قبل القوات العسكرية المتمركزة داخل مجلس الوزراء واعتدوا عليه بالضرب المبرح ثم اطلقوا سراحه مما أدي إلي غضب المعتصمين وبداية الاشتباكات مرة اخرى دفاعا عن حق الاعتصام واعتراضا على ما حدث للمعتصم المختطف .
كانت رغبة المجلس العسكرى وفلول النظام القديم والتيارات الاسلامية والنظم التى تخاف قيام ثورة عليها ان تحررت مصر واصبحت قطبا يقتضى بتجربته شعوب العالم على اجهاض الثورة لا تقف امامه الارواح فالعالم قرر ان يقف بالمرصاد لمن يريدون قلب موازينه وتحريره من قبضة رأس المال والاستغلال فى 1 فبراير حيث مذبحة بورسعيد التى كانت عقب مباراة كرة القدم بين الاهلى والمصرى وراح ضحيتها أكثر من 73 شهيد ومئات المصابين من رابطة الاولتراس اهلاوى قلب الاسد فى كل الاشتباكات التى كانت بين الثوار والشرطة والجيش تأديبا لهم على هذا الدور ولهذا كان الرد الفورى فى 2 فبراير حيث احداث وزارة الداخلية واشتباكاتها العنيفة التى كانت تقول ولاخر مرة لن نركع لا لشرطة او لعسكر واننا نريدها دولة مدنية يتحقق فيها الشعار الذى نادت به الثورة "عيش حرية عدالة اجتماعية" والقصاص للشهداء الذين دفعوا ارواحهم من اجل تطبيق هذا الشعار .
الشباب لم يعد الامر يختلط عليهم وتعلموا وعرفوا جيدا معنى الموت فى سبيل الحياة الذى يبنى الاوطان ويحررها وانه واجب على كل منهم ان يموت فى سبيل وطنه وفى سبيل الكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية وانهم وبدون هذه المبادئ سوف يعودوا مره اخرى للنظم المستغلة المستبدة ولهذا ولان هناك من يعيش على الاستغلال والاستبداد خرج فيلما يقال انه مسئ للرسول محمد (ص) فتثور الجماهير غضبا ثم تتحرك الاساطيل لحماية السفارات ثم تحتل دولا وتضرب دولا اخرى لاجهاض ثورات قام بها شباب يريدون الحرية وبناء بلادهم وتقدمها .
والسؤال:
هل هى جواز ام طلاق ؟
هذه الهجمة الامريكية وابتداع حجة جديدة لكى يتم طلاق نظم الاخوان (الارهابية) وعودة النظم القديمة ام جواز كاثوليكى لا طلاق فيه لتعود الانظمة القديمة ولكن فى زيها الجديد وبدلا من كونها كانت بالسيجار والبدلة السينييه تكون بالمسواك والجلابية الحرير .



#زياد_حمدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زياد حمدى - هجمة الامريكان: جواز ام طلاق ؟