أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عثمان محمد - الزا..في اللوحة..والوقت














المزيد.....

الزا..في اللوحة..والوقت


محمد عثمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3873 - 2012 / 10 / 7 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


يطير الشجر
قبل أن يخضرّ الحمام..
ينامُ الكلام
قبل أن يهمس النسيمُ
ويكبرُ
المطر
يكبر..ويكبرُ
ويصغرُ في اللوحةِ لونَ الغمام..
بين ابتسامتين..
طارت الريشةُ وضاع النص في الأخيلة..
وكنتُ كما النخلِ وحدي في الخلاء أرقبُ
موتَ البلاد..
تنفستُ في الضوءِ شكلا يشابهُ سمرةَ البنات
وهم يركضون.. من وراء الغبار..
فنمت عن حاجبيّ..سقطت ُ في الحلمِ
احتلمتُ بمطر
مبلل بالشجر
يحرق الوقتُ مراكبه الخشبيةَ عند السواحلِ
لذا يبدو الغروبُ بطيئا..
وحينا لحظر التجول تسرعُ الشمسُ تلملم فساتنها الأحمرَ
وترتدي السواد..
أي لون في اللوحة حينها
سيدو أقرب
لطعمِ الحياد؟
كم أتمنى..أن أقف في ساحة..
لا تخصّ دمي..
ولا تضمر لي من الخبث شيئا
وأرمي حبّ الطعام..
لجمع الحمام..
ونجري سوية حديثا يخص الهديلْ
كم أتمنى..
أن يعود للوحةِ
صوتُ المساءِ الوقور..

أيها الشعر،دعني أسمّ الأشياء بما سمت:
البحرُ، القنديل، بنت الليل ، الأسطورة ، البيتُ، الثياب، الموت، الحياة، الله، الجريمة ، والبوليس ،العود، الصديق ، القاتلُ، النكتة،السلطة ، الفقر، الحفرة، النيل ، الحب ، الهرولة ، الجنس ، الطين ، الضفيرة ، زر القميص ، الدم ، الفضيلة ، الريح ، العطر ، الرواية ، السفر ، المحطة، حادث السير ، فاتورة الكهرباء ، الليل ، ولكل الأسماء..
ما ندركها..دعني أسمها..أنطقها بما كتبت ، أفهمها لما جعلت
أريدُ أنْ تعود اللوحة للريشة
والرسام للألوانْ
وأن يخضر الحمام كلما عانقته فيفقس في جيبي مناديل خضراءَ
ولتكبر الغمامة في الجسد..
جسدي إختفائي في الأبدْ
أبدي أصابعُ في يد مخفية لا تقدر أن تعدْ
وللأشجار في جسدي جذور لا تحدْ
إحذروا
صاح النبيّ الأجنبي في الساحة:
الخنجر في اليدِ التي تصافح..
لا الغمد المزركش بالجواهر..
فطار من دمي الحمام..

وماتَ بين نافذتين طيبتين
طفل الهديل..!

مـا لي أقف في الساحلِ الأسمر:
الوقتُ قد ضاع بين الزبد..
عدتِ للوحة ، سألت أين الوقتُ
هل في الأزرق أم خطفته النوارس
من أنفه المخروطِ
فلم يجبني خارج البرواز..أحد

وأنتِ يا الزا
يا فتاة الرمز..يا رمز الحبيبة
ليس للوطن فيما يخصك شأن
فأنت خالصةُ كصوفي مهذبْ
تعالي نرقص في الساحة
لنغيبَ في الوقتِ البديل
ونصنع من الظل الذي ينمو بيننا
ظلا لبلاد تغادر
سجل الرواتب..
وترقص.. في الساحة..
دعيني أرى في عينيكِ: خيل الفرنجة
وفي عيني: سأحكي لك تاريخ الهزيمة!

ولن أخفيك سرا:
أن لوني يحاكي لونَ الوقت عند الظهيرة
وأن عينيك لها لونُ الغمام
كم أحب حين تتأنق روحكِ
لتلاقيني عند المساء..
وحتى يصعد القمرُ على خيل السواري..
سأظل أحبك حتى تنامُ النجوم عن ضوئها
وحتى يحس البعيد بأن الصوتَ ليس الصدى
وان المسافة بيني وبينك
ليست سقفا..لطموح المدى
فمتى
ستشيد القصيدةُ مسرحها
وياتي العازفون لتنبتَ تحت أقدامنا الموسيقى
وسيمة المعنى
ويتجاوز الجسدُ معناه العضويّ ليبقى في النهائيّ
ولإلزا في الرياح الموسمية
هجرة في القلب
وضحكة في الحب
تذيبُ عن نافذة التوجس في العلاقة أسئلة الهوية
متى
يغيب في اللوحةِ:
خيل السواري..
غرناطة ما سقطت في الإمتحان
ولا ابن زيدون قد كف عن سرد الحكاية المنحوتة
فما أنتِ غرناطة
ولا أنا المنحوتُ
فليست أسماؤنا معنا..ولا تاريخنا لنا فيه سيف ولا أسطورة
فتعالي..
ولا تسألي: ماذا تريد
فهل يريدُ..
المريد


أيها المطرُ المبلل بالشجر:
اختم القصيدة مرة
بمقطع للفرح
إني أحبها
لكني أتمنى
أن يعود للوحة..الرسامُ
فانا وحدي..والحمامُ غاب في الهديلِ
وإلزا في مركب الوقت غادرت السواحل
وقد طالَ في النصّ
السفر..



#محمد_عثمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سودانية للأزمة الوطنية لمساهمات المفكر الماركسي الشهيد ...
- .الَفْكرُ المُنَاضِلْ : أينَ تَقَع المَاْركِسية؟ قراءة في ال ...
- ه.ب.لافكرافت..الرعب الذي(لا إسم له)
- نص ما..!
- بين لينين وماركس:كيف تموت الأفكار وتبعث
- مواقف إستقرائية نحو دراسة للتحولات الطبقية في الدولة السودان ...


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عثمان محمد - الزا..في اللوحة..والوقت