جوزيف قرياقس
الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 01:13
المحور:
الادب والفن
مهداة إلى شهداء تفجيرات ساحة سعد الله الجابري.
إنّها الثّامنة إلا قبلتين...
ألمٌ صارخٌ حتّى الانكسار
هنا حيث أموتُ تطايرت
الملامحُ العاشقة لبعض النّوم
وتصدّعت الابتساماتُ ورائحةُ الغار
هنا... هناك
تطايرت الدّفاترُ والكتبُ
والأقلامُ وضحكاتُ الصّغار
وحدَه القلمُ الأحمر لم يشعر بالغربة لكثرة الدّم
لكنّه استهجن اللزوجةَ
إنّها الثّامنة إلا حريق
إنّها الثّامنة ودخان ودمار
وطفلٌ يمسك ممحاتَه
عبثًا يمحو هذا النّهار
عبثًا يُرجع قبلتين
كانتا قبل الانفجار
وعروسة الزّعتر بالدّم
والتفّاحة الخضراء الحمراء
والخدود المتربة الحمراء
الثّامنة، إلا الموت
الثّامنة والموت والغبار
ودفترُ الرّسم الممزّق
فرّ منه وجهُ أبي وأمّي
وفرّت معهم عشراتُ الأقمار
في دفتر الرّسم،
هوى الكوخُ وجفَّ النّهر
واحترقت جميعُ الأشجار
أريد همزتي، أريد الألف والأرنب
ولعبتي التي هناك...
هناك تحت الأحجار
في دفتر الرّسم
لم تبقَ زهرةٌ واحدة
لماذا من دفتري اختفت الأزهار؟
الثّامنة إلا احتضان
الثامنة احتضار
الثامنة... أستودعكم إلى جنّة الصّغار.
#جوزيف_قرياقس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟