عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 09:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن بعض مثقفي الطائفة العلوية، ومنهم جماعة النشرة الطائفية الأمنية "الحقيقة "،يعمدون، إلى إعلان الحادهم كبرهان على عدم طائفيتهم، بل وتطاولهم على الذات الإلهية بطريقة صبيانية (الطفولة الفكرية)، والمفاجيء أن واحدا كأدونيس أو من هو بحجم أدونيس المدعو (الحلاج الحكيم) الذي ربما هو اسم نتكري لأدونيس، يلجأ إلى ذات الفكرة، إذ يقول :
"ادونيس بفكره الإبداعي المتحول وحقيقة كونه من الطائفة العلوية قادر وأقولها عنه بكل ثقة "بأنه يجرّم الله" ... إذا ...
نحن نقول للجميع ، لأدونيس وغيره من (المتعلمنين –المتياسرين –المتبرلين السطحيين) الذين يريدون اتهامنا بالطائفية، بل ووضعنا في رأس قائمتها ... نحن نستخدم مصطلح "الطائفية " ليس بالمعنى الديني المعتقدي والإيماني، فهذا الموضوع الذي تجاوزناه عقليا وروحيا منذ عقود، بل بالمعنى (السوسيو- سياسي ) الذي عبر عنه عالم الاجتماع الفرنسي (دوركهايم )، بأن الطائفية هي (الانتماء الآلي التلقائي) للمجموعة المذهبية، بغض النظر عن مضمون الاعتقاد.
وهذا الموقف الطائفي هو شعور طائفي –ليس بالضروري دينيا وعقديا- بل هو شعور تخيلي يلجأ إلى الاحتماء بجماعة أكبر، ولهذا فهو شعور يختص بالأقليات الطائفية تعريفا وحدا، لأن الأقليات هي التي بحاجة بسيكولوجية وسوسيولوجية آلية وتلقائية إليه، وليس لأنها الأكثر تعصبا
لـ (عقيدتها الدينية المذهبية)، بل ربما تكون الأكثر ابتعادا عن الدين، وإقتراب النخبة فيهم للإلحاد على عكس الأكثرية، التي قد تكون، بل وعلى الأغلب – هي الأكثر حرصا وتمسكا بالموروث الثقافي والقومي والديني والحامية للمشترك العقائدي للأمة كـ(السنة)، وعلى هذا فهو شعور (أموّي )، وليس طائفيا حتى وإن كان محافظا، وهذا ما يفسر عدم حساسية الأكثرية من هيمنة الأقلية على السلطة والجيش واحتكار السلاح الذي هو حكر على الدولة ( الأكثرية) في عهدها التي فتحت لهم الأبواب طوعا أمام رغبتهم في الالتحاق بسلك الجيش الأمن ...
أما الوهم لدى مثقف الأقلية بأنه ليس طائفيا مادام ،لا يؤمن بالله رب الطوائف، فهو شعور واهم وصبياني لا يناسب أدونيس أو نخبة طائفته الأقلية أوغيرها من الأقليات ... بل الطائفية هي ميل تلقائي ميكانيكي انعكاسي لدى الأقلية تفرضه شروط الحاجة للحماية الشعورية أو اللاشعورية، ولا علاقة له بدرجة التدين أو عدمه كما أشرنا، ثم سرعان ما يتحول هذا الشعور إلى (انتماء يوحد الملحد الأقلوي مع المؤمن الأقلوي كما في الحالة الأسدية) التي اشتغلت على هذا التوحيد الطائفي الأقلوي منذ نصف قرن من خلال الشغل على تأمين مكتسبات وامتيازات كل على قدر استطاعته وكفاءته، حتى ولو كان زبالا، فضمن منطق نظام الموالاة والاستقطاب الطائفي، يمكن أن يغدو الزبال صاحب امتياز ،بأن يصبح رئيسا للزبالين مثلا، وليس بالضرورة وزيرا...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟