أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أحيانا وأحيانا














المزيد.....


أحيانا وأحيانا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 08:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أحيانا أموت من الخوف وأحيانا أموت من شدة العشق والهيام وأحيانا أسقط على الأرض مثل أشعة الشمس وأحيانا أسقط أرضا فأتبعثر على الأرض هنا وهناك مع حبات المطر كما تتبعثر كلماتي المنثورة في قلوب القراء وأحيانا ألتف حول القمر مثل غيمة شتاء تمطر من أعماق جفوني وأحيانا أطفو مثل قطعة خشبية فوق مياه عيوني,وأحيانا أموت من الجوع وأحيانا أموت من شدة البرد وأحيانا أشعر بجسمي كله وكأنه نارٌ ملتهبة لا تستطيع إطفائي لا مياه البحر ولا مياه النهر وإنما تنطفئ ناري من كثرة دموعي على أوجاعي وأوجاع الناس, وأحيانا أسترسل في الحديث وحدي وأحيانا أشعرُ بأنني بحاجة إلى من يحرك لي لساني ,وأحيانا تغص الكلمات في حلقي ولا أستطيع إخراجها وأحيانا تنطلق الكلمات من فمي مثل طلقات الرشاش وأحيانا كلماتي ثقيلة وأحيانا كلماتي خفيفة على اللسان وأحيانا كلماتي تسبح بالفضاء مع الأرواح الطاهرة,وأحيانا أنتقم من نفسي إذا تكون عندي شكٌ بأنني قد أسأت لأي أحد وأحيانا لا أسامح نفسي على أتفه زلة لسانٍ تخرجُ من فمي, وأحيانا أتسلل إلى داخل قلوب الناس كما يتسلل لاعب كرة القدم, وأحيانا أغيب عن الوجود كله في عالم لا أعرف ما هو وما سيكون مصيري به وأحيانا أحلم أحلاما كبيرة وأحيانا أجثوا على ركبتاي من كثرة إحساسي وإدراكي للواقع المؤلم وأحيانا أضيع وأتوه في الشوارع وأنا أبحث عن بيتي وأحيانا أموت من العطش وأنا أبحث عن صدر امرأة يحميني من نفسي ومن خوفي ومن جرأتي ومن لساني الحاد وأحيانا أعض على أصابعي ندما وأحيانا أقفز فرحا مثل الأطفال وأحيانا أسجد على الأرض وأركع على الأرض وأحيانا أكون جبارا قويا وأحيانا كلمة واحدة تبكيني وأحيانا كل الكتب والكلمات والتهديدات لا تحرك شعرةً من شعر رأسي وأحيانا أتكلم كثيرا وأحيانا أصمت قليلا وأحيانا أعود إلى الحياة بعد أن أموت جوعا وعطشا وخوفا وألما, وأحيانا أنام وحدي وأحيانا أشعر بأنني أريد من يهز لي السرير لكي أنام ,وأحيانا أستيقظ من النوم وحدي وأحيانا أشعرُ بأنني أريد من يوقظني من النوم ومن أحلامي الطويلة وأحيانا لا أصحو إلا على صوت مزاميري.

وأحيانا أتظاهر بالغباء الكبير لكي أنجو بنفسي وأحيانا أتظاهر بالذكاء لكي أنجو بنفسي ولكن صدقوني في كلتا الحالتين لا ينجيني شيء مثلما ينجيني الغباء في عالمٍ كل من فيه عبارة عن أغبياء يحيطون بي من كل ناحيةٍ ,وأحيانا أتظاهر بالجنون لكي أندمج في مجتمع المجانين الذين يسكنون حولي وأحيانا أكون فعلا مجنونا رغما عني حين تنفلت عبقريتي من رأس لساني وأحيانا أشعر بأنني أذكى مخلوق على وجه الأرض لا تحميه ثقافته ولا ذكاءه من صقيع الشوارع شتاء وحر الشوارع صيفا ولا يمتلئ بطني خبزا من كتاباتي,وأحيانا أنا الأول وأحيانا أكون الأخير وأحيانا أكون أنا الأجمل وأحيانا أومن بأنني لست الوحيد في هذا العالم الذي يموت جوعا وغباءً, وأحيانا أفيض حنانا كحنان أمي وجدتي وأحيانا أثور غضبا لأتفه الأسباب وكل من يراني يشعر بأني سأحرق المكان الذي أقف فيه إلا أنني أهدأ وحدي بعد أن تمتلئ خدودي من مياه المطر الساقطة من تحت الحاجبين وأحيانا لا أثور من أكثر المواقف التي تستدعي الثورة,وأحيانا أكون مثل السكين التي تُصقل بالتسقية وبالإحماء فأكون فولاذا شديدا وأحيانا أشعر أنني مخلوق من الحديد وأحيانا أشعر أنني مخلوق من الطين ومن التراب المعجون بمياه بلادي,وأحيانا أشعر أنني فوق الجميع حين أبدأ بالكتابة لوصف كافة مظاهر الحياة وما بها من مؤثرات نفسية وجسدية على عقلي وقلبي وروحي,وأحيانا أدخل إلى ملكوت الرب بكل ما بي من عاطفةٍ ومن أحاسيس وحين أخرج لا أخرج منه وحدي بل يكون خلاصي وخلاص معي يرافقني أينما أذهب, وكل مقال أكتبه أشعر بأنه شهادة ميلاد جديدة ففي كل يوم يتجدد مولدي من جديد, وأحيانا أكون تحت الجميع حين ينسيني الزمن أنني كاتبُ هذه السطور ولكنني أرتفع كثيرا حين أتذكر بأنني أنا ذلك الكاتب الذي ملأ الدنيا وشغل الناس, وأحيانا يبرد بطني فأصاب بالمغص الشديد من أي هبة ريح أو من أي نسمة صيفٍ عليلة أو من أي نسمةٍ عاطفية وأحيانا كل العواصف الرعدية لا تؤلمني,وأحيانا أتحول إلى شبحٍ يرهب الحاسدين والحاقدين على كتاباتي وأحيانا أستلقي على جنبي من كثرة التعب وأحيانا أشعرُ بأنني أريد أن أركض في الشوارع فرحا مثل الأطفال وأحيانا أشعل النار بيدي كما تشتعلُ كتاباتي وأحيانا أشعر بأنني المسئول الأول والأخير عن تخلف العرب الذي يهيمن على عقولهم وأحيانا أشعرُ بأنه ليس لي علاقة بتخلفهم الفكري والعقلي والأخلاقي.

ورأيتُ نفسي نورا يخرج من الشرق ليضيء العالم الشرقي ورأيتُ نفسي في كثيرٍ من المواضع ماردا يحمل بيده القلم ورأيتُ أعدائي مثل فقاعات الصابون أو مثل السيجارة التي أمتصها بفمي ومن ثم أدوس عليها بحذائي ,والرب يبارك خطواتي ويبارك لي نظراتي ويبارك لي دموعي ويقف إلى جانبي ولم أشعر يوما بأنني ملحد بل مؤمن بالخلاص الذي سيخلصني من شرور هذا العالم ورأيت الرب معي في كل المواقف وفي كل المشاهد الليلية والنهارية فلم يتركني بالعتمة وحدي ولم يتركنِ تحت الضوء وحدي ولم يتركن في الشارع وحدي وكان في كل مرة ينقذني من كيد الشرير الذي تذكره الناس في الأسواق وفي الشوارع وعلى ألسنة التجار.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبة المسجد الأقصى ورجاء بن حيوة
- الدين الإسلامي يحاسب الجاهل ويترك العاقل
- من مكة إلى الهيكل2
- من مكة إلى الهيكل1
- صفات وأخلاق أبي جهل الكريمة
- اللف والدوران
- كل المسلمين كفار
- إننا نبني كثيرا من الأسوار وقليلا من الجسور
- كتاب ال100 الخالدون عبر التاريخ
- دخول المستشفى
- ماهية الفرق بين الإسلام والمسيحية
- زواج المصلحة في الإسلام
- تناقضات الإسلام
- تخاريف حول الإعجاز القرآني
- قصيدة في مدحي للشاعر الكبير:رياض لحبيب
- سورة النورين وآية الولاية
- ممتلكاتي
- الإسلام يهدد مستقبل الحريات
- الدين الأعوج
- زيد بن ثابت رجل المهمات الصعبة


المزيد.....




- قرية زراعية عمرها 300 سنة.. لِمَ يعود إليها سكانها بعد هجرها ...
- فيديو حصري من زاوية جديدة يوثق لحظة تصادم الطائرتين في واشنط ...
- حزب -القوات اللبنانية- يطالب الحكومة بالتوضيح بعد مسيّرة -حز ...
- قنبلة داعش الموقوتة تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط - التلغراف ...
- أبو عبيدة يعلن أسماء الرهائن الإسرائيليين المتوقع الإفراج عن ...
- اتفاق الهدنة: إسرائيل وحماس تتبادلان قوائم المقرر إطلاق سراح ...
- بعد تمرير خطة اللجوء.. هل انكسر -الجدار الناري- عن اليمين ال ...
- أيقونة معمارية شاهدة على التاريخ.. العزبة القيصرية -إيزمائيل ...
- بالفيديو والصور.. موجة ثلوج غير مسبوقة تشهدها بعض المدن الجز ...
- الرئيس الجورجي: دول غربية ضغطت علينا للوقوف ضد روسيا في نزاع ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أحيانا وأحيانا