أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عزو محمد عبد القادر ناجي - الشهيد البطل عامر محمد ناجي شهيد مدينة دوما الأبية















المزيد.....


الشهيد البطل عامر محمد ناجي شهيد مدينة دوما الأبية


عزو محمد عبد القادر ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 15:52
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الشهيد البطل عامر محمد ناجي
شهيد مدينة دوما الأبية
الإنسانية عبر التاريخ ولدت من خلال أصفياء اصطفاهم الخالق سبحانه وتعالى ، من أجل تعريف الناس بالعقائد السماوية ، والأهداف الإنسانية ، وهؤلاء علموا الناس عبر الزمن ، الحق والعدل والمساواة ، وسار على دربهم الكثيرون ، إلا أن هؤلاء الكثيرون هم نادرون فيما لو قارنا نسبتهم بالجموع الغفيرة من الشعوب .
وكان من هؤلاء البطل الشهيد المجاهد عامر محمد عبد القادر ناجي ، ذلك الإنسان ، الذي أعطى ، فكان عطاؤه هو الأعظم ، وفدى بنفسه العظيمة من أجل عقيدته السمحاء وأهله ووطنه من أجل الحق والعدل والحرية والمساواة والكرامة لم تكن تهمه الشهرة ولم تبهره الأضواء يوماً ، لأنه أعظم من كل المشاهير والنجوم ، لأن من يضحي بنفسه من أجل مبادئه فهذا هو منطق الحق والعدل والكرامة والحرية .

يعتبر الشهيد البطل عامر محمد ناجي ممثلاً للرجولة في أسمى معانيها ، كونه رجل في عصر قلت فيه الرجولة والرجال ، وهو الإباء في عصر قل فيه الإباء ، وقد نشأ الشهيد البطل من عائلة شريفة ، يعود نسبها إلى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي عائلة ناجي التي تلتقي مع عائلة شيخ الضيعة في مدينة دوما في جد واحد هو السيد حمد ، الذي تقول الروايات أنه جاء منذ أكثر من 200 سنة إلى دوما قادماً من قرية معربا في القلمون ، وكان ذلك الجد ميسور الحال كونه كان يملك الكثير من الآراضي الزراعية .

كان والد جده من أبيه ، الشهيد المجاهد عبد القادر ناجي السيد حمد ، فكان مجاهداً مع العثمانيين في حرب البلقان وروسيا فيما عرف بحرب السفربر أو ما يطلق عليها عامة الناس حرب السفربرليك ، ويقال أنه استشهد ودفن في الدولة العثمانية .

وبعد انفصال سوريا عن الدولة العثمانية وتقسيم أواصر منطقة الهلال الخصيب ، ومن ثم نشوء المملكة السورية بقيادة الملك فيصل بن الحسين ، بعدها جاء الفرنسيون ليقضوا على أول دولة في المشرق العربي بعد معركة غير متكافئة بين الجيش الملكي السوري بقيادة البطل الشهيد يوسف العظمة والقوات الفرنسية الغازية ، حيث استشهد معظم القوات السورية المالكية ، ومن هنا كان لعائلة ناجي الكثير من التضحيات لإخراج الفرنسيين من أرض الوطن السوري ، فكان جده لأبيه المجاهد عبد القادر ناجي " أبو محمد" قائداً من قادة المقاومة الشعبية في ريف دمشق ، وكان له الدور الأكبر في تزويد الثوار في الغوطة بالسلاح الكافي لاستمرار المقاومة ، وكان ابن عمه وأخو زوجته المجاهد خالد عبد الرزاق ناجي " أبو محمد" من بين الثوار الذين أوكلت لهم مهمة توزيع السلاح على الثوار ، وقد تم اكتشافه من قبل القوات الفرنسية الغازية ، فتم الحكم عليه بالإعدام وسيق بالدبابات من مدينة دوما إلى دمشق حيث سجن في القلعة ، وبعد تدخلات من أطراف وطنية لدى السلطات الفرنسية تم تقليل العقوبة إلى ثلاثة سنوات قضاها في سجن قلعة المزة بدمشق ، أما شقيق زوجة جده الآخر وهو المجاهد درويش عبد الرزاق ناجي " أبو كاسم" فحمل السلاح وكان مع الثوار في الغوطة واستمر معهم إلى أن جلى الفرنسيون عن أرض الوطن ، أما جدته أم والده المجاهدة فاطمة عبد الرزاق ناجي "أم محمد " ، فكانت تزود الثوار بالمؤن الكافية لاستمرار عملياتهم الفدائية ضد الانتداب الفرنسي ، كما كانت تقوم بإخفاء السلاح بطرق في منتهى الدقة .

تدهور الوضع المادي لعائلة ناجي بشكل كبير نتيجة بيع الكثير من الآراضي من خلال والده أو بسبب والده ، الذي لم تكن له أي خبرة تجارية ، فكان بيع الآراضي واستثمار ثمنها في مشروعات تجارية فاشلة أو في شراء وسائل نقل على مستوى المحافظات ، أو من خلال ربطها ببعض المهن الغير مفيدة ، وهكذا انتقل موقع العائلة من موقع الأسر الميسورة إلى موقع الأسر المتوسطة الدخل .
كان الشهيد البطل عامر هو الثالث في أخوته الشباب ، والسادس في أخوته الإناث والذكور ، ويصغره أربع أخوة وأخوات أصغرهم ، عبد القادر ، الذي درس الهندسة فيما بعد في جامعة القاهرة ، ورغم صغر سن الشهيد البطل عامر فقد شعر أنه لابد من إعادة العائلة إلى مكانتها لا يكون إلا بالعلم واستثمار ما يمكن استثماره من الموجود حتى لا يتدهور المستوى المادي أكثر ، خاصة أن النظام الأسدي كان قد سيطر على مقاليد السلطة في سوريا منذ 1971 حيث سيطر على مقاليد السياسة والاقتصاد والصناعة والزراعة والخدمات ، ولم يترك للشعب السوري سوى القشور ، ورغم ذلك شاركهم في أرزاقهم وممتلكاتهم وشركاتهم ومصانعهم ، وأضعف من نسبة الآراضي الزراعية ، وغير ديموغرافية العاصمة دمشق حيث جلب أكثر من مليون من طائفة النظام العلوية إلى دمشق وبنى لهم الكثير من المدن مثل ضاحية الأسد وقدسيا وغيرها ، كما استولى على معظم المساكن للسكان الدمشقيين الأصليين تارة بالنقود التي لا تعبر عن سعرها الحقيقي وتارة بالتهديد بالقوة والسلطة لترك بيوتهم مثل مناطق أبو رمانة والمالكي في العاصمة دمشق والتي أصبحت في معظمها من الطائفة العلوية، أما إضعاف العلم فكان النظام قد عمل على تقليل المدارس والجامعات ، وتصعيب النجاح على أبناء سوريا فعلى سبيل المثال سوريا حتى عام 2000 لم يكن فيها سوى أربع جامعات لمجموع من السكان يتجاوز عددهم 20 مليون في ذلك الوقن أي بمعدل جامعة لكل 5 مليون ، وقد منع السوريون من دخول الكليات العسكرية إلا ما رحم ربي من خلال بعض المسؤولين والوساطات والرشاوي والولاء المطلق للنظام ، وهكذا أصبحت سوريا في مؤخرة الدول في العالم في مجال العلم والمعرفة ، أما التجارة فقد سيطرت عليها أقلية من التجار المرتبطين بضباط الطائفة العلوية الحكمة ، وهذا ما ينطبق على كل المشاريع الصناعية أو الخدمية كالمطاعم وغيرها وكل هؤلاء مضطرين لمشاركة ضباط أو مسؤولين من طائفة النظام وذلك لاستمرارهم في العمل في سوريا ، مما دفع الكثير من الصناعيين والتجار لترك سوريا والاستثمار في الخارج ، وهذا ما يفسر وجود أربع ملايين سوري مغترب أغتربوا في عهدي الأسدين الأب والابن ، بالرغم من أن السوريين المغتربين منذ الدولة العثمانية وحتى الآن يصل إلى 20 مليون مغترب من أصول سورية .
كان سفر شقيقه الأكبر عزو محمد ناجي للدراسة في الخارج ، مما صعب المهمة على الشهيد ، لكن الدعم المادي من قبل شقيقه الأكبر قد جعله يواصل دراسته فحصل مثل شقيقه ماهر على البكلوريا ودخل كلية الحقوق في جامعة دمشق، إلا أنه لم يواصل الدراسة في الجامعة بشكل منتظم ، فكان شغفة بالتجارة والأعمال الحرة ، فدخل جامعة القاهرة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، وحصل على الدبلوم العالي في إدارة الأعمال ، ودخل منتدى القانون الدولي في جامعة القاهرة وأصبح عضواً فيه ، كما عمل دورات التحكيم الدولي ونال شهادة التحكيم الدولي من جامعة القاهرة ، وحصل على التفوق في دورة تطورات القانون الدولي المعاصر ، كما حصل على شهادة تقدير من كلية الحقوق في جامعة القاهرة في مجال حرية الإعلام وحقوق الإنسان ، حيث قدم الكثير من الأوراق حول انتهاك حقوق الإنسان في سوريا والعالم العربي ، كونه زار الكثير من الدول مثل ليبيا ومصر والأردن ولبنان وتركيا ، إضافة إلى تعامله تجاريا في الشركة التي أسسها وهي شركة الأمير للمواد الغذائية ، حيث وصلت تجارته إلى السعودية والعراق وليبيا ومصر والأردن ولبنان وتركيا إضافة إلى وجود وكلاء له في جميع المحافظات السورية ، إلا أن ذلك لم يمنعه عن محاولة الحصول على شهادة الحقوق في جامعة دمشق بالرغم من مشاغله الكثير ، حيث حصل على معدل كبير عندما كان طالباً في البكالوريا ، وأصبح في السنة الثالثة قبل اندلاع الثورة السورية في 2011 ، ولا ننسى أنه حصل على المركز الأول في الدورة العسكرية في الخدمة العسكرية ، وحصل على المركز الأول في الرمي عن بعد .
كان يعشق الرياضة الفكرية والجسدية فكان مبدعاً في الشطرنج ، ومن بالغ الصعوبة هزيمته فيها ، كما حصل على الحزام الأسود في التايكواندو ، وكان جسمه رياضياً ، ويحب الهرولة ، ويكره التدخين وينصح كل من يدخن أن يتركه .

أيد الشهيد البطل عامر ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين ، وتمنى أن تنتقل الثورة إلى بلده سوريا التي تعاني منذ أكثر من أربعة عقود من أشد أنواع الظلم والقهر وامتهان الكرامة وانتهاك حقوق الإنسان ، فكان يتمنى حياة سعيدة لشعبه تسود فيها الحق والحرية والكرامة والعلم والمساواة لجميع السوريين ، من هذا المنطلق أيد الثورة السورية منذ بدايتها ، فكان يزود شقيقه الأكبر عزو العضو في عدة منظمات دولية في حقوق الإنسان ومنها المنظمة العربية لحقوق الإنسان التي لها فروع في كل الدول العربية ، فكان له دور في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا ، ومثال على ذلك أخبرني عن اعتقال أنس أباظلي والعيروط وهما ناشطان في الثورة السورية وقال لي هناك خطر على حياتهما مع مجموعة من الأحرار اعتقلهم النظام في بداية الثورة ، مما حذا بي إلى أن أكلم الأمين العام للمنظمة الأستاذ علاء شلبي حولهم ، وبالفعل استطاعت المنظمة بتقريرها أن تساهم في خروجهم من الاعتقال ، كما كان يزودني بالحقائق حول كذب الإعلام السوري ، ويهزأ على قنوات النظام السوري مثل الإخبارية والدنيا من أن هناك مجسمات يتم إعدادها لإيهام الناس على أن ما يحدث في سوريا هو مؤامرة ، فكانت ثقته بالقنوات الحرة كالجزيرة والعربية والبي بي سي وفرانس 24 وأورينت وغيرها من القنوات التي تعبر عن الحقيقة والواقع .

من سمات الشهيد البطل عامر أنه كان محبوباً بشكل لا يوصف وذلك من قبل كل من عرفه ، فكانت جاذبيته أو ما يسمى بالكاريزما ،تجعل الجميع يثق به ، فلم يعرفه أحد إلا أعجب به وأحبه ، وتمنى أن يكون معه ، فكان له الكثير من الحاسدين ، كون الشهيد البطل نجح على الصعيد العلمي كما رأينا ، كما نجح على الصعيد المادي ، فكانت شركته " الأمير" من أفضل الشركات وأكثرها تقنية وأفضلية في منتجاتها ، رغم ما دمره النظام لسيارات الشركة ومستودعها في شارع القوتلي في مدينة دوما ، بنتيجة القصف الهمجي الإرهابي الأسدي على كل أحياء دوما ، كما نجح على الصعيد العائلي فكان له دور كبير في حل الكثير من مشاكل العائلة ، كما نجح على صعيد الصدقات فكان أصدقاءه يحبونه بشكل لا يوصف ولا يثقون إلا به لحل خلافاتهم ، أو لمشاورته في مشاريعهم أو في آرائهم على الصعيد القانوني أو الديني أو العلمي بشكل عام أو حتى على المستوى الخلقي كون الشهيد كان يحب العلم وكان مخزناً للعلم فكانت مكتبته مليئة بالكتب المهمة والنادرة والتي تشمل أمور الدين والعقيدة والقانون والسياسة والاقتصاد والإدارة وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم الزراعة والعلوم الطبيعية والجيولوجية والشعر والثقافة العربية ، كما أنه كان ولوعاً في علم تفسير الأحلام ، وتفسير القرآن ، أو في فك الربط أو الحسد أو غير ذلك من العلوم الروحية ، حتى أنه قد رأى جده الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه عدة مرات ، حتى أنه أخبر بعض أفراد العائلة أن أيامه ليس طويلة وأنه سيلحق بسيد الشهداء الحمزة صيد الأسود وجده الرسول صلى الله عليه وسلم قريباً ، وتمنى أن يكون شهيداً من أجل الحق والعدل والحرية والكرامة ، لذلك فقد أوصى ببعض الوصايا التي سنذكرها لاحقاً .

عمل الشهيد البطل عامر على تثقيف الكثيرين من أهل بلده وفضح النظام الإرهابي الأسدي ، وعرفهم على حقوقهم ، وقارن وضعهم بوضع الأفراد في الدول الأخرى ، فكان تواضعه محل إعجابهم وثقتهم به ، وازدياد حبهم وتقديرهم له ،وعمل على فضح الإعلام السوري الكاذب ، وفضح الخونة ممن يوالون النظام من المدسوسين على الثورة أو الموالون للنظام ، فكان دوره كبيراً في تعزيز مصداقية الثورة السورية .

انتسب الشهيد البطل دون الكثيرين للجيش السوري الحر منذ بداية الثورة ، وساهم في تأسيس كتائب ثوار الغوطة الشرقية ، وتعرض الشهيد عدة مرات للجروح البليغة نتيجة القصف بالقنابل المسمارية وغيرها من القنابل ، لكنه نجى عدة مرات منها ، وكانت معظم العمليات التي قادها هو صد الهجوم الأسدي مرات عديدة عن مدينته دوما ، والدفاع عن أبناء مدينته ، ونقل المعركة إلى العاصمة دمشق ، بعد أن نزج معظم أبناء مدينته خارج المدينة ،وكان له دوراً كبيراً في تنظيم العمليات وتخطيطها وتقديم الدعم اللوجستي للجيش السوري الحر حتى أن خطته الكبيرة والدقيقة كان يثق بها قادة الجيش السوري الحر ، بالرغم من أنه لم يتجاوز ال32 من عمره فهو من مواليد الشهر الأخير من عام 1979 ، فاكتسب ثقة الجيش السوري الحر ، حتى أن العملية الأخيرة التي كان يخطط لها كان القضاء على قناصة البرج الطبي في مدينة دوما الذين يقتلون الناس ليل نهار ، وقد نفذت العلمية التي خطط لها ولكن بعد استشهاده ، فتم قتل كل عناصر البرج الطبي بعد يومين فقط من استشهاده ، بعد الهجوم الشامل لكتائب الجيش السوري الحر من كتائب ثوار الغوطة الشرقية على البرج الطبي ، وقتل المجرمين القناصة ، وكان منهم بعض المرتزقة الإيرانيين ،ومن حزب الله اللبناني الشيعي المتطرف والعميل لإيران ،والآخرون من طائفة النظام العلوية النصيرية ، وكان كل ذلك بحكم أنه كان أحد قادة كتائب الغوطة الشرقية رغم أنه لم يعلم أفراد عائلته في دوما بذلك ، لكنه كان قد أخبرني بذلك .
كان إعجاب عائلة زوجته به ، وهم أقرباء له حيث أن شقيق عمه /والد زوجته / هو شقيق لصهره المتزوج من شقيقته ، لذلك أثمر هذا الإعجاب بالزواج من عائلة محترمة هي عائلة طه ، فكان محبوباً من قبل عمه ومن قبل زوجته بشكل لا يوصف ، وقد أثمر زواجه منها عن طفلة سماها غزل وعمرها الآن سنة ونصف ، وابن سماه محمد وعمره شهرين ، أي منذ استشهاد الشهيد في يوم الجمعة 28/9/2012 ، ووجود هذين الطفلين الرائعين في حياة العائلة سيقلل من آلامها بفقدانها الحبيب الغالي الشهيد عامر كونهما من دمه وروحه الطاهرة ، وتعهدت العائلة أن تربيهما على نهج والدهما الشهيد البطل وأن تبذل كل ما بوسعها ليعيشا حياة هانئة رغيدة .

كان تخطيطه للعملية الأخيرة له ، بتساؤله كيف بالمجرمين من القناصة على البرج الطبي في دوما هؤلاء القناصة الإرهابيين كيف يقتلون المارين ليل نهار ، دون رحمة أو شفقة ، فقد استشهد الكثيرين من أقارب العائلة مثل بيت التوت أو الشيخ بكري أو طه أو غيرهم بسبب هؤلاء القناصة الإرهابيين ، لذلك أخذ يراقبهم عن بعد من أجل تنفيذ خطة الهجوم الشامل على البرج والتخلص من هؤلاء المجرمين ، فصلى الشهيد البطل عامر في المسجد حيث كان الشهيد قلبه معلق بالمسجد فلم يكن يترك صلاة فجر أو أي صلاة أخرى إلا صلاها في المسجد ، حتى لو كان ذلك خطراً عليه ، وبعث والديه على حسابه الخاص لزيارة بيت الله الحرام في مكة والمدينة ، لقد كان القناصة يقتلون كل من ينظر إلى البرج الطبي فكان الرعب يقتل قلوبهم المجرمة ،فيشكون بأي كان ينظر ناحية البرج من أنه يخطط لقتلهم ، وهكذا أصابته رصاصة الغدر الأسدية من مجرم لم تلد البغايا مجرما مثله ، مجرم لم يعرف أنه عندما ضعط على الزناد وقتل حراً فإنه يقتل الإنسانية بمجملها ، إن الرصاصة الأسدية التي أصابت البطل الشهيد في رأسه لم تكن تقصده وحدة إنها كانت تقصد سوريا الحرة الأبية ، وكرامتها وحريتها وعنفوانها ، فتضرج جسمه الطاهر بدمائه الزكية الطاهرة ،أصابته وهو يصعد في سيارته قرب جامع الفتح في دوما ، فصلي عليه في نفس المسجد ، وتم زفاف الشهيد البطل إلى مثواه في مقبرة دوما ، زف بالسيارات بدل المسيرات بسبب القصف العشوائي على دوما في يوم استشهاده ، ولف رأسه الطاهر بعلم الثورة السورية علم الاستقلال الذي دفع أجدادنا الثمن غالياً لتتحرر سوريا من انتداب الفرنسيين ، فكان علم الاستقلال يمثل الوحدة السورية والوطنية بكل معانيها .

لقد بكاه الجميع صغاراً وكباراً سواء من أبناء عائلته أو أقربائه ، أو أصدقائه ، فكان زهرة عائلته وريحانتها وياقوتة تاجها ، حتى أنه صهره أبو راتب وهو أحمد تيسير رجب ، بكاه كثيراً وتمنى أن يلحق به ، وبالفعل بعد يومين فقط من استشهاد البطل الشهيد عامر ، نال الشهيد البطل أحمد تيسير رجب ، الشهادة وأوصى أن يدفن قرب قبر الشهيد البطل عامر ، وقد أدرك الجميع أن دم الشهيد البطل لن يضيع هدراً بعد أن أعلن شقيقه الأكبر الدكتور عزو محمد ناجي ، وهو معارض للنظام الأسدي منذ سنين طويلة ، من أنه لن يقبل العزاء حتى تزول عائلة الأسد وشبيحتها ومرتزقتها ومؤيديها من الوجود ، وتحرير سوريا من دنسهم كمجرمين إرهابيين ، وبناء سوريا جديدة قائمة على الحق والعدل والمساواة ، لتزدهر سوريا بأمجادها وعظمتها وتاريخها المجيد ومستقبلها الذي سيكون مزدهراً بعد زوال الفساد والانحلال والديكتاتورية .

أهم ما أوصى به الشهيد البطل :
كان الشهيد البطل يعشق الشهادة والشهداء ويتمنى أن يسير على درب الأبطال من أبناء أمته مثل سيد الشهداء الحمزة وجعفر الطيار وأسد الله علي بن أب طالب وعمار بن ياسر ، وعبد الرحمن الغافقي ، وزيد بن حارثة ومحمد ابن القاسم الثقفي ، ومحمد المقراني ، وعمر المختار ، ويوسف العظمة وغيرهم من الشهداء الذين ضحوا من أجل هذه الأمة ليكتبوا بدمائهم صفحات أمتهم بأحرف من نور وتكون أمتهم في مقدمة الأمم في العلم والحرية والكرامة ولتسود العدالة والحق في كل أرجاء المعمورة ، وعليه فإن أهم ما وصى به الشهيد الخالد في قلوب المؤمنين والإنسانية جمعاء :
• أيها السوريون استمروا بثورتكم لأنها ثورة حق أمام طغمة فاجرة مجرمة ، حتى تنهوا هذه الطغمة الإرهابية ، حتى لو ضحيتم بالغالي والنفيس ، فالحق والعدل والحرية والكرامة والمساواة أهم من حياة زائفة حقيرة في ظل القمع والإرهاب والذل والخنوع والديكتاتورية .
• تسلحوا بالعلم والمعرفة فهما سلاحكم لتحقيق الازدهار والرقي أمام دول العالم ، ليكون أبناءكم معتزين بكم مفتخرين بإنجازاتكم ، لأن العلم سينهض بكم إلى المجد والعلو وسيجعلها دولة تستحق احترام الجميع
• لا تتركوا أي مرتزق جاء من خلال الحكم الأسدي المجرم من العلويين الأتراك أو الشيعة الإريرانيين أو من الحزب الخائن لله ولرسوله وللمؤمنين وهو حزب الله اللبناني الطائفي الإرهابي ، فكل هؤلاء يحاولون أن يغيروا من ديموغرافية الشام ، فعليكم أن تأخذوا حقكم من هؤلاء الذين ساندوا النظام بكل الوسائل الممكنة ، وأهانوا الشعب السوري بكل ما أتوا من قبح وإرهاب .
• أحبوا بعضكم ولا تتفرقوا فتذهب ريحكم ، ويستمر آل الأسد ومرتزقتهم وشبيحتهم بحكمكم ، فبتوحدكم ستكونوا قوة أساسية تقهرهم وتجعلهم أثراً بعد عين .
• كونوا أيها السوريون وسطيين في تدينكم ومعتقداتكم ولا تتعصبوا فالثورة تحتاج إلى الروية وليس إلى التعصب والديكتاتورية في تنفيذ المقررات .
• ثقوا بجيشكم الجيش السوري الحر فهو الضمانة الوحيدة لكم بعد أن تخلى العالم عنكم ، فادعموه بكل ما تستطيعون من مال وعتاد ، فهو المعول عليه تحريركم من الطغمة الأسدية وشبيحتها ومرتزقتها ، وكل من يخالف مبادئ الجيش الحر ويعمل على وسمه بالنقائص من خلال أفعاله أو أعماله كالنهب والسرقة ويدعي الانتساب إليه فهو خائن للشعب وللجيش الحر وهو عميل بشكل مباشر أو غير مباشر للنظام الإرهابي الأسدي وعدو للثورة ، وعليه فيجب مساءلة من يفعل ذلك والتخلص منه لأنه عار على الجيش الحر والثورة السورية .
• ثقوا بكوادركم العلمية من المتعلمين وخاصة المغتربين الذين تركوا سوريا بسبب ظلم النظام وهمجيته ،وهؤلاء في معظمهم كوادر متعلمة سترفد الاقتصاد السوري بعد التحرير بالاستثمارات وستعمل معكم على إعادة بناء سوريا الجديدة المبنية على مبادئ العلم والتقنية والمبادئ الإنسانية الحقيقية ، كونهم عندهم خبرات واسعة في الدول الأخرى التي عاشوا بها ، فلا بد من الاستفادة من خبراتهم .
• لا تنشغلوا بالتفاهات التي تفرقكم ولا تتقاعسوا عن الدفاع عن حقوقكم وأن تهتموا بمبادئ حقوق الإنسان بما يتناسب مع عقائدكم وأخلاقيات مجتمعكم ، وأن التقاعس الدولي حول قضيتكم بسبب تفرقكم واختلافكم وخاصة ما يسمى المجلس الوطني الذي لم يكن على قدر المسؤولية بسبب تفرقه ورغبة بعض أعضاءهم المتاجرة بقضية الثورة السورية ، أو بسبب الحزبية المقيتة ، أو بسبب اختراق المجلس والكثير من تنسيقيات الثورة السورية في الخارج من قبل شبيحة النظام ومرتزقته ، فعليكم أن تتوحدوا في الأهداف العليا للثورة السورية ، وتتركوا المسائل التافهة التي تفرقكم ، عندها لابد للمجتمع الدولي أن يكون معكم ، لأن القانون الدولي هو مع المظلومين دائماً ، وإن كانت تحتكره الدول القوية والعظمى ، لصالحها ، وتمنعه على الدول الصغرى والضعيفة ، فعندما تقوى دولتكم بعد التحرير فسيكون القانون الدولي والمجتمع الدولي معكم .
• لا تتدخلوا مع الآخرين ، ولا تسمحوا لأحد أن يتاجر بقضايا الأمة مثل قضية الإسلام وقضية فلسطين والوحدة العربية ، فالكثيرين يريدون استغلال هذه القضايا من أجل أن يستغل عواطفكم ويسير بكم إلى المجهول ، فالدماء السورية ليست أرخص من الدماء الفلسطينية ولا العربية ولا أي دماء في العالم كله ، فقد انتفض الجميع واستغلوا دماء 500 فلسطيني قتلهم الاسرائليون في مآساة غزة ، ولم ينتفض أحد بعد مقتل 50 ألف سوري و250 ألف معتقل ومفقود على الأغلب أنهم في عداد الشهداء ، وملايين المشردين في الداخل والخارج ، فسوريا هي الأهم ومن خلال قوتها تتحقق مصالح الأمة كلها والتغيير كله في العالم .
• إن وحدة الجيش الحر هدف استراتيجي لنجاح ثورتنا المباركة ، وكل من يحاول تفريق هذا الجيش هو مع النظام الأسدي أو مرتبط به أو لأحد مؤيديه مثل حزب الله وروسيا وإيران والصين ، وهؤلاء أعداء دائمون لسوريا وللعالم العربي والإسلامي وللعالم الحر والتاريخ لن يرحمهم .
• إن الجندي المجهول الذي يعمل في الثورة السورية هو الإنسان الأهم وهو المعول عليه وهو الذي لا يهمه الأضواء والشهرة ، وبالنسبة للمجلس الوطني أو لقيادة الجيش الحر في الخارج ، فعملها في الخارج هو واجهة إعلامية للثورة فقط ، ولا يعول عليهما بعد الثورة لأن وجودهما ظرفي ومن دون مؤهلات ولا ضمانات ولا ديمقراطية ، فوجودهما مؤقت حتى نجاح الثورة ، وبعدها ستكون هناك انتخابات ديمقراطية تعمل جهدها لتحويل سوريا إلى دولة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع .
• إن الاهتمام بالمنكوبين الذين تأذوا من النظام الأسدي وهمجيته ، وخاصة أبناء الشهداء الذين روى آبائهم تراب سوريا بدمائهم الزكية الطاهرة من أجل الحق والعدل والمساواة والحرية ، ويجب توفير كل متطلباتهم من تعليم وتأمين مستقبلهم فإنهم أبناء خيار الناس من الثائرين .
• حافظوا على عقيدتكم ومبادئكم وسيروا على درب السلف الصالح من أمتكم الإسلامية التي فيها مبادئ الحق والعدل والخير ومن خلالها ستكون سوريا في مقدمة الدول مثل ماليزيا وتركيا .
• إلى أهالي بلدي دوما الحبيبة وريف دمشق ،أنتم أهلي وأقرب الناس إلي وأتمنى أن تعيشوا في سعادة وهناء والشهداء قد قدموا دمائهم قرباناً من أجل الحق والعدل والعزة والكرامة ، ولا تدعوا حثالة القوم من الأسديين ومؤيديهم يحاولون العودة إلى بلدكم وكل مدنكم ومحافظاتكم حتى لو كانوا بوجوه جديدة .
• إلى أهلي من عائلة ناجي وأقربائي وأنسابي وأصهاري ، والفرع الثاني لعائلتنا وهو عائلة شيخ الضيعة ، حافظوا على أنفسكم وارفعوا رأسكم عالياً وكونوا يداً واحدة ، وأتمنى من شقيقي الدكتور عزو والمهندس عبد القادر أن يرجعوا إلى سوريا فكفانا غربة ، فقد تعلمتم في الخارج فاجعلوا بلدكم تستفيد من علمكم وأهلكم يأنسوا بوجودكم ، وأبنائي يتشرفون بكم، وأنا سأضحي بنفسي ودمي من أجل عودتكما ، كما سيعود الكثير من أبناء بلدكم .




#عزو_محمد_عبد_القادر_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل إنشاء مركز للدراسات الاستراتيجية والمستقيلية
- الشباب أمل الأمة في تقدمها
- ملاحظات حول مشروع دستور الجمهورية الليبية
- الإعلام النازي الأسدي في سوريا
- من يحكم سوريا الطائفة العلوية أم الأسرة الأسدية**الجزء الأول ...
- ياسوريا ثوري ثوري
- التناقضات الداخلية التي هزت سورية
- مساهمة العوامل الخارجية في عدم الاستقرار السياسي في سوريا - ...
- خطة عمل مقترحة لمنظمات حقوق الإنسان
- المرأة السورية قدوة المرأة العربية في النضال والتضحية
- بروز ظاهرة الفقر في سوريا في العهد الأسدي الدوافع والأسباب
- انهيار التنمية السياسية و التنمية الاقتصادية وأثر ذلك على ال ...
- العلاقات بين الدول العربية وجمهورية جنوب أفريقيا بعد الأبارت ...
- مأساة المجتمع الأسري في العهد الأسدي
- قصيدة عنوانها / الطبيب الحاكم/
- ما أهداف الثورة السورية ومطالبها وتطلعاتها
- ماذا حققت الثورة السورية في شهرها الحادي عشر
- النرجسية ودورها السلبي على الثورة السورية
- حول فساد التعليم في العهد الأسدي
- الرد على أبواق النظام السوري حول المؤامرة الكونية عليه –الجز ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عزو محمد عبد القادر ناجي - الشهيد البطل عامر محمد ناجي شهيد مدينة دوما الأبية