عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 3868 - 2012 / 10 / 2 - 18:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا لقانون الطوارئ.. نعم للتظاهر السلمي
في كثير من الأحيان ينتابني شعور بعدم جدوى الكتابة، ويلح علي سؤال ما الفائدة من الكتابة، ومن قول أي شيء؟، ما دمنا سنعيد ما سبق ان قلناه، وقاله آخرون.
كنت أفتش في أوراقي القديمة فعثرت على قصاصة من عمود صحفي كنت اكتبه في بداية الثمانيات في جريدة عربية كانت تصدر في اليونان اسمها الحوار. في هذه المقالة كلام عن ماهية الديمقراطية؟ وهل ستصبح دولة ما ديمقراطية بين ليلة وضحاها، أم انه أسم يضاف الى أي دولة مثل بقية الأوصاف. وتطرقت الى أهمية قيمة الإنسان في هذه المنظومة التي يتطلب لتحقيقها مجموعة من الأشياء على رأسها بلا شك سيكون المواطن الحر الذي يملك القدرة على النقد والابتكار في ظل مجتمع حقيقي يحترم العقل وحرية الإنسان.
في اعتقادي ان الأصل هو احترام قيمة الإنسان، في الوطن وفي الثقافة، في الحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية، فالإنسان المهان يعني وطنا مستباحا، ويعني سلطة مستباحة، لا يحمي الوطن ويعمره إلا المواطن الحر، ولا يحمي النظام، أي نظام إلا انبثاقه من اختيار الناس ومن تعبيره بشكل حقيقي عنهم.
ان أي شكل سياسي أو مؤسسي ( مثل المؤتمر الوطني العام الذي تحمل المسؤولية ثم استكان)، لا يقول الحقيقة ولا يعترف بفشله وعجزه ويحاول إصلاح نفسه، وحل الأمور المعلقة و الأولويات العاجلة ، لا يحترم تضحيات الشهداء،الذين حرروا الوطن، ويحاول ممارسة القمع من جديد بقوانين تحد من حرية الفرد، وحقه في التظاهر الذي تكفله له شرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، والإعلان الدستوري، بحجة حمايته من نفسه!!
إنما يسلب المواطن حقه في أن يسعى لإعادة الأمور الى نصابها عندما يشعر بأن هناك انحراف عن جادة الدرب ، ويشل قدرته على التأثير في الأحداث والأخذ بزمام المبادرة، علما بأن هذا المواطن هو صاحب الشرعية التي أنتزعها الشعب من أنياب الوحش بهمة شبابه الذي خرج فداء لوطنه وأرضه وعرضه.
ينبغي أن لا يغيب عن بالنا، ضرورة ترسيخ قيم المقاومة والرفض ، والتصدي للظلم والقهر الذي يراد له ان يعود إلى حياتنا بأسماء وأشكال مختلفة، وان نكون واعيين لما يخطط ويدبر من وراء ظهورنا، وهذا لا يتأتي إلا بالمشاركة في المظاهرات السلمية وتوقيع البيانات، وقول (لا) كبيرة، لقانون الطوارئ، و لكل ما يعيق مسيرتنا باتجاه استكمال ما بدأتاه.
هناك خطر يتهددنا، وعلينا أن نستعيد قدرتنا على الفعل واتخاذ القرار الصحيح في اللحظة المناسبة.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟