|
بتلات الورد 29
مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 17:11
المحور:
الادب والفن
1ـ في تسعينيات القرن الماضي وعندما كنا ندرس في جامعة الموصل (خلال أيام الحصار) كان أحد زملائنا في الشقة يلف التبغ بورق الجرائد ليدخنها وكان في كل مرة يستبدل جريدة بأخرى ليبرهن ( لنفسه ) بأن طعم (الجمهورية) مثلا أكثر سلاسة من ( الثورة ) وهكذا .. دون أن يترك التدخين ليتخلص من المشكلة نهائيا ، ويبدو إن البعض منا لا يختلف كثيرا عن زميلي ذاك في الاستمرار بمتابعة (مسلسل) المسلسلات المدبلجة طالما تعرض وتسوق ويمكن التفرج عليها بسهولة ويسر وبحجة إن كل جديد مثير ، فبعد غزوة الدراما المكسيكية اجتاحتنا الموجة التركية ، ثم علت الموجة الهندية وطبعا كلها باللهجة اللبنانية الدارجة وفي كل مرة ينهل البعض من شبابنا (الواعد) شيئا من مساوئها حتى إن أسواق الأقمشة عندنا امتلأت أخيرا بالماركات الهندية النسائية مما حدا بقسم من الخياطين تعلم خياطة أزياء تشبه تلك التي ترتديها بطلات وجميلات تلك المسلسلات ... ونظرة خاطفة على صور جماعية ملك فخر الدين في بحزانى نت ستغني عن الكثير من التفاصيل ( .. لك شو بَنا . ليش ما عم نتعلم ) !.
2ـ (هكذا نتراجع .. ) وضرب المنضدة بقبضته ثم أخذ يلوح بيده وهو يكرر قوله : أجل ، أجل .. هكذا نتراجع .. فالجميع يريدون أن يصبحوا صحفيين وكتاب وشعراء ونقاد وإداريين وسياسيين وقادة في نفس الوقت ، وبعد أن هدأ قليلا ونسي الموضوع الذي أثاره بنفسه سألته بغتة هل استلمت راتبك فالتفت مستفسرا (أي واحد منهم ) !. 3ـ دائما هناك مكان إضافي لصديق جديد في حياتنا !. 4ـ أول كلمتين في كتاب الزرادشتيين المقدس ( الأفستا ) هما (بكل سرور) مما يعطيك دفقا من العواطف النبيلة إزاء التواضع الجم والاستعداد الكلي لأن تتفجر تواضعا وحبا للآخرين بدورك ! .
5ـ دائما هنالك شيء آخر خلف الذي نتوقعه ونحلله ونخطط له ونحلم به .. دائما هناك أمل بإيجاد مسرّة وما أن تبدأ بالاستمتاع بها حتى تجدها أسوء حالا من حزنك المعطب .
6ـ قل لي يا قلبي .. لا بد إنك تعلم شيئا ! لماذا يومي يبدو خاويا ؟ قل لي يا عقلي .. فأنت الحكيم فينا ! وللجميع سعدا مساويا ! قولي لي يا حبيبتي .. لأنك تعرفين كل شيء! سكنتِ قبل الحبّ باليا ! .
7ـ المدخن يقول عن غير المدخن ... انه لا يفهم ثقافة التبغ ! ، والثاني يقول عن الأول : انه غير مهتم بثقافة التبغ !.
8ـ لو سئلت الحشائش عن سبب نموها تحت الحجارة لأجابتك بسبب أكل الأنعام لنا ، وأسأل الأنعام : لماذا تأكلون الحشيش ؟ ستجيبك لأنهم في البيت لا يطعموننا بحجة أن الفئران تعبث بالزاد المكشوف وعندما تسأل الفئران عن سبب أذيتها لنا ستجيب عن السؤال بسؤال آخر هو : ولماذا تطاردنا القطط ؟ ووحدها القطط ستبوح لك بالحقيقة قائلة : أننا نفعل ذلك من أجل المتعة ليس إلا ، ولهذا منحتها الحقيقة سبعة أرواح !.
9ـ يا شنكال بداخلك أطفو بعد أن فقدت حبيبتي في بابل . أحشاءك وطني ، ووطني لا حدود له ، ولم أجيد يوما غير الابتسام . لا أفقه شيئا ولا أرسم حرفا ، ولكني لا أزال أسمع أنين كلكامش على صديقه أنكيدو !. 10ـ لم يبلغ الخامسة والعشرين من عمره يطلق عليه ألقابا كان المتنبي ليحسده عليها فهو الإعلامي المبدع ويسمى بالكاتب الكبير والشاعر العظيم وطبعا صاحبنا مثقف لا يشق له غبار ذو (خلفية) ثقافية معتبرة وإن سألته لمن تقرأ هذه الأيام سيقول لك أنا لا أقرأ فليس لدي الوقت لذلك .
11ـ لصفحة التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) فوائد أيضا رغم المآخذ عليها ومن فوائدها إنها تريك حقيقة اهتمامات وتوجهات بعض أصدقائك عندما ينشغل بالتوافه من الأمور وكنت تتأمل منه الكثير نظرا لسمعته ومنصبه وحجم رأسه ولكن أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ! .
12ـ في الآونة الأخيرة بدأنا نرى مراسلو بعض القنوات التلفزيونية يتجولون في المنطقة ومنها (سيباى) لغرض الوقوف على احتياجاتنا من خدمات متنوعة وبدوري سأختصر ما تحتاجه سيباى من خدمات وبالنيابة عن جميع أهلها .. ( نحتاج كل شيء لسبب بسيط جدا وهو أننا لا نملك شيئا ... والخلاصة .. أي شيء يقدم لنا هو أفضل من لا شيء ) هذا ما يقوله الجميع عندنا وما أريد أن أضيف عليه : دعوهم يقدمون تقاريرهم فمن أجل ذلك يدفع لهم مرتباتهم ويا حبذا لو يحذوا حذوهم في هذا ..الإداريين والمسئولين من ذوي الكروش العظيمة .
13ـ يميل الإنسان غريزيا إلى البساطة والتجريد وبمجرد أن يتفاعل مع بيئته حتى يمتلئ بالتفاهات ولكن إن رأيت مسرحيا مثل سامي عبد الحميد يتألق لوحده على الخشبة أو رساما مثل بيكاسو حاول تخطي التكعيبية وتخيل كل شيء في نقطة واحدة وشاعرا مثل المعري رأى ما لم يره أقرانه فاعلم إن الغريزة تقودنا بشكل أو بآخر إلى طبيعتنا الأولى إذا ما سنحت لها الفرصة !.
14ـ أمل على الطريق /20 أغاني الغرام لأمير الكلام (4) . (نضوح) الحبّ إنائي وأنت فيه ـ فلا عجب إن قلت ـ ينضح الإناء بما فيه .!
(سهم كيوبيد) حبيبتي ... إليك عقد من شقائق النعمان غمرتها فجرا في (كانيا سبي) ورسمت على بتلاته عيون ثم كتبت في حدقة كل عين اسم من أسماء الحبّ ليتباهى بك كيوبيد وهو يرمي سهامه في قلوب العشاق بمناسبة تتويجك أميرة قلبي .!
(عرض) لأمسح التعب عن جبينك سأضعه على صدري ولأزيل الحزن عن عينيك سأبحر فيهما ولكن لتعيدي ألق روحك اسمعي كلماتي فهي ليست كالكلمات .! (اشتعال) النظر في عينيك انتحار فمن ذا يطفئ النار بالنار .!
(دفء) يبدو الجبل أجمل عندما تتسلقيه وتحضنين الثلج عليه .!
(حلم) دائما أحلم أن أكحل عينيك ... وأرش السكر على شفتيك ... وأعصر الورد في خديك ... فقط لأهمس بكلماتي في أذنيك .!
(آلة الزمن) أسأل نفسي كل يوم هل أنا مبدع لأني سافرت عبر الزمان والمكان لأعثر عليك أم إني عاشق تائه في أفلاك عينيك .؟!
(دعوة) صديقتي ... لا تستجيبي لنداء ذئاب الليل ودعوتهم لك للوليمة لأنك المدعوة الوحيدة وستكونين أنت الوليمة .!
(وحدة بوحدة) مثلما أمسك دموعي كيلا تغرقي وأنت في عيوني فلا تحرقي قلبي وأنت فيه لأني أخشى عليك من الحرق .!
(جاذبية) في كل لقاء لنا أجد فيك شيء يتعلق به روحي حتى اللقاء التالي .!
(مدرسة) الحبّ مراتب يرتقي فيها المحبّ مرتبة مرتبة ويصعد درجة درجة إلى أن ينال لقب عاشق فالعشق مرتبة الشرف وأعلى درجاتها وعندها يبدأ عزف سيمفونيته التي أولها معاناة ما بعدها معاناة وأوسطها مرض لا يرجى شفاءه وآخرها جنون أو تلف . !
(حريّة) عذرا ولكني لا أستطيع الاستمرار بإتباع أوامرك والحياة في ظل حصارك فأنا عاشق يناديني الجمال وروعة الكلمة في كل مكان .!
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكايات من شنكال 33
-
دار دور
-
بتلات الورد 28
-
بيت العقارب / قصة قصيرة
-
الطريق إلى شنكال
-
ليلى والمجنون
-
بتلات الورد 27
-
قولي شيئا
-
بتلات الورد 26
-
مكالمة لم يرد عليها / قصة قصيرة
-
حكايات من شنكال 32
-
بتلات الورد 25
-
مصطلحات من سيباى
-
جاري والمجاري
-
فيض عينيك
-
بتلات الورد 24
-
بتلات الورد 23
-
الراعي
-
بتلات الورد 22
-
بتلات الورد 21
المزيد.....
-
من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
-
فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
-
مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم
...
-
هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير
...
-
ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا
...
-
بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات
...
-
تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض
...
-
“معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر
...
-
ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
-
أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز
...
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|