|
فى نص الليل - قصة قصيرة
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 12:04
المحور:
الادب والفن
فى نص الليــــــــــل قصة قصيرة طلعت رضوان صحى م النوم مفزوع علا صوت التليفون . رفع السماعه : (( ألو.. )) (( الأستاذ ونيس ؟ )) (( إنتى مين ؟ )) (( أنا مدام إش إش م الرقابه علا المصنفات الفنيه )) حسْ إنْ كل حواسه بتتجمّع علاشان تطرد أى أثر للنوم . ما قدرش يكتم دهشته. بان تْ الفرحه من نبرات صوته : (( أهل ن .. أهل ن وسهل ن )) (( خايفه أكون صحيتك م النوم )) (( أبدن .. أبدن .. ما فى ش مشكله )) (( أصلى كنتْ سهرانه مع المسلسل بتاع ك .. حبيتْ أعبّر لك عن إعجابى بالفكره .. وطريقة المعالجه والأسلوب )) (( أشكرك )) (( ممكن تعدى علىّ بكره فى المكتب علاشان نتناقش فى بعض التفاصيل ؟ )) (( طبع ن ممكن )) 000 حط السماعه. حسْ إنه عطشان . أول ما خرج للصاله وقع تْ عينيه علا الساعه . لقاها إتنين ونص بعد نص الليل . إتمنا يروح فى النوم من جديد . ما عرف ش . أسئله كتيره وقفتْ منصوبه قدام عينيه. شاف ها وسط الضلمه والسكون : إيه هدف الست دى من الاتصال ؟ يا ترا عايزه إيه ؟ عايزه هديه ؟ ولاّ هوّ اتصال من أجل الفن وحب ها فيه ؟ الحب اللى خلاها تمارس وظيفتها من بيتها وف نص الليل . الأسئله الكتيره طيّرتْ النوم من عينيه.. اللى زغللتْ هم شمس الصباح . 000 قابل ته بوش متبسم . كرّرتْ كلام ها عن إعجاب ها بالمسلسل . ناقش ته فى بعض التفاصيل اللى عايزه تعديل . حسْ إنها ما تستحق ش المناقشه. وإنْ المقابله دى علاشان حاجه تانيه. وعدها إنه ح يعمل التعديل المطلوب . ولما قام علاشان يستأذن .. سمع ها بتقول له (( تعرف إنْ أنا شبه بطلة المسلسل)) ما لحق ش يرد علا كلام ها . سمع ها بتقول (( أنا كمان ماشيه.. دقيقه واحده وننزل سوا )) 000 فى شوارع وسط البلد ، مرو علا محلات ساعات ومحلات ملابس . سمع صوت نفسه الأماره بالشك . شطب من مخه كلامه الأخرانى وحط بداله كلام تانى (( يا ترا هىّ سادقه فى حكاية إنها شبه البطله ؟ )) عند محل مجوهرات وقف . ولما سألته (( وقف تْ ليه ؟)) قال لها (( إسمحى لى أختار لك حاجه علا ذوقى )) حسْ إنْ لون وش ها بيتغير.. وإنْ فى صوت ها بحة عتاب . فيه من اللوم قد ما فيه من حزن (( إنتَ فهمت نى غلط . ما تستعجل ش فى الحكم علا الناس )) سمع نفسه بتأنبه (( يظهر حكاية إنها شبه البطله حقيقه )) 000 لما الصمت طال .. العزله ضبّبتْ خطاوي هم . كان بيسأل نفسه (( إيه اللى غيّرها .. وليه كل الحزن المرسوم علا وش ها ؟ )) نفسه ردّتْ عليه وقالتْ له (( ما بيبدّدش ضلام العزله غير الكلام )) إعتذر لها وطلب من ها تسامحه.. وإنه ما يقصدش يجرح ها . وإنه إتصرف بحُسن نيه.. وإنه.. وإنه.. بص فى وش ها يشوف أثر كلامه. حسْ بنبض الحياه من تانى علا خدودها . بس كان قلبه لساه بيدق . عايز يسمع تعليق ها علا كلامه. ولما إتكلم تْ كان تْ دهشته أكبر من فرحتــــــــــــه (( نفسى أشرب قهوه )) 000 وشه فى وش ها . عينيه فى عينى ها . حسْ إنه بيقرّب من قلب ها . وإنْ فيه حاجه فى عينــــى ها بتأثر فيه. لما طلب تْ يولع لها سيجاره .. إتشجّع وسأل ها : (( اللوم والعتاب مفهومين .. وحتا الغضب كمان مفهوم .. لاكن اللى موش قادر أفهمه.. الحزن اللى بان علا وش ك مره واحده )) قبل هىّ ما ترد سمع نفسه بتقول له (( هىّ هنا شبه البطله )) سمع ها بتتنهد . ومع إنْ عينى ها كان تْ متسبله.. كان تْ نبرات صوت ها واضحه وقويه : (( موش عارفه ح تسدّق نى ولاّ لأ لو قل تْ لك إنْ كل تصرفاتى ترجمه لكلمه واحده : الوحده )) ركز عينيه علا عينى ها . زى ما يكون بيكتشف حاجه كان تْ غايبه عنه. وكبر عنده الإحساس إنه بيقرّب من ها أكتر. وإنْ قصة حب بتتولد . وحسْ إنه لازم يتجاوب معاها . كلم ها كلام عام عن الوحده . إتكلم كتير وهىّ سرحانه. لما لقاها سهّم تْ ، خاف يكون كلامه مسْ إحساسات ها وجرح مشاعرها . ولما سأل ها : (( أنا قلت حاجه غلط ؟ )) ردّت عليه : (( أبدن . كلام ك حرّك جواىَ حاجات كتيره . كل الإحساس بالعدم . وكل الرغبه فى الحياه )) كان بيبص فى وش ها وهىّ بتتكلم . إستغرب لما لقا شفايف ها بتترعش . إتمنا لو يسمع مـــــن ها التفاصيل . وإتمنا لو إنه قدر يهزم الخجل اللى فى طبعه.. ويطلب من ها تكلمه عن حياة ها أكتر. بس هىّ وفــّرتْ عليه المهمه. ووفــّرتْ عليه الدخول فى معركه مع الحساسيات اللى بتوجّه تفكيره . فى الوقت دا كان تْ هىّ مشغوله بعود كبريت بتولع بيه السيجاره التالته. ومع خروج أول سحابات الدخان ، إبتدتْ تحكى . أكتر من ساعه وهىّ بتحكى . زى ما تكون قوه جباره بتحرّك المخزون اللى جواها . وإكتشف إنها بتولع سيجاره من أخت ها وهىّ بتحكى . وكان هوّ مركز عينيه علا تعبيرات وش ها . وحسْ إنْ المراره فى كلام ها بتنعكس علا توترات الخدود وتقلصات الشفايف وإنتفاضات جسم ها . حب يخرّج ها من حالة المراره اللى هىّ فى ها . ويوقف ألم الذكريات . ولما سأل ها ((تحبى أطلب لك حاجه ساقه ؟ )) بص تْ فى عينيه واتبســـم تْ . إستغرب وسأل نفسه عن معنا البسمه بعد حالة المراره . وبص لقاها مشغوله بمنديل بتنشف بيه العرق اللى تحت عينى ها وفوق شفايف ها . ولما كرّر سؤاله ردّتْ عليـــــه (( بس أنا جعانه )) ولما طلب من ها تختار المحل اللى تحب تاكل فيه.. ردّتْ عليه (( طيب لو نتغدا فى شقتى .. موش يكون أحسن ؟ )) بص فى وش ها . بحلق . دقق . مأأ . إتمنا لو يغوص جواها . يدخل يشوف إيه اللى مستخبى ورا عينى ها . وحسْ إنْ اللى قاعده قصاده واحده تانيه. واحده غير اللى كان تْ بتكلمه من سواعى بمراره عن حياة ها . وحسْ إنْ فى صوت ها بحة دلال مثيره . خصوص ن وهىّ بتقول (( بس أنا جعانه )) وسمع نفسه المغرمه بالشك بتقول له (( هىّ هنا بتختلف عن البطله )) بص فى وش ها من تانى . شاف الدعوه صريحه وجريئه. ووقع تْ عينيه علا ( المونيكير) الأحمر علا بياض صوابع ها . ومشى بعنيه علا جسم ها المُثير المضغوط بالفستان المحزق اللى مجسّد مفاتن ها . ورفع عينيه ووقــّف هم عند وش ها لتالت مره . إكتشف إنْ الحجاب اللى حاجب شعرها ما لا غاش دعوة الإغواء اللى علا شفايف ها المُثيره . وخرج من سرحانه علا صوت ها بتسأله (( إيه ما بتردش ليه ؟ )) قال : (( أبدن . أنا موافق .. بس علا شرط )) بعينى ها سأل تْ . وبلسان ها ردّتْ : (( خير !؟ )) قال : (( تقلع ى الحجاب قبل ما نخرج من هنا )) اتبسم تْ وهىّ بترد عليه : (( يظهر إنْ كل المؤلفين هزارهم من النوع التقيل )) قال : (( أنا كلامى جد )) قرّب تْ وش ها من وشه وهمس تْ : (( فى البيت أنا حره .. وشعرى وكل جسمى مملكتى )) فكر يصرخ فى وش ها : إنتى موش زى بطلة المسلسل . هىّ كان تْ بتعمل اللى عايزاه فى النور.. بين الناس . كان ظاهرها زى اللى جواها . فاق علا صوت ها بتكرر الدعوه بدلال . هوّ رفض الدعوه . هىّ إستغرب تْ . شرح لها أسبابه. وشرح تْ له أسباب ها . الكلام بين هم ما بقاش حوار. كل واحد بيدافع عن وجهة نظره وعن معتقداته. ولما الوقت طال . والكلام بقا تكرار. نفس الكلام هوّ هوّ. ونفس الحماس هوّ هوّ. ولما ما حدش من هم قدر يقنع التانى بمعتقداته وأفكاره . ولما التكرار إتحوّل وبقا سكينه بتنغز فى قلب صاحب ها ، حسو بسور بينحط وسط هم ويفصل بين هم . فى اللحظه دى قامو من علا الكراسى – تقريب ن – فى وقت واحد . وعند باب الكافتيريا افترقو. مشي تْ هىّ فى إتجاه . ومشى هوّ فى إتجاه تانى . ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العودة إلى العتمة - قصة قصيرة
-
سندريلا مصرية وليست أوروبية
-
نقد الفن بالكلمة خيرٌ وأبقى
-
أفغانستان بين الاستعماريْن الإنجليزى والروسى
-
الليبرالية المصرية بين الفشل والنجاح
-
لويس عوض و(إلحاد) الأفغانى
-
جمال الدين الأفغانى فى الثقافة السائدة
-
العلاقة بين الشعر والفلسفة
-
شخصية فى حياتى : بورتريه للسيدة ن. ن
-
الأصولية تلاحق الشاعر أحمد شوقى
-
الدم العربى فى قصور الوحدة العربية
-
المواطنة من المنظور الأصولى الإسلامى
-
أسلمة الدولة المصرية
-
التنوع الثقافى فى إطار الوطن الأم
-
الوجه الإنسانى - قصة قصيرة
-
عيون بلا ذاكرة - قصة قصيرة
-
أضلاع المثلث أربعة
-
فى البدء كانت العتمة - قصة قصيرة
-
الإبداع الشعبى والإبداع التشريعى
-
لماذا لا يتعظ الإسلاميون والعروبيون من الدرس ؟
المزيد.....
-
صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في
...
-
ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في
...
-
تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و
...
-
السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت
...
-
“تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية
...
-
-مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر
...
-
رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر
...
-
بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا
...
-
انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
-
زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟
المزيد.....
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
المزيد.....
|