أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سياسة الدولة في المغرب














المزيد.....

سياسة الدولة في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة,كل فعل أو فكر غايته توجيه الدولة ومد سلطتها ضمانا لاستمراريتها أو حتى الحد من هذه السلطة بإعادة تنظيمها,دون نسيان أن السياسة أيضا هي مجهودات لتغيير السلطة السياسية بغعادة بنائها,فلا سياسة بدون التفكير في الدولة,بما هي أداة وجهاز لضبط المججتمع والتحكم فيه,تربويا واقتصاديا وإداريا,
1الدولة في المغرب
لا يمكن الشك بأنها تأسست وفق غايات الضبط,في صراعات مريرة ضد القبائل,وحتى الزوايا,ومختلف التشكيلات الإجتماعية التي عرفها التاريخ المغربي,ولذلك بقيت الدولة في المغرب حبيسة التفكير في الشرعية التقليدية,التي كانت بها تجابه منذ نشاتها,سواء كانت هذه الشرعيات دينية أو حتى عرقية,فالمغاربة كانوا يبجلون الصلحاء وذوي الإنتماء للقبيلة الشريفة,تلك التي كان رجالاتها يفرون من الشرق,بفعل الإضطهادات التي عاشها أهل البيت,والمقربون منهم,من بني العمومة وأقاربهم,فحافظ المغرب على هذه الثوابت,التي فرضت على الدولة المغربية,استحضار الأبعاد الدينية حفاظا على شرعيتها,وامتداداتها الدينية,التي بها اكتسبت ولاءات القبائل,التي ترى في السلطة بعدا دينيا أكثر منه مدنيا واجتماعيا ومصلحيا.
2الدولة والمستعمر
عندما احتلت فرنسا المغرب,بفعل دوافع دولية,تاريخية,قدمت بوجودها نموذجا في كيفيات إدارة شؤون المجتمعات,فرغم عنفها,حاولت عدم الإصطدام بقيم التجمعات المحلية,
واجتهدت لفهمها,وخطت لنفسها مسارا في مقاومة المحلي,بوتيرة متدرجة,مع التفكير في البدائل بشكل برغماتي,تقدمه للناس,وبدأت بالقضايا الأكثر إلحاحية,بحيث جعلت الناس يلمسون تحسن صحتهم من خلال التطبيب العصري لتحاصر نظام الكهانة,وشفط الدم بالحلاقة,وطرد النحس بالتمائم,ورغم هذه المجهودات,كانت فرنسا في مجالات أخرى,تفضل التريث في اتخاذ القرارات,فهي دولة استعمارية,ولا يمكن القبول بها,خصوصا مع التجربة الجزائرية,التي أدرك بها المستعمر,عجزه عن إلغاء الذاكرة والتاريخ للمجتمعات التي يعتبرها شفاهية في ثقافتها,معتقدا أن النسيان سهل ومقدور على إكساب الأهالي هوية جديدة,أو على الأقل التأثير في هويتهم الأصلية.
3دولة الإستقلال
بعد بزوغ عصر الحرية,ظهرت الأحزاب الوطنية,التي قادت النضال السياسي ضد الإستعمار,مطالبة بأن تكون هي الحاكمة,كما حدث بالجزائر,لكن تحرر المغرب كان مختلفا,كما يعرف دارسو التاريخ المغربي,فهناك اتفاقية إكسلبان,التي بقيت بعض بنودها سرية,وربما ندمت عليها بعض قيادات الحركة الوطنية وزعاماتها التاريخية,ولينجو نظام الحكم من استفراد أحزاب الحركة الوطنية بالحكم,عفا عن الأعيان الذين تعاونوا مع المستعمر,الذي أوصى بهم,وربما أكد على حمايتهم ورعاية مصالحهم,فتكتلوا وشكلوا قوة,انخرطت في الجيش والأمن,وشكلت فيما بعد أحزابا سياسية,نالت اعتراف الدولة,ودعمها أيضا,بل خطط لأن تكون قوة منافسة للأحزاب الوطنية,التي صارعت بعضها,بانشقاق حزب الإستقلال,الذي واجه حزب الشورى والإسلال وكذا الحزب الشيوعي المغربي.
تجارب الدولة المغربية,حتما أثرت في تفكيرها السياسي,فصار لها أسلوبها الخاص لفهم السياسة,وممارستها,بحيث يتم استحضار المراحل الثلاث,كمؤثرات استراتيجية محددة لثوابت الحكم في الممارسة السياسية,ويمكن إجمالها في العناصر التالية,
أ التوازنات
لا يمكن للسياسة في المغرب,حسب منطق الدولة,أن تخل بتوازن القوى,بحيث لا يمكن القبول بقوة واحدة,مهيمنة اجتماعيا وحتى إيديولوجيا,فهي حكومة,قائمة على عدم المس بما يعتبر عادات في صلب الدولة المغربية,كأن تكون هي وحدها رمز العطاء,والهبات,وهي القابلة بنيل الرضى,والمتصرفة الواحدة فيما يعتبر مقدسات الحكم,أي الإستجابة لرجاء المغلوبين الذين يطالهم القانون,أو تمس مصالحهم من طرف السلطة المنتخبة.
ب المساءلات
مفادها حق الدولة,في مساءلة خدامها من المنتخبين حتى لو كانوا وزراء,عليهم القبول بتأنيبات الدولة,فهي الحق الذي لا تطاله عتابات المنتخبين,وهو يطالها,ويمهد لإيقافها إن اقتضى الأمر,وهو ما يعرف في الرمزيات اللغوية المغربية السياسية,بالجهات العليا,إذ يكفي أن يقول سياسي,بأن هناك جهات عليا,حتى تنقلب القرارات ويعم الصمت القاعات,حتى لو كانت مؤتمرات لأحزاب سياسية أو تجمعات مدنية.
ج العطاءات
وهي مجمل الهبات التي تقدم,سواء كانت اقتصادية,أو مسؤوليات,منها إدارة المؤسسات العمومية الكبرى,التي يقال عنها أنها استراتيجية,وغيرها كثير,تلك التي لايمكن رفضها,بل هي تمهيد للدخول إلى دار المخزن كما كان يقال في الخطاب التقليدي المغربي,والتي لايمكن الخروج منها بسهولة وبدون أضرار سياسية غير قابلة للإصلاح ولا حتى النسيان.
حميد المصباحي كاتب وروائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة الريع في المغرب
- الثقافة واليسار المغربي
- التعليم الخصوصي في المغرب
- إسلامية اليسار المغربي
- طقوس السلطة في المغرب
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل
- مغرب التوافقات
- مغرب التخوفات
- مغرب التوقفات
- متاهات مغربيبة
- الحركة النسائية في المغرب
- يسارية المثقف
- بؤس اليسار المغربي
- الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة
- الإسلاميون في المغرب
- تأثيرية بن كيران
- الإسلام والقبيلة
- تدينات الإسلام


المزيد.....




- القيادة المركزية الأمريكية تنشر فيديوهات توثق عملية تجهيز ال ...
- -صنع في الصين-.. فستان متحدثة البيت الأبيض يهز مواقع التواصل ...
- -أكسيوس-: التهديدات الأمريكية بالانسحاب من المفاوضات حول أوك ...
- جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية يوم السبت في روم ...
- تدريبات جوية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في ...
- ما دلالات بدء الانسحاب الأميركي من سوريا؟
- ماكرون يستقطب العلماء الأجانب بعد تقليص ترامب تمويل الأبحاث ...
- الولايات المتحدة تضع خطة لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غ ...
- الرئيس الفلسطيني في أول زيارة إلى دمشق منذ 16 عامًا... ما هي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سياسة الدولة في المغرب