ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 13:38
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الفيلسوف الالماني...............................
يستعرض"أتالي"في الفصل الاول:تاريخ اسرة ماركس،ووضع اليهودفي المانيا.ويتناول فترة الدراسة الجامعية لماركس في برلين،وانضمامه"للهيجيلين اليساريين"
بزعامة"فيورباخ"،وتطلع ماركس للتعمق بدراسة الفلسفة،ونبذ دراسة الحقوق وبالضد من رغبة والده المحامي،ويستمر بقراءة هيجل والاقتصاد السياسي لنخبة من
الاقتصاديين"سمث،وفيرغسون،وريكاردو،وكنباي". ويبدأ باكتشاف نصوص فيورباخ الشاب الذي طرد من الجامعة لالحاده ونقده لهيجل،ويتلمس طريقه الخاص بين
هيجل وفيورباخ،وحلمه بأن يكون استاذا للفلسفة مثل معلمه"برونو باور"،ومثل فيورباخ نفسه.ويمضي"اتالي"بسرد موت والده،وكتابته لاطروحته للدكتوراه عن
فيزيقيا"ديمقريطس وابيقور"والاختلاف بينهما،وبتأثير باور،وتقريره الزواج من صديقة الصبا "جيني وستيفالن"بعد اكمال دراسته .ويشير ايضا لمتابعته التطور
الصناعي،وتسيير اول قاطرة سكك حديد،والذي كان ماركس مولعا به،وابحار اول سفينة تعمل بالبخار،ويبدأماركس بنقده لهيجل،ويصادف في هذه الفترة،شابا يصغره
بعامين دون ان يراه في برلين،والذي سيقوم بدور هام جدا في حياته"فردريك أنجلز".بعد التخرج يعمل بصحيفة"الغازيت" وهي المهنة التي سيمارسها طيلة حياته،
ويندفع بالكتابة السياسية ناقدا ومحرضا على التغيير والثورة.في عام1842 يبدأبقراءة مكثفة للاشتراكيين الفرنسيين "سان سيمون"و"فورييه".ويكتشف تحليلا اوليا
لتركز رأس المال،وافقار البروليتاريا،ويكتشف لدى"سيسموندي"مصطلحي القيمة الفضلى والقيمة المضافة.ويذكر"اتالي":ان ماركس توصل في تلك الفترة الى ان
الاقتصاد هو اساس كل العلوم الاجتماعية،ولا يفلت منه ومن القوانين المادية اي شيء.
يتزوج من جيني ويغادران الى باريس،وينهمك بأكمال نقده لفلسفة الحق لهيجل،وينجز كتاب"المسألة اليهودية".والذي يؤكد فيه على ان الدين ماهو الا انعكاس مشوه
للظروف الاجتماعية لبني الانسان(ان الدين هو تأوه المخلوق المضطهد،ومشاعر عالم بلا روح،انه افيون الشعب)..
الثوري الاوربي................
في الفصل الثاني يسرد"اتالي":بتفصيل السنتان الصاخبتان اللتان قضاهما ماركس بباريس 1843-1845 .وتتميز تلك الفترة بالنشاط والحماس والجدال الفكري والسياسي،والتواصل الاجتماعي واللقاءات بينه وبين المنفيين الالمان والسياسين الثوريين من فرنسيين وغيرهم،ويزداد اهتمام ماركس بالتقدم التقني واستخدام
الكهرباء.ويربط بين التطور التكنولوجي وتوسع الرأسمالية،وزيادة انتاجية العمل،وينكب على قراءة منهجية لكبار النظريين في الاقتصاد السياسي الكلاسيكي،
وتتعمق معرفته بمصادر التراكم الرأسمالي ومصدر الربح،وتحسسه بالازمات الاقتصادية في حالة عدم توسع الاسواق،واحتدام المنافسة،ويبدأ بمشروعه الخاص،
وهو نظرية شاملة في المجتمع،ويصبو للتحليل الموضوعي ويسعى ليكون فكرا للعالم،ويضع الخطوط الاولى لتوزع الافراد الى طبقتين،وتبعا لطبيعة ملكيتهم:عمل او رأس مال،وعلاقات الملكية بين الطبقات هي التي تشكل البنية التحتية للمجتمع وكما يلاحظ(التي تقوم عليها بنية عليا تشريعية وسياسية،وتتناسب معها اشكال محددةمن الوعي الاجتماعي).اي ان لاوجود للفرد الا من خلال الطبقة.وصراع الطبقات هو محرك التاريخ.ويشرع ماركس بكتابة"مخطوطات1844" وهي افكاره الاولى حول الفلسفة والاقتصاد.وهو نص اشكالي اثار القبول به من ناحية من أرادوا ان يروا فيه ماركس الحقيقي والذي لاشأن له بما جرى من فضائع فيما بعد،والتي ارتكبت بأسمه،ومن الجانب الاخر يرى فيه منتقدوه النص الذي تجاوزته اعمال ماركس اللاحقة،وناقضته،وكما يذكر"اتالي":"انه نص يمثل مرحلة جوهرية في تكوين فكر سيتطور بأستمراردون ان يناقض نفسه ابدا"..واخيرا يحدث اللقاء بين ماركس وانجلس في عام 1844 لقاءا ماديا وفكريا منسجما في كل
الميادين النظرية،ولن يفترق الاثنان،لا في الحياة ولا في التكير ولا في العمل..
في عام 1845 يصل ماركس بروكسل مطرودا من فرنسا،وتمنح له الاقامة بشرط عدم ممارسة اي نشاط سياسي."حتى الان لم يقم الفلاسفة الا بتفسير العالم بطرق
مختلفة،ولكن المهم تغييره" هذا ما توصل اليه ماركس بمعية انجلس الذي التحق به في بروكسل.ومن نقدهما لفيورباخ،وما سيكون جدول اعمالهما المستقبلي،
تكون الثمرة الجديدة:نص"الايديولوجيا الالمانية" ضد فيورباخ وشتيرنر،وهو اكثر قسوة من "العائلة المقدسة"،ويلاحظ"اتالي" استنادا لتحليل ماركس:ان الرأسمالية
ضرورة للشيوعية،وهي شرط مسبق"للشيوعية"لابد منه،ومن ثم فالشيوعية ليست مجتمعا مثاليا ذا معالم جامدة بصفة نهائية بل (حركة) تتجه الى حرية فردية
"ليست الشيوعية بالنسبة لنا حالة ينبغي خلقها ولا مثال اعلى ينبغي على الواقع ان يسايره،فنحن نسمي شيوعية،الحركة الواقعية التي تلغي الحالة الراهنة" وهذا ما
جرى نسيانه،بل وتجاهله والسير بعكس اتجاهه فيمابعد!!..حانت ساعة العمل السياسي،وترك ماركس التنظير جانبا.وبدأ بنشاط تأسيس منظمة على غرار"المنصفين" في لندن،وعصبة المنفيين في باريس.اطلق عليها"لجنة المراسلات الشيوعية""عصية الشيوعيين"فيما بعد.. يطرح ماركس على"برودون" الانضمام للعصبة،ولكن برودون يرفض،والذي اصدر كتاب"فلسفة البؤس"فرد ماركس عليه بكتاب تهكمي وساخر بعنوان"بؤس الفلسفة"يحلل فيه الديمقراطية المستقبلية دون طبقات.حيث تنعدم الهيمنة الطبقية،وتسود شراكة تستبعد الطبقات وصراعاتها،لانه لن تكون هناك سلطة سياسية بمعنى الكلمة.وفقط في نظام
للاشياء لن يعود فيه طبقات وصراع للطبقات،وستتوقف التطورات الاجتماعية عن ان تكون ثورات سياسية".وكما يقول"اتالي":لن يتنكر ماركس لهذا النص،وسيعتبر(بؤس الفلسفة)و(البيان الشيوعي) مقدمة لقراءة رأس المال.ويتابع"اتالي"حديثه:عن توكيد وترسيخ التنظيمات الثورية،وتشكيل"عصبة الشيوعيين"
ويكلف انجلس بكتابة بيان لعقيدة العصبة الجديدة،ولكن ماركس يكتبه،ويكون شعارها(ياعمال العالم اتحدوا) وهو الشعار الذي انبثق من انتفاضات العمال الباريسيين.ويشير"اتالي":الى فكرة عرضها ماركس في مقال هام تحت عنوان(النقد الواعظ) طورها دون ان ينشرها فحواها(ان الثورة الاشتراكية لن تقع الا بعد الثورة البرجوازية بكثير،فلو قلبت الطبقة الكادحة الهيمنة السياسية للبرجوازية سيشكل انتصارها مرحلة فقط في مسارالثورة البرجوازية،وسيخدم قضية هذه البرجوازية)وهذه ايضا سيتم تجاهلها ونسيانها في مستقبل الحركات الثورية القادمة!.ويبدو"اتالي" مؤيدا لاراء ماركس حول التبادل الحر بالضد من نظام الحماية!.والذي اعتبره ماركس نظاما محافظا،والتبادل الحر مدمرا اذ انه يسرع الثورة،وكما جاء في خطابه في مؤتمر العصبة.ويعلق"اتالي":وهكذا يرى فكر العالم في الاشتراكية نتيجة لعولمة السوق.وفي خطابه الثاني والهام ايضا يتحدث ماركس عن العمل المأجور ورأس المال قائلا:"فليست الاجرة اذا نصيب العامل من السلعة
التي ينتجها،بل الاجرة هي الجزء الموجود قبلا من السلعة والذي يشتري به الرأسمالي كمية معينة منقوة العمل المنتجة.ذلك ان قوة العمل هي سلعة يبيعها مالكها الاجير لرأس المال.ولم يبيعها؟ يبيعها كي يعيش".ويمضي "اتالي" بعرض احداث عام 1848 .عام تصدع الحكومات الاوربية والثورة،وكتابة ماركس للبيان الشيوعي،(البيان)الذي يعتبره"اتالي" تمجيدا ومدحا للبرجوازية والعولمة القادمة،وتأكيدابأرتباط البرجوازية بتثوير ادوات الانتاج بأستمرار،والسوق العالمية التي اسبغت طابعا دوليا على الانتاج والاستهلاك في جميع البلدان.وما يصدق على المنتجات المادية يصدق على المنتجات الفكرية.حرية المعتقد والدين تقود الى التنافس في ميدان المعرفة،وتحسين وسائل المواصلات تجتذب الى تيار الحضارة الجارف حتى الامم الاكثر همجية".يطرد ماركس من بروكسل،ويدعوه قادة الثورة الباريسية للمجيء الى باريس.(1848)ينطفيء حلم الثورة بديمقراطية اوربية موحدة،ويعود ماركس من جديد الى فرنسا بعد ترحيله من المانيا اثر فشل الثورة.في باريس يحتار ماركس الى اين يتجه؟!الى سويسرا،او امريكا،ويقرر الرحيل الى لندن،ويغادر اليها حتى نهاية حياته.يصل اليها وهو لايلك شيئا!لا حليف ولاسند ولامهنة،ولا اخبار لديه عن زوجته واطفاله،واخلص اصدقائه(انجلس)ربما يكون مات في الانتفاضات الاخرة للثورة الخائبة،فيرضخ لليأس.........................
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟