أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - الله والديمقراطية














المزيد.....

الله والديمقراطية


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3858 - 2012 / 9 / 22 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ارتبطت مبادئ حقوق الإنسان بعصر الثورة والنهضة بعد قيام الثورة الفرنسية عام 1887 لكن خطاب وواقع حقوق الإنسان ظلا نوعاً من أنواع الكفاح من اجل استرجاع شخصية الإنسان وكرامته وإنسانيته وحقوقه ووضعها في جوهر التاريخ الاجتماعي الإنساني كله، في زمن كان ولا يزال متميزا بالضياع والبلبلة والاضطراب، لأن خصوصية ممارسة الحكام لا تخلو من طبيعة ظالمة إن لم يخشوا الله والشعب والعدل.
ازداد عدد خصوم حقوق الإنسان إلى ابعد الحدود ،في كل زمان ومكان، ومنها بلاد الرافدين حيث مارس نظام صدام حسين خلال 35 عاما ارتدادا وتدميرا للإنسان وخروجاً واضحاً فاضحاً عن الطبيعة الإنسانية والثقافية والتاريخية التي جاء بها الإعلان العالمي عام 1949 والتي جاءت من قبل في جميع الإعلانات الربانية في التوراة والإنجيل والقرآن وفي الأحاديث النبوية بنصوص موسى وعيسى ومحمد وغيرهم من الأنبياء .
لكن رغم كل ذلك فأننا نجد اليوم في العراق وغير العراق من البلدان الإسلامية نوعاً جديدا من الخروج على كل القيم الإنسانية بأيادي وعقول مدّعي الورع والتدين من أمثال تنظيم القاعدة وفروعه ومؤيديه العلنيين والسريين ومن كل أنواع الطغاة الطائفيين، الذين يمارسون اضطهاد الإنسان والتجاوز على حقوقه الطبيعية بالمفخخات الإرهابية والمدرعات العسكرية وغيرها.
يتعرض الإنسان المعاصر لانتهاكات مختلفة لا حصر لها حيث المظالم والخطايا بازدياد. حتى صرنا نراها منطلقة من جوار قبر الرسول في مكة المكرمة مرورا بكل بلدان الشرق والغرب وصولا إلى جوار قبر الشهيد الحسين بن علي ابن أبي طالب. هؤلاء وحدهم يشجعون - بأخطائهم وخطاياهم وجرائمهم بحق شعوبهم والإنسانية - أفعال المتطرفين من أمثالهم بالعالم الغربي للإساءة إلى النبي محمد برسوم الكاريكاتير تارة وبأفلام السينما تارة أخرى .
كل انتهاك يقوم به الحاكم السلطان، من قادة أحزاب الإسلام السياسي ومن دعاته أو من ممثلي هذه الطائفة الإسلامية أو تلك، حتى من الذين ركبوا على ظهر الديمقراطية مبتهلين باسم الله بقصد اغتصاب السلطة لطائفتهم ولأنفسهم ولأغراضهم السادية إنما هم يسيئون إلى الله وهم لا يعلمون ، مثلما يسيئون بالوقت ذاته إلى الديمقراطية . في كل الثقافات والرسالات والقيم يظل الحاكم نفسه مسئولا أولا عن كل جريمة بحق الإنسان والإنسانية مهما كانت (رطانته) المذهبية عن الديمقراطية ومهما كانت رطانة ادعاءاته عن الله فهو بعيد غريب عن الله وعن الديمقراطية.
فرضية العدالة أن يكون الراعي مسئولا عن كل جريمة تطال حقوق الإنسان سواء كانت بأمر مباشر منه أو برضاه أو بغفلة منه لأن الجريمة عمل متجبر بكل المقاييس ليس على الإنسان المسكين حسب إنما على مكانة الله أولا وأخيرا. أي عدوان يقوم به جندي أو شرطي أو ضابط أو عريف ، بأمر مغلق أو مستغلق، على أي إنسان عراقي بريء ، فقيرا كان أو مثقفا مستنيرا مسالما، مهما توارت نصوص أسبابه في لجة عميقة من المبررات والمسوغات والادعاءات والأكاذيب، كما وقع الظلم يوم الثلاثاء الأسود ومئات من الثلاثاءات قبله في ساحة التحرير وفي البصرة والنجف والديوانية والناصرية وغيرها فأن رئيس الحكومة هو المسئول وفق معايير الأنظمة الديمقراطية وفهمها ،حتى وفق معايير الله سبحانه وتعالى، حيث انعم على أحزاب الإسلام السياسي بصفة خاصة وعلى البشرية بصفة عامة بدين ٍ يحفظ حقوق الإنسان يوم انزل فيه القران والى آخر يوم من أيام تشريع آياته ، حيث الحديث القدسي الشريف : يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا؛ فَلاَ تظلموا ..
الحاكم العراقي من أعلى الرتب حتى آخر جندي انكشاري حين يمارس أساليب الظلم والظلام بحق الشعب والعدوان على حقوق الإنسان ، الخاصة والعامة، فأنه لم يحترم لا نصوص الله في سماواته ولا تطبيقات الديمقراطية على المسالمين والمثقفين من المسيحيين والإسلام على أرضهم.
حقيقة لا مراء فيها أن الله بريء تماما مما يفعله الظالمون وان الله لا يغير ما بأنفسهم إلا حين يغيرونها هم ويتغيرون .
قال الشاعر العربي القديم كأنه يوجه شعره إلى الحاكم المعاصر:
ابدأ بنفسك فانهـِهـِا عن غيـّها فإذا انتهتْ عنهُ فأنت حكيمُ
كما قال حكيم قديم : عليك أن تبدأ بنفسك، إذا أردت الإصلاح، وأن تكفها عن الأذى والضلال، فإذا استقامت لك كنت حكيماً، وحق لك عندئذ أن تنهى الناس عن الضلال. لكن بعض السياسيين الذين يدّعون الحكمة نراهم يبدءون دائما بالقول أنهم مع الله وان الله معهم، والله مما يقولون بريء ..!



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الفيلم لا يسيء إلا لمنتجيه..
- دولت رئيس الوزراء يعتذر لاتحاد الأدباء ..!
- يا اتحاد الأدباء: لقد وسِّد الحال لأهل الظلام فارتقبوا الساع ...
- مرة أخرى أمام القاضي السيد مدحت المحمود..
- الديمقراطية والطغيان
- الحاكم الظالم لا يخشى شعبا لا ينتفض..!
- عن الذي يضرط مرتين : واحدة قبل الأكل والثانية بعد الأكل ..! ...
- دجاجة نوري المالكي تبيض بيضة جديدة ..!
- المأساة العراقية مستمرة من دون بوسة غادة عبد الرزاق..!
- المتشائم يرى بغداد نصفها مظلم ونصفها زبالة ..!
- وزير التعليم العالي ينطلق في الحميس كالريح اليبيس..!
- الشباب العراقي والديمقراطية
- النواب الكورد يتحالفون مع الغباء والأغبياء ..!
- الرئيس نوري المالكي صاحب الفضل الشامل والعلم الكامل ..!
- عفية شعب..قصيدة لم يُعرف قائلها..!
- الميليشيا والأحزاب السياسية
- عن أكرم الناس في العراق الجديد..!
- ترشيح نائبة عراقية لجائزة نوبل ..!
- جواهريات صباح المندلاوي
- الثقة او سحب الثقة ممارسة ديمقراطية..


المزيد.....




- الأردن.. تفاعل على الزيارة السريعة للملك عبدالله الثاني إلى ...
- بعد مقتلها بقصف منزلها في غزة... مهرجان كان ينعى المصوّرة ال ...
- دولة عربية تستقطب أعدادا كبيرة من السياح رغم تصنيفها بين أخط ...
- اعتداء جنسي داخل قاعدة أمريكية في اليابان
- اليمن.. 13 غارة أمريكية على صنعاء ومأرب
- رويترز: إيران تعزز مواقعها النووية تحت الأرض (صور)
- لجنة حماية الصحفيين بإثيوبيا تبدي قلقها لاقتحام مقر أديس ستا ...
- روبيو يرسم الخط الأحمر لإيران: لا اتفاق مع تخصيب اليورانيوم ...
- زيارة ميلز لدمشق.. تفاؤل حذر وشروط أميركية لرفع العقوبات
- الشرع يقدم التعازي برحيل البابا فرنسيس


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - الله والديمقراطية