ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 10:29
المحور:
الادب والفن
الخميس 20 أيلول : ....... يومية : إبراهيم جوهر - القدس
ثريّات الذهب
أعود بعد انقطاع طارئ للكتابة . أتعالى على الإحباط اليومي المرهق ، وأعود .
أعود إلى ذاتي المكشوفة على الفضاء ، والسطور ، والنهار .
ترددت متسائلا : ما جدوى الكتابة ؟
لحظات سوداوية ، وشعور بالخسارة واللاجدوى تنتابني أحيانا فتعصف بتوازني النفسي وتحيلني إلى كمّ من الهموم مغلّفة بسواد وقتام وحيرة وأسئلة ...
أعود استجابة لعشقي أولا ، وانتصارا للحياة التي ستستمر رغم كل سوادها ، في انتظار أن يتغلب قليل جمالها على رجوم القبح البشري وعلى طبائع الذئاب وهي تتهالك على غبار جناح البعوضة .
(قلت لإحدى زميلاتي هذا الصباح : نتعادى اقتتالا على الغبار العالق على جناح البعوضة ! لم نحصل على الجناح ، ولن يفيدنا الغبار ... )
كلما احتككت بالطبائع المتقاتلة ضمن الثقافة الذئبية ازداد اغترابي ، وكثرت تساؤلاتي حول جدوى أمور عديدة ، ومفاهيم غريبة أنانية المصدر قبيحة المنبع .
اليوم غضبت ، وثرت غضبا وأنا أسعى لنقل الجمال الذي احتوته قصيدة (المواكب) لجبران . جبران انتصر للجمال والعناقيد المتدلية كثريّات الذهب ، والتحمم بالعطر والتنشف بنور ...وبعض طلابي في الصف يزمّرون !
من يعيد الروح إلى موطنها ؟ ما الذي اغتال الإحساس بالجمال ؛ جمال الكلمة والموسيقى والصورة ؟
أغوص في حزني .
نصحني أصدقائي بأهمية (العمل) على نفسي . كيف أعمل على تقبّل القبح والتعامل معه ببلادة وابتسامة بلهاء ؟!
مساء عادت روحي إليّ .
في الندوة الأسبوعية التي ناقشنا فيها هذا المساء رواية الكاتب (عيسى القواسمي) من الشاطئ البعيد ، وجدت أناسا يشعرون بالكلمة ، ويقفون على معاني الجمال فيها . يعشقون الرأي ويستمعون إليه باهتمام .
هنا عالمي النقي . هنا عالم (جبران) الذي وصفه في (المواكب) ونقلته (فيروز) إلى البيوت والمسامع والقلوب ...
أهداني صديقي الشاعر (رفعت زيتون) ديوانه الأخير (نوافذ) . نوافذ أبي يحيى ستفتح على الرأي والنقاش مساء الخميس القادم .
ووصلني ديوان الشاعر ( إياس ناصر) بإهداء لطيف . (إياس) ورث عشق اللغة من أبيه الأديب (يوسف ناصر) ، كما ورث الانتماء وحب العطاء والوطن .
عالم من الصدق ، والجمال ، والكتب ، والحوار كان هذا المساء . هنا أجد ذاتي ، وهنا أشعر أن الدنيا ما زالت بخير .
#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟