أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد صلاح فهمي - تهيئه الفلسفه والمطلق ما قبل سقراط 2















المزيد.....

تهيئه الفلسفه والمطلق ما قبل سقراط 2


احمد صلاح فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 08:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول الفيلسوف الانجليزي برتراند رسل في كتابه "حكمه الغرب – ج1" عندما يريد الانسان ان يعرف معلومات عن حركه النجوم فأنه يطالع علم الفلك وعندما يريد الانسان ان يعرف معلومات عن اعضاء الجسم البشري فانه يطالع علم التشريح وعلم وظائف الاعضاء وعندما يريد معرفه عمل الاله البخاريه فانه يطالع علم الميكانيا والديناميكا الحراريه فكل فرع من فروع المعرفه محيط بمساحه من المجهول عندما يريد ان يتجاوزها يقع في التفكير والتأمل ، والتأمل جزء من المطالعه والمكاشفه فًيعد ذلك من مقومات الفلسفه وعندما يريد ان لايكتفي بأجوبه العرافيين لأي تسأئل عنده ويريد ان يبحث عن الاجابه بنفسه فأنه بذلك يتفلسف وعندما يجد الاجوبه والعلم ويكون علي اسس متينه فأنه يصبح علم مستقل بذاته ً.
ونفس المعني يقوله الفيلسوف الامريكي وليام جيمس ان الفلسفه هي ام العلوم بمعني انها العلم الذي يحتضن كل الاسئله التي لم تجد البشريه اجابات لها بعد ، ولكنها عندما تجد لها الاجابات فأن المعرفه تصبح علماً متخصصاً ومتميزاً عن الفلسفه والمقصد من اختياري لتلك التعريفات سنعرفه لاحقاً عندما نعرف المطلق من طاليس الي ديموقرطيس وكيف اصبحت الفلسفه المزود والمحرك لشتي العلوم ومن علي سواحل مدينه ايونيه في اليونان عند مدينه ملطيه سنبدأ رحلتنا بلتعرف بمنشيء الفلسفه اليونانيه وأول حكماء الاغريق السبع وهو طاليس (624 – 546 ق.م) المهندس البارع والرياضي الممتاز والفلكي النابغ ،الوصف الاول لانه استطاع ان يستخدم طريقه المصريين القدماء لحساب طول الهرم (1) في تقدير مساحه التي تبعد بها السفن في البحر والوصف الثاني لانه ارتأي الي ان المثلث المرسوم قائم الزاويه وتوصل الي نظريه تتطابق المثلثات وحول العلم الهندسي التطبيقي الذي تعلمه في مصر القديمه الي علم نظري قائم علي الاستدلال العقلي والوصف الاخير لانه استطاع من خلال تعلمه للفلك ومراقبه حركه النجوم في مصر القديمه ودرايته بالسجلات البابليه التي تعرف عليها في بلاد ما بين النهرين ( بابل ) بلرجوع الي بلاده ليضع تقويم للملاحيين والتنبؤ بكسوف الشمس عام 585 ولهذا جعله اليونانيون من الحكماء السبع فأما المطلق عند طاليس نعرفه عندما اراد ان يفسر العالم تفسيراً عقلياً فًرد كل شي الي الماء فيقول (ان الاشياء جميعاً جائت من الماء ) ويعلل علي ما يقول ان جميع الاشياء تتغذي من الرطوبه وان الحار نفسه ينشأ عنها ويحيا بها فيقول ايضاً ان الارض مرتكزه علي الماء فعندما تتبخر المياه بفعل الشمس وترتكز في السحب ومن ثم تنزل علي شكل امطار لذلك يجعل الارض مرتكزه علي الماء فلمطلق الذي توصل اليه طاليس ان الماء هي اصل كل شي ومنها تولدت جميع صور الماده عن طريق التفلسف وهذا ما يؤكده العلم الحديث بعد ذلك بعده قرون عندما اثبت ان الهيدروجين العنصر المولد للماء هو العنصر المكون لجميع الاشياء الاخري فسنجد في مطلق طاليس بدايه للعلم اذاً المطلق النهائي عند طاليس هو الماء.

نأتي بعد ذلك الي الفيلسوف الثاني وهو أنكسمندر (610 – 547 ق.م ) تلميذ طاليس وهو اول من وضع خريطه للعالم وخريطه للنجوم والسموات وصنع الكره الفلكيه ولكنه اختلف مع معلمه طاليس علي ان الاصل والمطلق هو الماء، السؤال اذا لماذا اختلف انكسمندر مع طاليس في مطلق الماء ؟ كان الخلاف يدور انه لا يمكن للماده الاصليه التي صنعت منها الاشياء ان تكون واحده من الصور المحدده من هذه الماده فمن ثم لابد وان تكون شيئاً اسبق منها وارجع انكسمندر ذلك الي ان العالم مبني علي التضداد والتنازع بين اشكال الماده ( الحار ضد البارد والجاف ضد الرطب ) ودائما ما تتغلب كل منها علي الاخره في صيروره مستمره وان كانت أي صوره للماده هي اصل الماده لكانت اختفت جميع الصور المضاده لهذا الاصل وايضا يعلل ان لا يمكن للمطلق ان يصبح نسبي لان الماء متغير يتحول الي بخار بفعل الشمس والنار والبخار الي تراب فلماء متغير وليس ثابتاً ومن فكره التغير التي ترأت علي انكسمندر علل منها ايضا نشأه الانسان فيقول ان الانسان لم يكن كما هو عليه الان ، الانسان يحتاج في تطوره رعايه مستمره كما يرعي الوالدين طفلهما فلو ولد الانسان كما هو فمن الذي كان يرعاه هل بدون رعايه سينمو ويتطور فابتاكيد لم يستطع البقاء ولهذا انه يجب ان يكون الانسان علي صوره اخري أي لابد من ان يكون حيوان يستطيع ان يرعي نفسه بطريقه اسرع وذهب بحجه اخري قال فيها ان الانسان اصله سمكه مستعيناً علي هذه الحجه ببعض الحفريات الباقيه وطريقه التي يطعم بها القروش ( كلب البحر ) صغارها فيقول ( ان الناس نشأت في داخل الاسماك وبعد ان تربوا فيها كالقروش واصبحوا قادريين علي حمايه انفسهم ، قذف بهم اخيراً علي الشاطي وضربوا في الارض ) وان امعنا النظر سنجد ان أنكسمندر وضع جذور لنظريه التطور الدروانيه ، واهميه الفكر الفلسفي وان كان مبني علي فروض غير مبرهنه لايستخدم بها الاسلوب العلمي القائم علي البحث المادي والتجريبي المجرد الا ان التفكير الفلسفي العقلي يفتح افاق امام العلم ولعل القاري يعرف لماذا وضعت للفلسفه في بدايه المقال هذين التعرفيين بالذات .
وناتي الي ثالث الفلاسفه واخرهم في المدرسه الملطيه (2) وهو أنكسمانس (588 – 524 ق.م )الذي اتفق واختلف مع كليهما فهو اتفق مع انكسمندر ان الماده الاصليه للكون ليست الماء واختلف معه في طرحه ان اصل الكون لانهائي وارجع اصل الكون كما فعل طاليس الي ماده اولي واحده بسيط غير مركبه وهو الهواء .... لماذا ؟ في السابق ذكرنا ان انكسمندر يقول ان كل الاشياء في تغير والتغير يفيد الحركه فافكر في هذا انكسمانس وراح يتسأئل ما الذي يجعل الماده من صوره الي اخري فأرتأي ان هذه الحركه نتيجه للتخلخل والتكاثف ( يتخلل البخار فتكون النار ، ويتكاثف البخار فيكون الماء ومن ثم يتحول الي تراب ) أي ان المطلق عنده والمحرك الاول للماده هو الهواء .

ونستفاد من المدرسيه الملطيه التي تتكون من الفلاسفه الثلاثه السابقيين هو ان جميع الاشياء في تغير في الوقت الذي ترجع فيه لشي واحد وهنا نقع في اشكاليه واضحه وهي التناقض الذي يجعلنا نتسأئل كيف لأصل الواحد ان يكون متغير بينما صفه التغير تكون للمركب الغير بسيط ولاجابه علي هذا التناقض سيعرفها لنا الفيلسوف الغامض هرقليطس ( 544 – 483 ق.م ) الذي امضي حياته لحل هذا لتناقض وقبل ان نشرع في كتابه راي هرقليطس الذي يحتاج مزيداً من التفكير في هذا التناقض تذكرت قول الشاعر كاليما خوس "ان الكتاب الكبير شر كبير " وقياساً لمقولته اقول انا ان" المقال الكبير شر كبير " ولهذه سنكمل في المقال القادم

-----------------------------------------------------------------
(هوامش)

(1) كان المصريين القدماء يحسبون ارتفاع الهرم عن طريق قياس ظل الهرم علي الارض في وقت الظهيره واخذ طاليس الكثير عن المصريين القدماء في علم الهندسه ولكنه تفوق عليهم في تعميم هذا العلم واستخدام الاستدلال العقلي .
(2) المدرسه الملطيه : مدرسه طبيعيه اهتمت بأصل العالم وقالت ان للعالم ماده اولي تولدت منها جميع الاشياء وروادها الفلاسفه الثلاثه الذين تحدثنا عنهم في المقال .

(*) في مقال الاول لتهيئه الفلسفه والمطلق ما قبل سقراط تكلمنا فيه عن نشأه الفكر الفلسفي وتحدثنا فيه ان الفلسفه كانت عباره عن ارهاصات واخذت تتبلور في بلاد اليونان وجاء تعليق من احد القراء ناقداً اتباعي لهذا الراي وهو (ان بدايه الفكرالفلسفي كانت عند اليونان) قائلاٍ انها بدئت في بلاد مصر القديمه وعلل علي هذا الامر بنظريه المعرفه عند الاسره الثالثه الفرعونيه واناشيد اخناتون بالمقارنه مع المزامير وانطلاق منظومه الضمير من مصر القديمه وغيرها فأنا اقدر هذا الراي واحترمه وكنت اتعصب له فيما قبل ولكن دعنا نتحدث عن الاشكاليه التي تاتي عند كتابه تاريخ الفلسفه واظن انها بسبب التعريف المطاطي للفلسفه والذي يختلف من فيلسوف لاخر ومن مؤرخ للفلسفه الي اخر فمثلا نحن نعرف الرياضيات علي انها علم العدد فلم تجد بين العلماء الرياضيات اختلاف علي هذا بينما يختلف الحال للفلسفه فأذا عرفت الفلسفه بمعني ثابت فاصبح ذلك المعني يعبر عن راي صاحبه في الفلسفه فتنطفي عن ذلك الاراء المخالفه لهذا التعريف ويوجد بين مؤرخي الفلسفه من لايعتبر الفلسفات الغير مبرهنه علمياً ومنهم من لايعتبر ان الفلسفات الدينيه والاجتماعيه والسياسيه الغير مدركه بأسناد علمي فلسفه فستجد مثلا هذه النزعه عند برتراند راسل في كتاب حكمه الغرب وانحيازه الي اليونان ورجوع الفضل لهم لنشأه العلم والفلسفه وستجدها في قصه الفلسفه لوول ديورنت بينما تختلف مع مارتن برنال في (كتاب اثينا السوداء) فطاليس وفيثاغورس وافلاطون وغيرهم تعلموا في مصر ولكنهم انتقلو الي وضع النظريات ولهذا يعتد بهم كفلاسفه في النهايه اقول ان دائما تاريخ أي فرع من فروع المعرفه يصحبه جدل واختلاف ولكن الاهم هو العلم ذاته وكيف نستفاد منه وهذا ما أمل ان نستفيد به جميعاً لينور عقولنا ويفتح لها مدارك جديده تغير حياتنا وان علينا مجهود كبير يجب ان يبذله علماء المصريات والباحثيين في الحضاره المصريه القديمه ان يقدموا ابحاثا جديده ومعمقه يعتد بها عند كتابه تاريخ أي شي .



#احمد_صلاح_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهافت الخطاب السائد
- تهيئه الفلسفه والمطلق ما قبل سقراط
- دانات احلامي


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد صلاح فهمي - تهيئه الفلسفه والمطلق ما قبل سقراط 2