أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن كاظم زيارة - النفاق الديمقراطي على الطريقة الفرنسية .. الحكومة الفرنسية عنصرية وليست ديمقراطية














المزيد.....

النفاق الديمقراطي على الطريقة الفرنسية .. الحكومة الفرنسية عنصرية وليست ديمقراطية


عبد الرحمن كاظم زيارة

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 03:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


** تراثان يبدوان متناقضين للبعض ، تقوم عليهما الدولة الفرنسية ، هما : ارثها في الثورة الفرنسية وارثها المثقل بجرائم الاحتلال والعدوان على الشعوب والدول المستقلة .
فالى جانب الممارسات التي تصنف ديمقراطيا تمارس الحكومات الفرنسية في الداخل سياسات قمع حريات اصحاب الديانة الاسلامية الى حد مسف وكريه يعبر عن نفاق ديمقراطي وجد تطبيقه وتجسيده المسخ في نظامها السياسي . فليس مبالغا فيه القول ان فرنسا تمارس النفاق الديمقراطي والذي يخفي في طياته البعيدة سياسات عنصرية ولاانسانية تجاه الاخر وإن كان مواطنا فرنسيا ، والاخر المقصود هنا هو المواطن الفرنسي من غير المسيحي واليهودي . الحكومة الفرنسية في وقت سابق اصدرت قانونا تمنع فيه ارتداء النساء المسلمات الحجاب ، واعد القانون المذكور ارتداء الحجاب مخالفة قانونية توجب دفع غرامة مالية ! علما ان اختيار الملابس وطريقة ارتدائها أمر شخصي محض ، فكيف به اذا كان من موجبات الاعتقاد الديني ؟
وبعد نشر الفلم الامريكي المسئ للرسول عليه الصلاة والسلام ، نشرت مجلة فرنسية صورا كاريكتيرية تسئ الى شخص الرسول ، فماذا قال وزير الداخلية الفرنسي ازاء ذلك ؟ ، قال " ان حرية التعبير هي حرية اساسية وحرية الرسوم الكاركتيرية هي جزء من هذا الحق " !! . وبكل بساطة وبالنظر الى الاسباب العنصرية لقانون منع ارتداء الحجاب فإن تصريح الوزير الفرنسي يصب في العداء السافر للاسلام والمسلمين ، بل وان نظامه يحمي من يسئ اليهما . والجميع يتذكر كيف ان الحكومة الفرنسية اقامت الدنيا ولم تقعدها عندما نشر المفكر المسلم الفيلسوف روجيه غارودي دراسة يثبت فيها مبالغات الحركة الصهيونية العنصرية حول المحرقة الالمانية الهتلرية لليهود ، فلقد اتاحت الحكومة الفرنسية لليهود في فرنسا حق التظاهر والاستنكار ومقاضاة الكاتب وتهديده بالقتل ..ولكن عندما تظاهر المسلمون قبالة مقر وزارة الداخلية الفرنسية استنكارا منهم للفلم الامريكي المسئ للرسول اعتقلتهم فورا .
وامعانا بتكميم الافواه ،على طريقة النفاق الديمقراطية الفرنسية ، اظهر الوزير المشار اليه تأييد حكومته وطاقمها العنصري للرسوم الكارتيرية المسيئة للرسول ، بل واصل وزير الداخلية الفرنسية دفاعه النعصري عن تلك الرسوم محذرا المستنكرين بالويل والثبور ، فلقد فاه هذا العنصري المتخلف وقال : " كل تصرف فردي .. كل شيء مكتوب .. كل رسم ..كل بيان يمكن ان يزيد خطورة (الوضع) يمكن ان يؤدي الى مواجهات. لذلك فالجميع مسؤول. " ـ انتهى الاقتباس ـ وبهذا يكون الوزير الفرنسي منح المسئ حق " التصرف الفردي " و" الشئ المكتوب " و" الرسم " واصادر " البيان " ومنعه على المتضرر ، فأيب ديمقراطية منافقة هذه ؟ واي حرية مزعومة ؟
فرنسا ليست بلدا ديمقراطيا ، لأن نظامها السياسي نظام طائفي عنصري يتداول فيه السلطة حزبان عنصريان طائفيان ، يجدان شرعيتهما من انتمائهما الطائفي المسيحي واليهودي فقط ، ولايستند الى مبدأ المواطنة .
وبهذا ، وعلى ضوء الحقائقق المتقدمة يمكن حل التناقض بين ما يزعم من وجود ديمقراطية في فرنسا وقيام فرنسا نفسها بالعدوان على بلدان مستقلة واحتلال اراضيها واضطهاد الفرنسيين من غير اليهود والمسيحين ، باظهر الحقائق التالية :
(اولا) ان النظام الفرنسي يقوم على اساس الانتماء الطائفي والديني ، وتتزعم الطائفتان المسيحية واليهيودية المشهد السياسي فيه .
(ثانيا) ان السياسة الخارجية الفرنسية ومنذ عقود عديدة ، تقوم على شن العدوان والاحتلال لبلدان ليست من جنسها الطائفي والديني والعرقي والعنصري ، سعيا منها لتدمير الانظمة الوطنية التي يتعايش مواطنوها على اساس مبدأ المواطنة ولي على اساس مبدأ الانتمتاء الطائفي كما حال النظام السياسي الفرنسي العنصري .
(ثالثا) ان الممارسات الديمقراطية في النظام السلطوي الفرنسي نظام مغلق داخل الطغمة العنصرية والطائفية المتحكمة فيه منذ تأسيس الجمهورية الفرنسية ، تتداول اطرافها السلطة ويتمتع افرادها ورعاياها بكامل الحرية .
(رابعا) ان مبادئ الثورة الفرنسية ، وفي المقدمة منها الحرية ، هي حرية تصرف الطغمة العنصرية ذلت الانتماء المسيحي واليهودي فقط ، وليس ثمة فسحة من الحرية لمواطنين الفرنسيين من غير اليهود والمسيحيين ، بل ان المسلمين هناك مضطهدون وتمارس بحقهم سياسات الاقصاء والتهميش والقتل والاعتقال .

ولهذا كله لانتردد بتصنيف فرنسا كأحد دول الارهاب الدولية ، ودولة عنصرية فاشية ، تمارس النفاق الديمقراطي .



#عبد_الرحمن_كاظم_زيارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلم المسئ للرسول (ص) : قراءات مختلفة والنصرة واجبة
- قطار الربيع الاطلسي في سوريا : سباق البعد الواحد
- مصر في ظل حكم الاخوان .. مظهرية اسلامية وضعف في حل المشكلات
- التفجيرات الطائفية تعود بالشعب الى مرحلة ما قبل الدولة
- الطائفية السياسية ذخيرة الربيع الاطلسي
- القومية والدين : ليس ثمة فرصة للتصادم فالامة كلها حزب الله
- ثقافة الكوبي بيست
- شيئا عن منطق الحواء المعالجة الجبرية للكينونات
- البيرَة قْواطية ثقافة خطيرة تسوّق الاحتلال بثوب الثورة والدي ...
- التحديات المعاصرة التي تواجه الفكر العربي الوحدوي ( تحالف ال ...
- العلمانية ليس كفرا والاسلام دين علماني دون جدال
- الحق في امتلاك السلاح النووي واسلحة التدمير الشامل
- منظمة الامم المتحدة منظمة إرهابية
- المنطق واللغة والفلسفة
- مقايسات المنطق التوحيدي بين الاعتلال المنطقي والغاء مقولة ال ...
- القصيدة مقفاة ولابد لقصيدة الشعر الحر من اسم آخر
- الحوار المتمدن فضاء يستعيدنا وكلمة السر الضائعة
- في نقد المنطق التقليدي ..(7) تقسيم القضايا
- إحباط محاولة إنقلاب ابيض في البيت الاسود
- ماذا بعد أن أحرق آل سعود الحزام العراقي الاخضر( تجليات حرب ص ...


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن كاظم زيارة - النفاق الديمقراطي على الطريقة الفرنسية .. الحكومة الفرنسية عنصرية وليست ديمقراطية