أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - - البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي














المزيد.....


- البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" البارطاج " أو التبادل، هو النوذج الاستهلاكي الجديد الذي بدأ يغزو العالم الرأسمالي بعد أزمته البنيوية. أزمة الديون البنكية و سياسات التقشف التي تنتشر بسرعة بالبلدان الراسمالية، جعلت بعض مواطنيها يعودون للوراء، بالتحديد للعلاقات الانسانية الطبيعية في نقائها بعيدا عن التشيؤ و الارتهان و التقيد بشروط المؤسسات المالية و وكلائها .
بدأ ينمو هذا النوع من التعامل بالانفلات
من ضغوطات الشركات الكبرى التي تتحكم في عالم الاستهلاك . و ساعد الانترنيت وشبكاته الاجتماعية بالتحديد في ازدياد عدد المتعاملين به، إن الإنتشار الواسع للانترنيت و سهولة استخدامه بالبيت أو بخارجه بواسطة الهواتف النقالة، أتاح للمواطنين حرية التصرف و البحث عن بدائل مريحة.
البارطاج الاستهلاكي، أصبح وسيلة ناجعة للرحلات السياحية بين أفراد المجتمع الدولي، بتبادل المنازل بين العائلات والطلبة وغيرهم من الفئات الواسعة التي تقاطع وكالات الاسفار العالمية... و تتخذ أشكال البارطاج ثقافة العصر، حيث تحدٌ منظمات المجتمع المدني المعارضة من جشع الشركات الرأسمالية، في سشعيها لتطوير أشكال جديدة للتضامن والتبادل تهم مجالات متعددة اساسية منها التمدرس والتطبيب و الشغل التي تمس الحياة المباشرة للمواطن، أو في تنظيم الحملات لتخفيف الفقر و التهميش عن الفئات الأكثر عوزا بالمجتمع ..
بسبب الأزمات الراسمالية المتتالية، العالم يتغير للأفضل. لولى سطوة شركات الأدوية و احتكارها لقطاعات الصحة لما ازدهر الطب البديل بالشرق و غزوه العالم الغربي،و تحرر شعوبه من قيود المؤسسات التي تخدم مصالح النخب المغلقة من شركات وكارتيلات .. وبالاستفادة من الارث الانساني والحضاري الذي بدأنا نلمس جوانبه المشعة، تساعد التكنولوجيا على المشكلات الانسانية بعيدا عن مبدإ الربح و الخسارة.
إن الثقافة الشعبية والحضارية للمغاربة، كما بغالبية المجتمعات المماثلة لتجربتهم المتنوعة، زاخرة بالبدائل، سواء للعلاقات الخاصة المنتشرة نتيجة تشيؤ العلاقات و اتخاذها بعدا ماديا صرفان أو بالنسبة للبحث عن حلول للمشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها الغالبية من الشعب.
لقد اختفت العديد من الأشكال التضامنية والتبادلية بين الناس بفعل اكتساح الثقافة المخزنية التي تأسس على الزبونية والمحسوبية و الريع والمعارف والوجوه. واختفاؤها لا يعني اندثاره. فقيم التآزر والتضامن والتبادل لا تموت، لكن استبداد الثقافة المخزنية، بما هي ثقافة تفصل الفرد عن محيطه الاجتماعي، وتجعل منه الة لتقديم الولاء المطلق للسلطة لتقاسم منافع السلطة من امتيازات اجتماعية و اقتصادية، ضد تماسك افراد وجماعات المجتمع والتحامها الذي يشكل بوجه من الأوجه خطرا محذقا على وجود هذه السلطة في حد ذاتها.
أبدع المغاربة أشكالا عديدة لمواجهة اقتصاد الريع و الجشع الرأسمالي الممخزن. عدد كبير من الاسر تواجه مصاعب الحياة الاقتصادية بما يسمى " دارت" و هي شبه جمعيات لتأمين سلفات مالية صغرى بدون فوائد على عدد محدود من المشتركين. وتلعب المراة المغربية دورا رئيسيا في مثل هذه الجمعيات . كما أنها تعد العقل المدبر اقتصاديا للأسرة رغم محدودية دخل الاسرة.
ورغم انحصار أشكال التضامن في هذا الجانب بالمدن الكبرى، فإن الغالبية من سكان القرى لازالت تصارع مشاق الحياة بأشكال التآزر و التعاضد التقليدية، خاصة أثناء الأعراس و المآثم.
ويعتقد أن استمرار هذه العلاقات و اتساعها، على اعتبارها أشكالا تنفيسية عن الأزمة و السياسات اللاشعبية المنتهجة، هو ما يجعل غالبية الناس لا تغامر في اشكال صراعاتها مع السلطة. فالناس تعايشت مع الترقيع و الموسمية و عدم التخطيط للمستقبل. فاليوم هو الأهم أما الغد فرزقه عند الله كما يقول المثل الشعبي.!
لا يوجد ما يمنع الشعوب من تطوير أشكال تضامنها بينها وبين بقية الشعوب، الا السلط المستبدة. وليست هناك مقاومة أنجع وفعالة للجشع الرأسمالي والظلم الاجتماعي والحكرة بمختلف أشكالها، لا ترتكز على قاعدة واسعة للتضامن . . .



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التابث و المتحول في السياسية المغربية
- رمضان سياسي بامتياز
- في زمن النت : هل انتهى دور الأحزاب ؟
- الخوف لا يجنب الخطر !!
- دعوهم يحكمون دعوهم يمرون!!
- يوم كامل بدار الضريبة !
- الإسلام ضد العلمانية : صراع بالوكالة !!
- في عيدها الأممي : الشغيلة المغربية بين مطرقة الباطرونا وسندا ...
- أنقذهم يا عمر سليمان !
- أطلقوا سراح الحاقد ؟
- المرأة القروية ونخبوية العمل النسائي بالمغرب
- للربيع العربي أيضا أبناء -لقيطين-؟
- ملاحظات منهجية حول استعمال كلمتي النخبة والشعب
- اليسار المغربي والحراك الشعبي الراهن
- الانتخابات بمغرب الاستثناءات
- على هامش تدشين - تي جي في - المغرب : توسيع مجلس الخليج والقض ...
- - الطبقة الوسطى- المغربية والوضوح المطلوب
- السكتة القلبية
- اليسار المغربي ودور القوى الحاملة للفكر الديني في الحراك الش ...
- هنيئا للاتحاد الأوروبي بالمغرب - شريك في الديمقراطية - ؟


المزيد.....




- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب
- 10 شهداء في مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ببلدة طمون بال ...
- إسرائيل تعترف باستهداف فلسطينيين في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق ...
- تحول تاريخي في سوريا.. تشكيل إدارة جديدة وإنهاء ستة عقود من ...
- كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش ...
- الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال ...
- توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
- الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
- تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - - البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي