|
سيرتي الجنسية 3
علال البسيط
الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 19:32
المحور:
الادب والفن
صباح الخير أيتها المروج.. صباح الخير لكل بحر في كل مكان.. صباح الخير أيها القراء..
***
في البادية قضيت شطرا من صباي عند عم أمي عزيز. قرية صغيرة ساكنة. هناك عرفت الطاهْرة الخادمة. فارعة الطول. تميد بغصن رطيب لكنه متين. عيونها خضراء وسيعة مبللة في لون فاكهة الكيوي. صغيرة الأنف والفم قسماتها جامدة وجهها رغم محاسنه يمنح إحساسا حجريا. فراغ في التعبير. تنقصها ملاحة الأنثى كل أنثى. في الصباح تربط رأسها بخرقة بيضاء، تلفها وتعقصها بإحكام وتنكفأ على كومة من الغسيل. عزيز وزوجته رشيدة كلاهما معلمان في مدرسة القرية. يكتريان غرفتين باليتين محاطتين بصور ترابي محشو بالتبن يتوسطهما حوش قذر مليئ بالوحل. الخبيزة، أعشاب، طفيليات، نباتات برية مشوكة. خرأ الكلاب. ذباب أزرق. طست فيه كسرخبز جاف. براغم متصدية مكومة فوق صفيحة ألومينيوم. عجلة كاوتش وأزبال كثيرة. خابية الماء في الزاوية فوق سدادتها الخشية غراف من طين. أمين كان يصغرني بسنة. سارة لها ثلاث ومنصف في عامه الأول يحبو. قد صار اليوم يافعا. سمعت أن أمين صار طبيبا. وسارة. أين سارة الآن وكيف حال عينيها المريضتين؟ لا أزال أذكر نظارتها الضخمة وضمادتها البيضاء تلازم يسراها وهي تخطو خطواتها الصغيرة على العتبة. تبكي سارة وتضحك قبل أن تجف عيناها.
***
في أحد المساءات الدافئة سافروا . ليس إلا ثلاثتنا في الغرفة أنا وهو وهي. كانت تكبرنا بثمان. لكنها حلوة وشهية. تذكرت المجلة الساحرة. مؤنستي بالليل و مغرقتي بالأحلام والإرتعاشات. تذكرت أيضا رسوم المقرر ومخططات المهبل. ممدة إلى جانبنا على حصير طويل مزوق بالأزرق والأصفر. يغطي نصف أرضية الغرفة. الراديو على مصطبة النافذة يرسل أنغاما شرقية. أصالة تغني بصوت شجي رخيم: ´´هات قلبي وروح..مطرح ما تروح´´. تلبس كلونا صوفيا أحمر وقميصا أبيض خفيفا. أنا إلى جانبها وأمين إلى جانبي. مضت دقائق صامتة. قامت تطفئ المصباح الموصول بأنبوبة البوتاغاز الزرقاء. بقي ضياء القمر ينسخ على الجدران الرطبة المتشققة ظلال الأشياء المكدسة في الغرفة. خيال ثلاجة قديمة. يبدو شامخا فوق الظلال الأخرى . هذه الليلة ستكون أيضا شامخة فوق غيرها. ظلال مائدة مستديرة هجينة. إن المائدة شديدة القصر والصغر. ستقبّل الأرض. ترصعها مسامير مختلفة الرؤوس. بعضها ناتئ. حولها كراسي خشبية قمئة أيضا بطولها. يترامى إلينا من بعيد نباح كلاب مسعورة. حمار ينهق. نقيق الضفادع المعششة في الحوش. صرير الباب الخارجي. يطحن الصدأ ولا يمل. كل الأبواب هنا صدئة ولا تمل من الطحن. انبعث صوت عبد الهادي بالخياط يغني القمرالأحمر ورائحة نبات مسك الليل تفوح في الفضاء. ليلتنا حمراء. عادت إلى وضعها مولية لنا ظهرها. بحلقت في الكلون الصوفي الأحمر.بدا قاتما. تسحبت ببطئ نحوها. حركت يدي حتى لمست أطراف أناملها. أمسكت بيدي وضغطتها. شعرت بحرارة تغمر جسدي. قشعريرة تنمو فوق جلدي. مسحت بيدي الأخرى على خصرها النائم. آنست منها تفاعلا ورعدة. أمين يركلني برجله. تشجعت أطرافي. تراخى حذري. تحسست انتفاخة سنامها الملفوف. وجدتني ملتصقا به. فكرت: ماذا بعد؟ إنني أقتحم غابة لا أعرف عن شعابها إلا ما في المجلة وخطاطة المقرر. هنا الأبعاد على حقيقتها. الأمر أعقد مما كنت أتوهم. إنها تفوح لذة وأنا جائع. أنا طفل إنها ستغتصبنا. أمين بدأ يتململ ويتنحنح. يريد نصيبه من الجنة. سألعب معه.سأتركه يشوى في النارقليلا. كما يفعل الله مع بعض المؤمنين السيئين. الله يحبهم. لذلك سيشويهم في النار قليلا ثم يغسلهم في نهر يسمى نهرالحياة في الجنة. هكذا يقولون. إنه يحبهم إنهم عياله. الخلق كلهم عيال الله. الأب يحرق عياله. أمين سيدخل جنةَ الطاهرة الليلة. لن أحرقه كما يفعل الله. أنا أيضا محتاج إليه. كلانا لا يعرف ما هو مقبل عليه. أمسكت بنهديها أعصرهما. فاضت نشوتي بإحساس فريد. مخدة بيضاء من ريش حالم. خدر يثقل أجفاني. تمنيت لو أخلد في طراوة النهد. ما أجمل اللعب هناك. ما أشهى النوم على مخدتها. ما أصغر الرجل وأعظم المرأة. ترامى أمين على الفخذين يحسس هنا ويضغط هناك. تتأوه الطاهرة تأوهات مغتلمة. تفور العروق النابضة بعنف. تتدفق الدماء إلى القلب بشدة. يتسارع خفقه. تعرينا. أنا وهو. تخلينا عن التحفظ والحذر. تتسابق الأيدي كلى الأيدي إلى المحرمات الشهية. سنأكل اليوم من فواكه بعضنا. الله يسكن بعيدا في السماء. خلعت الكولون إلى نصف فخذيها رافعة ساقيها مضمومتين إلى أعلى وكشفت عن مؤخرتها. شيئها كبير. زغب أشهب قريب إلى البرتقالي الفاتح يمتد إلى سرتها كألسنة اللهب. نظرت فيه بشغف. فكرت: أهذا هو؟. راعني منظره وهيبته. إنه كجرح. كفم أيضا. أود رؤيته بوضوح. الضوء المتسرب من النافذة خافت. الباب الصدئ لا زال يطحن. هويت إليه حتى تكشفت لعيني ملامحه. سبحان الله. أمين يستعجلني يريد النظر أيضا. لن أحرقه. لست الله. الله وحده الذي يحرق بالنار. -من سيبدأ أولا؟
***
يتبع
#علال_البسيط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من سيرتي الجنسية 2
-
من سيرتي الجنسية..وأشياء أخرى 1
-
غزوة الألوان
-
مشانق الدعاة -2-
-
مشانق الدعاة
-
القرآن بلغته الآرامية -2
-
القرآن بلغته الآرامية!-1
-
دموع العبيد
-
ضاحي خلفان وتنامي الخطر الإسلامي!
-
محمد السادس..هل بدأ العد التنازلي؟
-
عودة الصحابة
-
ثلاثية القرآن السنة والسلف الصالح..رؤية تاريخية
-
جواهر لا يعرفها الإسلام!
-
إبغض في الله!
-
إعدام القذافي مثال على تطبيق الشريعة!
-
يوم غرقت مكة في الدماء!
-
سيوف الإسلام الأربعة
-
المثلية حرام في الدنيا حلال في الآخرة!
-
دوائر إبليس
-
الأصول الإسلامية للكوميديا الإلهية -1-
المزيد.....
-
أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
-
الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم
...
-
التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
-
التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
-
بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري
...
-
مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
-
الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر
...
-
حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60
...
المزيد.....
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
المزيد.....
|