أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - قصص قصيرة جدا














المزيد.....

قصص قصيرة جدا


ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 3851 - 2012 / 9 / 15 - 08:04
المحور: الادب والفن
    


ريش الحمام*
يرابض على الجهة الغربية الجنوبية للمدينة، يحرصها منذ الأزل، يقف هناك بشموخ واعتزاز، يشهد على كل تواريخها، ويعرف كل الرجال الذين صنعوا الأحداث بها. هائل ومتسامق، ويتلوى في خنوع عند قدمه الوادي. أعطى من ظهره عشبا كثيرا للرعاة حين جادت عليه السماء من أنوائها. وبنيت البيوت من حجارته، وكان ملاذا لطالبي الوحدة، أو للعاشقين . ومن عليائه يتلصص الفضوليون على النسوة اللواتي كن ينظفن الملابس بجانب الوادي الذي كان غزير الماء والسمك. يرحل الجميع ويأبى أن يرحل.


السويرتي*
لهم بناية خشبية تقف على دعائم فولاذية قوية، تنفتح أبوابها إلى الأعلى فتظهر رفوف متسقة وضعت عليها أواني مطبخية مختلفة وصحون زجاجية وساعات حائطية، وتتسوطها عجلة دوارة تأشر على مجموعة من الأرقام المحظوظة في كل جولة قمار. وتتقدم البناية الخشبية منصة عريضة يتحرك عليها بهمة منشط يخاطب الجمهور عبر مكبرات للصوت ومنها يسلم الهدايا للفائزين أو مقابها المادي. وبين الجولات يرقص عليها رجل نحيف يلبس ثياب الشيخات. وكان بين اللاعبين بدوي يضع على رأسه طربوشا ذي كرة صوفية متهدلة في أعلاه، وفي غفلة منه قام شاب بإيقاد النار فيها فإستصرخ الناس البدوي حتى لا يتأذى فأزاح عنه الطاقية المشتعلة ثم توجه مزمجرا إلى الضاحكين منه ليطرحهم جميعا أرضا دونما هوادة، فتضيع أمسية القمار بين الفوضى.


السيكليس*
يجلس القرفصاء خلال عمله دون أن تتعب ركبتاه، وفي شفتيه سيجارة سوداء يدير بين يديه عجلات الدراجات يتحسس مكان ثقوبها وقد يستعين إلى ذلك بدلو من الماء يدخل فيه العجلة المثقوبة فتشي الفقاعات الهوائية عن مكان التسرب. وكانت له مجموعة من الدراجات الهوائية المتهالكة ويؤجرها للزبائن من الفتيان والشباب ليتلهوا بها، وأخرى جيدة يخصصها للزبناء المحترمين ليقطعوا بها مسافات طويلة إلى البوادي أو لزيارة المقابر البعيدة. ولكن تعبدت الطرقات فلم تعد تنعطب العجلات، و كثرت وسائل النقل فنقص عمله وقل دخله، فصار يبحث عن مصادر أخرى للرزق حتى ولو كانت متعبة و ولا تناسب كبر سنه.


الكسال *
منذ أكثر من ثلاثين سنة وهو يزاول هذه الحرفة المضنية داخل نفس الحمام العمومي، مرت بين يديه أجساد رجال مختلفة كد في تنظيفها وإزالة الأوساخ عنها، أجساد ثخينة وأخرى هزيلة، أجساد معتلة وأخرى قوية. يقضي مع الزبون الكريم أكثر من ساعة في لهيب الحمام وتعرقات الأجساد ولا يفارقه حتى يغادر إلى قاعة الملابس. وقد يكتفي مع البعض بتنظيف الظهر فقط بمقابل زهيد أو بدونه. الآن وقد ضعف بصره بسبب البخار الساخن وتخشبت مفاصيله لتعرضه المتكرر لنوبات البرد لم يعد يقوى على عمله الأول فصار مسؤولا عن إيقاد النار في مرجل التسخين.
.
.----------------------------------------
*ريش الحمام : جبل
*السيكليس : العجلاتي
*السويرتي : قافلة قمار مرتحلة
*الشيخات : الراقصات
*الكسال : منظف الأجساد بالحمامات الشعبية



#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة: طريق جرادة
- قصة قصيرة: التيه
- قصة قصيرة عيساوة


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - قصص قصيرة جدا