|
إلى السيدة الفاضلة الأديبة ليندا كبرييل
نعيم إيليا
الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 21:07
المحور:
مقابلات و حوارات
أحييك تحية مفعمة بالمودة والتقدير وبعد كتبتُ ردَّاً سريعاً قليل اللفظ على الجواب الذي تفضّل عليّ به الأستاذ سامي لبيب في هامش التعليقات على مقالته ((التمايز...)) غير أنّ ردي لم ينشر. ولست بآسف! قد حسناً فعل القائم على التحكم بنشر الردود والتعليقات، إذ حجب الردّ؛ فإنه – والحق يقال - جاوز الاعتدال إلى التحامل البائس على الشيوعية والشيوعيين. ولا شك في أنك تعلمين بأمر الخصومة التي بيني وبين الشيوعية. ولعلك لاحظت أنني لا يكاد الوهن يعتري لساني وأنا أشهّر بعيوبها، ولاحظت أنني لا أفوِّت فرصة إلا اغتنمتها للطعن عليها والإزراء بها. وما ذاك مني إلا لأنني أمقت الاستبداد والطغيان وغلبة اللون الواحد، وهي سمات أو رزايا يخيل إليّ بأنّها لصيقة بالشيوعية لا تنفك منها. وقد تعجبين لي كيف أقدم على التشهير بها، وعلى فضح عيوبها على هذا النحو من البأس، وأنا أنتسب إلى أبٍ شيوعي سرى الليالي في غياهب الرعب حباً بها، وتجرع مرارة التشرد والمطاردة والبطالة من أجل انتصارها!؟ وقد تتساءلين بعد ذلك: كيف يخلو قلبك من حبّ ما أحبّ والدك، وفي هذا الخلوّ ما يمكن أن يُعدَّ من الحجود لسيرة الآباء!؟ فأجيبك: إنني لا أجحد السيرة النضالية للشيوعيين؛ فإنهم كانوا مناضلين يحلمون بالعدالة الاجتماعية ويسعون إليها، وأين منهم ((مناضلو)) هذه الأيام العجيبة. وكانوا شجعانا أسخياء وهبوا سعادتهم لمبدأ آمنوا بجماله وروعته؛ بل ضحّى له كثير منهم بحياته ومستقبل أبنائه. فكيف أجحد سيرتهم؟! كيف أجحد سيرة الشيوعيين، وهم أقرب الناس إليّ من أصحاب المعتقدات السياسية. كيف أجحد سيرتهم النضالية المكتنزة بقيم الرجولة والتضحية والإباء والأحلام المونقة الجميلة العذاب!؟ بيد أن الشيوعية نظرية سياسية اقتصادية تتوسل إلى تحقيق ذاتها بالعنف والاستبداد. وأنا رجل ليس في طبعي ميل إلى العنف، ورجل لا يرى في الاستبداد، ولوكانت غايته سامية، خيراً. وإذا عدت الآن - بعد هذه الديباجة التي لم يكن لي مفر منها - إلى ساحة الاشتباك، وجدت ردّ الأستاذ سامي لبيب على اعتراضي على مقالته بقولي: (( إن التمايز ليس ظاهرة مألوفة عند أصحاب المعتقدات الدينية فحسب، بل هو عند أصحاب المعتقدات السياسية أيضاً، وبينهم الشيوعيون الذين يتميزون بشعار المنجل والمطرقة وباللون الأحمر كما يتميز المسيحيون مثلاً بالسمكة أو الصليب)) يطالعني مدافعاً متحدياً محتجاً بأسلوب اعتاد أن يسمه بسمة منطقية تبعث فيه الحيوية والقدرة على الإقناع. وقد يتوجب إيراده هنا بصيغته الأصلية دون تعديل أو تصرف؛ كي يتسنى لك أن تراجعيه على مهل. فإن قراءتك الأولى له، ربما كانت سريعة، فلم تتح لك أن تستوضحي معالم حجته الضعيفة كما استوضحتها: ((تحياتى عزيزى نعيم واهلا بك بعدغيبة تتفق معى فى مضمون المقال ولكن لا تفوت الفرصة دون ان تشاكسنى بقولك(لماذا يتمايز الشيوعيون بنمط عيشهم وتفكيرهم واعتقادهم وسلوكهم ولغتهم وإرهابهم للمختلف عنهم وتناقضاتهم وبمنجلهم ومطرقتهم ولونهم الأرجواني الأحمر)أعتقد انك تعرف ردى وثقافتك ووعيك سيجعل سؤالك إجابته معلومة فبداية أقول لك ملعون كل من يستخدم اى شعارات او رموز لإثارة حالة تمايز وفوقية ونابذة ومفرقة بين البشر حتى ولو كان شيوعيا ولكن هل رأيت الشيوعيون يمارسون تفرقة بين البشر بناء على منجل وسندان واذا تطرق لمسامعك هذا فهم ملعنون عزيزى انا لاارفض أى ثقافة لها سمات خاصة فى الزى أوالفلكلور بل هذا يعطى ثراء وتنوع ولكن كل نقدنا يكون للثقافة التى تريد خلق حالة تمايزية تفرض نبذ وفرقة وعنصرية وزيف اما عن مقولتك ان الشيوعيين يتميزون بنمط معيشتهم وتفكيرهم واعتقادهم فيا سبحان الله فهذا حقهم ان يعيشوا الحياة كما يريدوها فماذا يضيرك فى هذا بل ياليتك تقترب من رؤيتهم وفلسفتهم فى الحياة لنجد كم هى رائعة وعميقة-عندما يفرضون نظام لا يعجبك فلك ان تنقد وتصرخ وتقاوم-نحن امميون يا بشارة وهى كلمة تقتل اى عنصرية وتمايز )). فإن الخلاف، كما ترين، دائر حول ظاهرة التمايز، هل هي موجودة عند الشيوعيين، أم أنها ليست موجودة؟ فإذا كانت موجودة لديهم فما الغاية من وجودها. ولكن اللبيب لا يجيب إجابة صريحة تفض الخلاف وتنهي النزاع كما يقتضي ذلك منطق السؤال، وإنما يروح في صخب يلعن كل بشر، ولو كان شيوعياً، إذا ما (( استخدم شعارات أو رموز لإثارة حالة تمايز وفوقية ونابذة ومفرقة بين البشر)) مثل أنبياء التوراة. ويعمد إلى أسلوب من الاستفهام يبطن نفي وجود الظاهرة لدى الشيوعيين: (( هل رأيت الشيوعيين يمارسون تفرقة بين البشر بناء على منجل أو سندان؟ وإذا تطرق لمسامعك هذا فهم ملعونون)). وهذا النفي لا يصدر إلا عن امرئ متجاهل؛ أي يظهر الجهل، لا جاهل. فهل اللبيب يجهل حقاً أن الشيوعيين يمارسون التفرقة بين البشر بناء على المنجل والمطرقة؟! أيجهل حقاً أن العامل الذي يحمل المطرقة، لا يستوي والبرجوازي ((الوضيع))؟! أيجهل حقاً أنّ الفلاح الكادح لا يستوي والملاك صاحب الأطيان؟ أيجهل حقاً أن للشيوعي الذي يزين صدره بصورة لينين أو غيفارا أو المنجل والمطرقة، امتيازاتٍ خاصة في مناصب ودوائر الدولة لا يحق لغيره من فئات المجتمع أن يتبوأها دونه؟ أيجهل هذه الحقيقة المعلومة؟ عجبي! فما دام لا يجهلها، فلماذا يتجاهلها؟ ومما يثير الإشفاق في نفسي أن أقرأ لعنته: ((فهم ملعونون)) إذ أحسه هنا كأنه قد أسقط في يده، ولم يجد للتنصل مخرجاً بغير اللعنة يوهمنا بها أنه عادل في أحكامه. وبالطبع فلن يكون الملعونون ملعونين عنده إلا في حال ثبوت التهمة عليهم. والتهمة ثابتة عليهم ثبوت الليل والنهار. أفلا يكفي أن نذكره (بتمايز) لينين، ستالين، ماو، بول بوت، كاسترو، غيفارا، ومن لفّ لفهم؟ فإذا كان الشيوعيون – وهو شيوعي – يتميزون عن الآخرين بأشدَّ مما يتميز الآخرون منهم - فنحن مثلاً لم نسمع أنّ البابا يوحنا بولس الثاني أو بينديكت (ميّز) نفسه عن الآخرين بمثل ما ميز بول بوت نفسه عن الآخرين - فما قيمة مقالته يا عزيزتي؟ ما قيمتها وقد ظهر أن جميع البشر (يتمايزون) بهذه الدرجة أو تلك. ثم أين عدالة الكاتب عندما يتناسى أن جميع البشر يتمايزون، ثم يخصّ أهل الديانات دون الآخرين بالتمايز؟ وإذا انتقلت إلى تعليقك أو خطابك الموجه له والذي جاء فيه : (( أقف تحية واحتراماً لردك الوارد في التعليق 28 الموجه للأستاذ إيليا نعيم المحترم ردك العظيم هذا يصلح أيضاً تفسيراً لشرح غير مقنع أتانا به كاتب في الحوار اليوم عن منع الإماء من ارتداء الحجاب للتمييز بينهن وبين الحرائر كنت أتمنى من السيد نعيم أن يتفضل بسؤال على مستوى ثقافته التي عرفناه عليها ، من نوع الأسئلة الفكرية التي يطرحها دوماً وتحفز عقولنا )) وحاولتُ العثور على سبب واحد يجعل ردّ صاحبنا عظيماً، أخفقت محاولتي وعدت منها وأنا أنفض راحتيَّ. بل عدت بهذا التساؤل: كيف يكون عظيماً أن أعيِّر جاري بالعور، وأنا أعور!؟ على فكرة سيدتي، كيف حال جارتك اليابانية؟ هي هي هي.. والله ما تذكرتها إلا ضحكت كما يضحك السحاب. بصراحة؟ لقد أبدعت في تصوير تلك المخلوقة إبداعاً رسَّخ صورتها في ذاكرتي. تذكرتها؟ بس ما تكوني نسيتيها، معئووول؟
#نعيم_إيليا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشكلة الوجود الإنساني
-
خلق العالم . 3- الحياة
-
خلق العالم 2- المغزى
-
خلق العالم
-
إيميل من صديقته السورية
-
في ضيافة يعقوب ابراهامي
-
ماركسيٌّ بل مسلم والحمد لله
-
سامي لبيب تحت المطرقة
-
المنهج القسري في أطروحة فؤاد النمري (الرسالات السماوية)
-
الإباحية في أدب النساء العربيات
-
الحوار المتمدن يسهم في التحريض على المسيحيين في بلاد الشام
-
ما جاء على وزن الذهان من مقالة السيد حسقيل قوجمان
-
حملة الأريب على سامي بن لبيب
-
رسالة الطعن في النساء
-
الحقيقة بين التلجلج واللجاجة
-
الأستاذ حسين علوان متلجلجاً داخل شرك المنطق
-
شامل عبد العزيز بين أحضان المسيحية
-
سامي لبيب والرصافي خلف قضبان الوعي
-
ضد عبد القادر أنيس وفاتن واصل
-
إلى الأستاذ جواد البشيتي. ردٌّ على ردّ
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|