حكايات من شنكال 33

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 08:29
المحور: الادب والفن
    

ليس كل شيء في سيباى قبيح ، ونتن ، هناك أيضا وجوه مشرقة ، وآسرة ولو تأملتها لأيام لما مللت ، وأنني حين أنتقد بعض السلبيات فيها فمن حبي لها وحرصي عليها لتواكب تقدّم أخواتها . دائما أنحني لك يا سيباى وأعفر وجهي برمالك كل يوم .
إن لأسم سيباى وقع غريب في نفسي أؤثره على زخات مطر نيسان فهي حاضنة عشيرة القيران التي أنتمي إليها بكل فخر .
سيباى التي هجرتها الغيوم لتصبح أرضها صحراء .
ونفقت أنعامها فتحملت ألم فراقها بغمس لقمتها في دموعها .
يبست أشجار تينها فباتت تستظل في أفياء العاقول .
ولكن حباها الله بشعراء شباب يطوفون على بحار من حروف مّلونة ويحيلون الحروف قصائد مثيرة ومزركشة تعطي لسامعها عشق أبدي لأسم سيباى وشبابها ، وعلى صغر أعمارهم نسبيا فهم مرآة يعكسون ما يدور في أزقتنا وداخل بيوتنا من أنين وما تنشده قلوبنا خفية من أغاني وتتقافز فرحا وتتهامس بها شفاهنا على غير هدى لقصص حبّ تتجدد أبدا .
بحورٌ من شعرٍ تتفجر في أرجاء سيباى وتتحول إلى قلائد من شقائق النعمان لتتدلى على صدرها وتتباهى بها أمام أخواتها .
شعرٌ عندما نتغنى به يرفع جبل شنكال قبعته البيضاء طربا وحبورا ويتحول إلى جنة خضراء ويدعونا لنتسلق أطرافه وصولا لقمته وتقبيل جبين ابعد حجر وأعلى قمة فيه .
تأمل معي شعر المبدع حجي قيراني ، وشاعر الحبّ خدر شاقولي والأنيق عيدو خلف مراد والمتألق دخيل كارو ، والعاشق مجدل حيالي ، والمحبوب الياس كسو القيراني ، والمثابر قاسم المحمى ، والمجد هادي جردو ، وجلال رشو ، وسعيد قيراني . صبري قيراني . داود قيراني . شمو قيراني . خالد مراد . مروان قيراني . سعيد المهمدي وآخرون .. إنهم قلادة ذهبية تلمع على صدر سيباى تشارك بهم في كل اللقاءات الرسمية والشعبية في كل كردستان فبدونهم لا تحلو الأمسيات ولا تزدهي المهرجانات إنهم يجوبون الآفاق ليمنحونا أمل مطرز بالإستبرق والحرير والذهب وليقولوا أن قرية كارثة الرابع عشر من آب هي قرية الشعراء مثلما هي قرية الشهداء بل كأنهم أوتار طمبورة خرافية من زمن العشق يضرب عليها ( خلف قاسكى) بأصابعه السحرية أنغام سيباى المفضلة في حضرة أمير وأميرة شنكال وهما يتبادلان قبلة مليئة بالشغف .
وعندما يخيم الليل بلونه الأسود على سيباى فإنها تتزين في ذات الوقت بقصائد أبنائها والتي هي من كل لون وشكل لننشغل بها حتى الفجر وكأننا في ربيع جاء لينعش نفوسنا التواقة لكل الكلمات الجميلة . شعراء قد يموتون جوعا في بلد الأغنياء ولكن لا أحد منهم يقول (جائع أنا ) بل يبتسم في وجهك دلالة على بلوغ كلماته حوض الجمال ولا يطلب منا غير ابتسامة مشرقة خالية من الاصفرار .
شكرا يا من نورتم درب سيباى ولن تضل بعد اليوم بفضل أجنحتكم المنسوجة من حروف تحملونها بها إلى حيث الحبّ !.

#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات