آفاق مستقبلية

محمد خضر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 01:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

آفاق مستقبلية
طموحاتنا المستقبلية في التقدم الحضاري الشامل بين مسارين رئيسيين في مجتمعنا العربي من محيطه حتى خليجه وقد نجد أحد المسارين متغلباً في هذا القطر أو ذاك كما أن العكس قد يكون أننا أمام هذه الحقيقة ندعو جميع القوى المنخرطة في هذا المسار او ذاك أن تلتزم بالحوار الديمقراطي المسئول المعتمِد على العقل المتفتح والقدرة على تقبل الآخر لا من حيث التآمر وإنما من حيث القناعة التامة بأن من طبيعة المجتمعات البشرية التعدد والتنوع في كل مناحي الحياة
ونضرب مثلاً بالإتجاه الإسلامي في مجتمعنا العربي حيث أن الإسلام هو عقيدة الغالبية العظمى من المواطنين ولكن هذا لا يعني انه مقبول من هذا الفريق ان يغلق الأبواب جميعاً على معتقدات الآخرين او أن يسفّه الآراء والقناعات لدى الأطراف الأخرى كثُرت أو قلت ثم إننا وبنفس الإصرار نطلب من التيارات الليبرالية والديمقراطية أن تحترم الإسلام كعقيدة لغالبية الأمة والاسلام هو الوعاء الثقافي والحضاري للاغلبية ولكن من حقنا أن نجد إسلاما ً نورانياً للعقل والتسامح وتقبل الآخر وضمان حقه باختيار قناعاته عملا ًبقوله تعالى (أفتكره الناس أن يكونوا مسلمين)
هذه المهمة الحضارية الكبرى تحتاج الى طليعة ثورية واعية وجادة لنتمكن من الانتقال بامتنا من حاضرها البائس والمتخلف الى المكانة التي تليق بماضيها وحاضرها ومستقبلها ثم سعيا منا جميعا ان نطل بسعادة على ركب الانسانية السائر في تقدمه شئنا ذلك ام لم نشاء
اننا نطالب قادتنا من سياسيين ومفكرين ومن كتاب وشعراء وفنانين ومن مختلف المشارب والاتجاهات ان يتحملوا مسئولياتهم الوطنية والقومية وان يشكلوا الرافعة القوية والواعية للخروج من عنق الزجاجة الذي تمر به الامة اليوم
ان آلاف الشهداء والجرحى والمشردين الذين تقدموا بتضحياتهم العالية تفرض علينا جميعا ان نثمن لابناء امتنا هذه التضحيات العالية وان نسرع بلحظة الخلاص التي طال انتظارها
لقد اعطانا الربيع العربي اكثر من مثال على الاتجاهات الفكرية التي تسود في بعض الاقطار العربية كما هو الحال في ليبيا مثلا ففي الوقت الذي كان المراقبون ينتظرون نجاحا كاسحا للاتجاه الاسلامي ولكن صناديق الاقتراع افادت ان التجاه الليبرالي هو الذي فاز بالاغلبية واجمل ما رايناه هو ان الاتجاه الاسلامي احترم هذه النتيجة واستطاع الطرفان ان يجدا القاسم المشترك بينهما وشكلا حكومة تعمل لصالح الشعب الليبي وليس لصالح هذا الاتجاه او ذاك
ثم هناك المثال التونسي الجميل عندما فازت حركة النهضة الاسلامية بالاغلبية الا انها قدرت مناضلا تونسياهو الاخ المرزوقي ان يكون على راس الدولة التونسية وهذا مثال جميل وواعد من الاخوة التونسيين نتمنى ان يحافظوا عليها لتكون نموذجا يحتذا في اقطار عربية اخرى مشيرين ان الاخ المرزوقي هو الى الاتجاه الليبرالي اقرب منه الى الاتجاه الاسلامي
نحن يملانا التفاؤل بان العقل السياسي العربي قد وصل الى قناعة تامة بان الامة الحية هي التي تستطيع ان تحترم خيارات شعبها ومواطنيها وان نظام الحزب الواحد والزعيم الواحد قد مضى الى غير رجعة

#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات