أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الحب على الطريقة الغوغائية














المزيد.....

الحب على الطريقة الغوغائية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يحقق الفلم المسيء إلى رسول الله غرضه الحقيقي في صالات العرض الغربية وإنما حققه تماما في شوارع ليبيا ومصر وفي الكثير من شوارع الدول الإسلامية التي أكد متظاهروها على حبهم للنبي محمد بطريقة غوغائية لا بد وأن يكون النبي محمد بريئا منها, وهي طريقة لا شك أنها أساءت للرسول ولسمعة الإسلام أكثر مما أساءت لصانعي الفلم.
لقد نجح صانعوا الفلم لإظهار بعض المسلمين بمظهر الثور الذي يستفز حالما يرى قطعة القماش الحمراء, مبدين سلوكا هو أقرب للعوز النفسي منه إلى صدق العاطفة التي يراد من خلالها التعبير عن الحب للرسول الكريم.وفيما تبدو على السطح وكأنها لحظة للتعبير عن الحب للرسول الكريم إلا أنها في الحقيقة لحظة لتفريغ الكبت والضغط النفسي المتراكم في عمق الذات الإسلامية بطريقة غير سوية.

لماذا يظن أولئك المتطرفون ومن خلفهم الغوغاء الناعقون مع كل ناعق أن التعبير عن حب الرسول الكريم يجب أن يأتي عن طريق إظهار العنف وارتكاب الجريمة. أليس هم من يؤكد على أن الإسلام هو رسالة حب وليس رسالة كراهية, وأن نبي الإسلام هو نبي رحمة. فلماذا يظهرون, في لحظة الامتحان الحقيقية, الإسلام وكأنه دين مقت وعنف وكراهية ويظهرون الرسول وكأنه داعية للبطش وقطع الألسن والرؤوس.. ومن هو المسيء الحقيقي إلى النبي: أولئك الذين ليس لهم صلة به, أم أولئك الذين يدعون أنهم صرعى حبه.

إن الفلم الذي أساء للرسول الكريم لم يأتي حبا بالفن, أو أنه أتى كبحث أكاديمي حرفي هدفه الوقوف على الحقيقة كما هي.. فالجاهل وحده الذي يعتقد أن الفلم لم يستهدف تحريك الفتنة بين المسلمين والمسيحين وتلويث سمعة المسلمين إلى حد التيئيس من إمكانية أن يكونوا بشرا متحضرين. فلماذا لم نسأل أنفسنا عما إذا كان المقصود من هذه الإثارة السايكوباثية هو المزيد من الإسقاط الثقافي والحضاري الذي يجعل العرب والمسلمين يبدون في عيون بقية العالم كالهمج الرعاع.

ومن يؤكد لغوغاء الشوارع هؤلاء أن رد فعلهم الفوضوي هو بالضبط ما سعى إليه صناع الفلم وما أرادوه, وإن الأحرى بهم, لو كان في صدورهم حبا حقيقيا لنبيهم, أن يقدموه بغير الصورة التي سعى المستفزون لكشفها أمام العالم. فإذا كان صعبا على المسلمين أن تأتي ردود أفعالهم بطريقة هادئة ومقنعة فمعنى ذلك أن أعداءهم مصيبون فيما يقولوه.
ولو أن الناس سألت رجلا في شوارع نيويورك أو باريس أو موسكو وبكين أو الهند وغينيا بيساو عن رأيه بالرسالة التي أراد الفلم إيصالها بعد أن رأى بأم عينيه وحشية الاحتجاج لقال أن الفلم ما أخطأ ولا إدعى ولم يجافي الحقيقة. وبهذا يكون الفلم قد حقق غرضه, كما ويكون المسلمون في حقيقة الأمر هم من أساء للرسول الكريم بعد أن أكدوا على صدق ما قاله أعدائهم.

لقد أتى الفلم في وقت تتصاعد فيه حمى الانتخابات الأمريكية, ولنتذكر كيف أن بعضا من أخوتنا الأقباط المصريين في الساحة الأمريكية يسعون بشتى الطرق للحصول على تأييد الإدارة الأمريكية لقضيتهم في مصر.
بطبيعة الحال نحن مع النوايا الطيبة لكل قبطي مصري يهمه بالدرجة الأولى أن ينتصر لأبناء دينه بالحق وبالشكل الذي يحقق لهم كامل المساواة على أرض مصر الكنانة كمواطنين مصريين أصلاء لا فرق بينهم وبين المسلمين. ولكننا لسنا معهم إذا ما سعوا إلى ذلك بأساليب لا تتفق مع أهداف قضيتهم المصرية العادلة.

.
ولنظن أن صناعتهم للفلم في هذه الأيام لا تخلو من نوازع هدفها إرباك الساحة الأمريكية الانتخابية, فلقد جاء تصريح مرشح الرئاسة الجمهوري رومني بعد الحدث كافيا لتأكيد الظن الذي يقول أن هناك ثمة غاية أكيدة لإثارة العواصف في وجه أوباما وأن هناك ميلا لنصرة منافسه الذي تنعقد عليه الآمال لاتخاذ مواقف عنصرية ضد العرب والمسلمين.

وإننا مدعوون بكل تأكيد للنظر إلى أحداث العنف الأخيرة من خلال المكسب الذي تقدمه لأصحاب نظرية صدام الحضارات ونظرية الثقافة الإسلامية المعادية التي يروج لها اليمين الأمريكي المتحالف مع الصهيونية, والتي يعمل في خدمتها وفي الترويج لها على الجانب المقابل التكفيريون والمتطرفون الإسلاميون وكل أولئك الذين يتبارون في إظهار محبتهم للرسول من خلال عروض سايكوباثية مريضة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس.. عاصمة إسرائيل
- بين حمد والعلقمي وبن سبأ .. ثلاثية القراءة الممسوخة
- هلهولة ... دخول العلم العراقي في كتاب غينيس للأرقام القياسية
- الحمار الطائفي
- هل كانت الدول الإسلامية .. إسلامية
- الدولة العلمانية لا دين لها.. ولكن هل هي ضد الدين
- العلمانية.. أن تحب الحياة دون أن تنسى الآخرة
- الإسلام السويسري *
- دولة الإسلامويين ومعاداة العلمانية
- الطائفية.. من صدام إلى بشار
- أن نتقاطع مع الدم السوري.. تلك هي المشكلة
- ثلاثة طرق طائفية للهجوم على الطائفية
- كيف تكره الأسد دون أن تحب حمد
- البصرة.. مدينة السياب والشاوي وأهلها الطيبين
- طائفيو المهجر
- ما الذي فشل مع فشل الاستجواب
- الخلل في الدستور أم في الرجال والنظام
- ديمقراطية بدون ديمقراطيين وعراق بدون عراقيين
- لماذا لا يقود المالكي المعارضة بدلا من مجلس الوزراء
- من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة


المزيد.....




- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الحب على الطريقة الغوغائية