أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمار علي - الكحوليون ينتقمون















المزيد.....

الكحوليون ينتقمون


عمار علي

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 21:54
المحور: كتابات ساخرة
    


هذا ليس عنوان لفليم بوليسي أو رواية رعب او قصة خيالية.بل عنوان مقالة صحفية خطيرة ستهز وجدان القراء وستعيد التفكير في وقائع الراهن.!
في العراق يحدث كل شيء المعقول واللامعقول ,السخرية الغارقة بالالم رغم ان الالم يصل الى ذروة المجد وطريق يختصر مسارات القلق , التراجيديا العراقية والكوميديا النادرة أو الزائفة طقس عراقي منذ الازل, الخرافة الدينية والاجتماعية في مواجهة العقل المؤجل الشبه عاطل , الاسطورة المستندة الى المقدس تتجسد في معنى خرافي مبتذل.المخيلة تتوهج بالرعب وبهالات الخوف والسخرية والالم .الكتابة في ظل واقع مأزوم تفقد جوهرها وتتحول الى خيالات وكوابيس وأحيانا تتفجر باللامعقول هروبا من جدية وجهامة الواقع المر الكئيب.كل هذه الثنائيات تحدث في لحظة واحدة في زمن ومكان واحد.
لااعرف ما اكتب الان هل هو مقالة ام هلوسة ام نص ساخر ام مجرد حالة انفعالية لاعلاقة لها بالعقل أوبألتآمل ؟!
لنقل انها نص عائم.
في الصباح كعادتي اليومية ,استمع الى نشرات الاخبار وعن طريق قناة الجزيرة المنشغلة بالحرب السورية الاهلية الدموية المنفلته , وهي بتقديري نحت تطوراتها اللاحقة الى حرب ثأرية وافق مسدود لكل الاطراف.
ولكن في نشرة الصباح هذه تقدمت اخبار العراق على الحدث السوري .قراءة المذيعة خبرها الاول وتظهر على ملامحها البلاهة .حين قالت بصوت ذو نبرة عالية واستغراب.!
هزت بغداد انفجارات عنيفة .
حيث قام هذا الصباح الحكولين العراقين بتفجيرات طالت جغرافية البلاد من الشمال الى الجنوب انتقاما للهجمات العسكرية على البارات والنوادي التي يرتادونها.!
وفي خبر عاجل ظهراحد الكحولين, وخلفه مجموعة منفعلة وقلقة ,وصرح بلغة مهذبة يقول .ان هذه ليس سوى تنبيه للسيد رئيس الوزراء الحاج أبو احمد .ومنفذ عملية الهجوم الغادر وسنكون لهم بالمرصاد مدعومون بقوة باخوس اله الخمر وكهنته وبركاته العظيمة. ونقتدي بتجربة الحشاشين وسنقوم باغتيالات قياداتهم البائسة.
جاء رد فاروق الاعرجي القائد لهذه الهجمات سريعا ,أننا حراس الفضيلة وأننا سننتقم حتى من أي بطل عرك أو قوطية بيرة مرمية في الطريق , ولو مستوردة وعليها اسم البلاد والعلم لما لهما من حصانة في الاعراف الدبلوماسية , وسنفرقهم تفريقا.
وعلى اثر هذه التصريح , تجمع الحكوليون امام البارات والنوادي المقتحمة والتي لازالت اثار الخراب واضحة للعيان, صورة الكاردنيال العراقي مرمية فوق الارض مع بقايا زجاج الكوؤس وخشب الطاولات واجهزة التبريد في اتحاد الادباء الطويلة شبه مائلة على كراسي قريبة منها,وهم مدججون يحملون القناني المملؤة بالخمر وقواطي البيرة التركية والدنماركية, ومحتشدون خلف متاريس من بقايا المناضد والكراسي واكياس الخيار والبصل والحمص وكوؤس العرق وصحون المزة وقناني الزيت ,وقال احدهم وهو في اشد حالات الغضب, لو تقدموا سنغرقهم بالجاجيك والحامض وماء الحمص.سنجعلهم يندمون ويتمنون لو أنهم كحوليون مثلنا .قال آخر ,, لن نترك اماكننا نموت أو نسكر.
لكن فاروق الاعرجي لم يؤخذ هذه التهديدات على محمل الخطورة وقال انها تصريحات لجيش مهزوم,وهم بقايا البعث والقاعدة والتكفريون يظهرون بمظهر رواد اتحاد الادباء والنوادي الاجتماعية. من أجل احراج الحكومة الوطنية .
وفي لحظة تآمل تفقت فكره جهنمية في راسه ,سندس بينهم عملاء يسقونهم خمرا وثم نقود هجوما حاسما لن نترك احد من هؤلاء المتشبثون بالرذيلة فوق هذه الارض .
ومن على المنابر المذهبية المتقاتله اتفق المتحاربون على وجهة نظر واحدة وهي محاربة الفسق وفناء البارات والنوادي وذبح مرتاديها هؤلاء ناشري الرذيله في هذه البلاد المقدسة.تبا لهم كفار وملحدون بؤسا لهم وهم في درك الجحيم.
وقد بعثوا ببرقيات دعم الى الاعرجي قال تقدم ونحن من ورائكم , سنمدكم بالفتاوى وبمحاربين ان شأت.ويبارك الرب والخلفاء والصحابة
خطواتك التي بدأت بمنع السافرات من دخول مدينة الكاظمية رغم انك لم تمنعهن من دخول أبو حنيفة النعمان وهو قرب الكاظم لكن مو مشكلة سنؤجل هذه الخلافات من اجل الحفاظ على وحدة الصف الايماني , وحتى لاينتصر اصحاب الباطل وحين ننتهي من هذه الحرب المقدسة سنتحدث عن امورنا نحن.
وحين سمع الحكوليون هذه الفتاوى عقدوا اجتماعا طارئا لتحليل الموقف الراهن,وتوازن القوى ,ورسم الخطط , واتخذوا قرارا مهما وهواللعب على التناقضات المذهبية ونشر أشاعات تفرق صفوفهم لان الحرب النفسية ضرورية من اجل شق صف الاعداء, وأول الخطوات هو الهجوم على ضريح أبو حنيفة ونشر اخبار تقول ان جيش المهدي هو من دبر الهجوم. وشن هجوم اخر على ضريح الكاظم ونشر دعاية بان جماعة حارث الضاري والدليمي هم من قاموا بهذا العمل, وهناك اهداف ممكن تشق صفهم منتشرة يمكن تفجيرها,وسننشر الفوضى في ارجاء البلاد, وفي اليوم الثاني هاجمت قوات الكحولين المدن العراقية ليثبتوا للاعرجي انهم قادرون على حرق العراق وهم صاحون .
كانت هذه الاعمال القتالية قد جعلت لعضهم يعترض ان هذه الاهداف مدنية ولاتتفق مع رؤيتنا وضد حساسيتنا الروحية. قالوا نقدم اعتذار ,لكن البعض اعترض قال سوف يفسر اعتذارنا على أنه ضعف وتخاذل , ورغم الخلاف لكنهم اتفقوا جمعيا على تقديم الاعتذار للمدنيين ومحذرين الحكومة من هجمات قادمة , وانهم سيتحالفون مع القاعدة والدولة الاسلامية في العراق ومع الملا عمر ومحمد مرسي والعرعور من اجل ايقاف قوات الاعرجي ورئيس وزرائه.
ومن جديد خلخل هذا الموقف وحدة صف الحكولين وجر ى انشقاق عنيف لانهم ضد هذه التحالفات , واصدرت هذه المجموعة التي اسمها (القوات الثورية من اجل مدن حرة ) .بيانا يعلنون فيه انشقاقهم وموقف المختلف.
ياكحوليي العراق اتحدوا.
من أجل مكافحة الفساد المستشري في كل هياكل الدولة .
من اجل مدن عراقية خالية من العنف والدخان وكواتم الصوت.
من اجل احترام الحرية الفردية للجميع .
من اجل احترام الاختيار .
من اجل وقف نزيف الخروقات الدستورية.
من اجل بلادا خضراء .من اجل اطفال اصحاء.
من اجل وطن للجميع .
من اجل احترام الجامع والحسينية والمعبد والمندى والجامعة والمستشفيات والمدارس والنوادي الاجتماعية .
احترام بيوت المواطنين وحرمتها.
اخيرا احترام الإنسان العراقي من الجنوب والشمال والغرب والشرق, المسلم الشيعي والسني ,العربي ,الكردي ,المسيحي , المندائي . وكل الطيف العراقي الجميل والمتآخي رغم الصراعات المفتعلة من مافيات الأحزاب السياسية.
لازال الكحوليون حلف متاريسهم ينتظرون هجوم قوات الاعرجي.
ولازال الشعب العراقي ينتظر حسم المعركة القادمة.
يقول الكحوليون انها حرب الحريات ويقول الأعرجي انها معركة الايمان والفضيلة
بالحقيقة اشعر انها رغبات يحركها اللاشعور أو اماني مستحيلة أو هلوسات ...
أعتذر للقارئ .
لكن مايحدث اكبر من تصورات العقل .




#عمار_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو حالوب ذاكرة المنفى
- اليسار العراقي ... وجهة نظر.
- هيلا يا بو جريدة
- مبروك للثقافة العراقية
- افتراح .. الى الرفاق في الحزب الشيوعي العراقي.
- كركوك الجدار الاخير!
- بس تعالوا ...
- بس تعالوا
- كرنفال القبيلة سبعة عشر ربيعا يسحق تحت أقدام الوحشية
- الجثث المجهوله .... والاشباح الملثمة والقتل على الهوية
- محاولة للنسيان .. بشتاشان ملف يجب أن يغلق؟
- أزمة حكم ام أزمة ثقة أم أزمة اخلاق؟
- ميليشيات غير قانونية ومصدر تفجير لاحق
- المصالح الضيقة تطيح بدستور العراق...!!!!
- حقل من الورد فوق اشلاء الملائكة
- مقاومة شريفة مقاومة غير شريفة
- فيدراليات ام مشروع تقسيم
- احتلال العقل والدستور
- لاالله الا الله الجينز عدو الله
- المغامر


المزيد.....




- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمار علي - الكحوليون ينتقمون