أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - منحُ اللجوءِ السياسي للأقباطِ ... لَطشةٌ مسكوتٌ عنها














المزيد.....

منحُ اللجوءِ السياسي للأقباطِ ... لَطشةٌ مسكوتٌ عنها


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3844 - 2012 / 9 / 8 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منحَت الحكومةُ الهولندية أقباطَ مصر حقَ اللجوء السياسي لما بُرِرَ أنه اضطهادٌ وتمييزٌ ديني تَبَدى في إهاناتٍ واعتداءاتٍ على نفوسِهم وممتكاتُهم. لم يظهرْ هذا النبأ في الصحفِ المسماةِ قوميةٍ، وهو أمرٌ طبيعي يجدُ تفسيرَه في أخونتِها، ولم تتنبه له العديدُ من الصحفِ الحزبيةِ والمستقلةِ لانشغالِها بمعاركٍ أخرى تتعلقُ بوجودِها ومستقبلِها. القرارُ الهولندي لكمةٌ في الفكِ لنظامِ الحكمِ الإخواني لا بدَ وأن تتسببَ في إصابةٍ تستلزمُ علاجًا صحيحًا وحقيقيًا. برَرَ بعض السياسيين ما أقدَمت عليه الحكومةُ الهولنديةُ بأنه نتيجةٌ لوجودِ عناصرٍ متطرفةٍ في البرلمان الهولندي قادَتها لاتخاذِه، وهو ما يفتقدُ لدقةِ التحليلِ. وإذا نظرنا إلى التعليقاتِ الإلكترونيةِ على القرارِ الهولندي لما اندهشنا لرغبةٍ كبيرةٍ من مسلمين يريدون أيضًا أن يشمَلُهم هذ القرارُ. الأمرُ إذن أكبر من التطرفِ في البرلمان الهولندي. 

الصورةُ جليةٌ في مصر. مناخٌ دينيٌ رافضٌ للمخالفين فكرًا وعقيدًة، زاعقُ الصوتِ، طويلُ اللسانِ واليدِ، يستحلُ لنفسِه ما يُحرمُ على غيرِه، يحتكرُ الصوابَ والحقيقةَ، وجدَ طريقَه في الفضائياتِ والمساجدِ والصحفِ، لم تقفْ له دولةُ الإخوان كما وقفًَت لمعارضيها ومُنتقديها. النتيجةُ الطبيعيةُ شيوعُ جوٍ من التوترِ والتوجسِ والتربصِ الاجتماعي والسياسي، كلٌ يجهزُ نفسَه لمواجهةٍ تبدو حتميةً، يا روح ما بعدك روح في معاركِ البقاءِ والهويةِ، إلى هذا الحدِ وصلَت مصر الآن. يستحيلُ نسيانُ تهجيرِ الأقباطِ جماعيًا، وأيضًا التعدي على أصحاب الفكرِ والفنانين، كلُ من هم خارج فسطاطِ الإخوان والسلفيين في نفسِ المركبِ، مُحاصرين، مُحَجَمين، مُتهمين، مَذمومين. 

أوروبا مفتوحةٌ على بعضِها، ما يحدثُ في دولةٍ يجدُ صداه في غيرِها، من المؤكدِ أن يُمنحَ الأقباطُ لجوءً سياسيًا في دولٍ أوروبيةٍ أخرى أو في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ وكندا، وليس ببعيدٍ أو مُستغربٍ بعض المسلمين. من قالوا من لا يريدُ حكمَنا بابُ الخروجِ مفتوحٌ له يدمرون مصر، بالتعصبِ وضيقِ الأفقِ وعدم فهمِ التاريخِ والسياسةِ. لكن هل تنتهي الأمور عند اللجوءِ السياسي؟ قطعًا لا، فهناك عقوباتٌ ظاهرةٌ مثل المقاطعةِ والتحجيم السياسي والاقتصادي، لكن الأخطرُ في العقوباتِ الخفيةِ من تحريضٍ على التقسيمِ والعملِ على تنفيذِه، هنا سينتهي الحكمُ الديني من مصر، لكن بمصيبةٍ تُذكرُ بكيف سقَطت وتفكَكَت دولة العثمانيين. 

الحقيقةُ مُرةٌ، لا يراها من وُضَعَت على عقولِهم غِماماتٍ سوداءٍ، الغدُ مُفزعٌ، تصريحاتُ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ بدعمِ مصر فيها ما يخيفُ، لقد سبقَ وساندَت صدام والقذافي ومبارك، زيارةُ الصين وغيرها ليست مفاتيحَ الخلاصِ.  مصرُ في ورطةٍ، ما من بارقةِ خروجٍ منها بدون خسائرٍ، المناخُ الحالي يزيدُها، ملايينٌ المصريين مُتوتِرين مُتوجِسين. 

القرارُ الهولندي ضربةٌ في المليان، لم يشعرْ بها مُخدَرون مُنَوَمون بالمكابرةِ والغرورِ وتسطيحِ الأمورِ،،

مدونتي: ع البحري
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشوائيات في السكك الحديدية
- بذاءةٌ وتلفيقٌ ...
- مَصلحةُ الإخوانِ تَتَعارضُ مع مَصلحةِ مصر
- مرسي زارَ الأقصر ...
- أردوغان ليس إخوانيًا ...
- الإذاعة في رمضان ... والإعلام أيضًا
- عندما صَلى الشعراوي ركعتي شكرٍ ...
- العلمُ محايدٌ ...
- مش أنا ده هو ...
- تحية التوك توك ...
- فَرمَطة مصر ...
- الديمقراطية في مصر .. لمن؟
- هل الستين أصبحَت عَورةً؟
- مستقبلُ المواقعِ الاجتماعيةِ بعد طرحِ فيسبوك للاكتتاب العام: ...
- المنع في الإنترنت.. بكم؟ وعلى حساب من؟
- سيناء إلى أين ولمن؟
- جيش مصر يا صابر ...
- الإنترنت والفن والإعلام .. على نفس الوجه
- انبطح.. ينبطح .. منبطحون
- قادمٌ من تونس الخضراء ...


المزيد.....




- أين تقع ثالث أقدم بحيرة في العالم.. وما الذي يميّزها؟
- أصغر طالب طيران في العالم.. كم يبلغ من العمر؟
- كاتس مهاجما خامنئي: خذوا وكلاءكم واتركوا لبنان!
- الحرب في يومها الـ365: غارات إسرائيلية مكثفة على لبنان وغزة ...
- بايدن يعارض هجوما إسرائيليا على -النفط الإيراني- وترامب يؤيد ...
- مناورة جريئة لمقاتلة روسية تخيف -إف – 16- الأمريكية وتبعدها ...
- عراقجي من دمشق: هناك مبادرات بشأن وقف إطلاق النار وأجريت مشا ...
- هجوم بمسيرة جوية أوكرانية على حافلة ركاب في غورلوفكا يسفر عن ...
- ستولتنبرغ: زيلينسكي اختبأ في ملجأ محصن بعد بدء العملية العسك ...
- استطلاع للرأي يظهر تأثير انسحاب بايدن على السباق الرئاسي


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - منحُ اللجوءِ السياسي للأقباطِ ... لَطشةٌ مسكوتٌ عنها