خالد حميد حسين البطاينة
الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 23:08
المحور:
الادب والفن
حتى يكونَ المجدُ للبؤساء والشهداءِ
في عليائهم...بقبورهمْ تحتَ الترابْ
لا بُدّ َمِنْ رَبٍّ ثَريٍّ كيْ يُكافِئَهمْ
بوليمةٍ في قصرهِ خلفَ السحابْ
لتكونَ يوماً سُندُساً أثوابُهُ بعد المماتْ
من كان ظهرُهُ قِبلة ً للسوط ِ منزوعَ الثيابْ
حتى يذوقَ الجائعونَ المَنَّ والسلوى
ولِيشربوا من نهر خمرٍ أو رُضابْ
صنعوا إلَها ً بُرجُوازياً عقيماً خالداً
جعلوا لهُ جنّاتَ تحوي المُستطابْ
وأقنعوه بأنْ يغدو اشتراكياً لكيْ
يتقاسموا جناتِهِ يومَ القيامةِ والحسابْ
حجزوا تردَُُدَهمْ على قمرٍ صناعيٍّ
كي يرسلوا الصلواتِ وانتظروا الجوابْ
اذهبْ إلى أسواقهم واخترْ إلهاً ...واحدا ً
واحذر عزيزي في العبادةِ زحمةََ الاربابْ
ولكيْ تُبَدِلَّ طَبعهُ خُذهُ إلى البيتِ معكْ
أحضرْ لهُ تَبغاً ومازاتٍ وكأساً من شرابْ
شَغِّلْ لهُ التلفازَ في مرح ِ النبيذْ
حتى يُطالِعَ نشرة الأخبارِ أو قِصص العذابْ
علِّمه ُ كيفَ يُميِّزَ الأخيارَ والأشرارَ بين عبيدهِ
علِّمهُ إنصافَ الضحيَّةِ والمُعَذَّبِ والمُصابْ
واسمحْ لهُ بالجنس ِ...مِثلكَ، لا تكنْ
له ظالماً واسمح لهُ بغريزةِ الإنجابْ
إذْ أنتَ لا تدري أيستمني وراءَ سحابةٍ
وبأيِّ أعضاءٍ تُذكّرهُ "المآذِنُ والقبابْ "
واجعلْ لهُ زوجا ً وطفلا ً كي يلاعِبَهُ
فلوحدهِ إن عاش َ رَبُكَّ قد يُصابَ بالاكتئابْ
دعهُ ينَم لا تُبقِهِ ليلاً نهاراً ...حارساً
فالربُّ إن يتعبْ يُصَبْ بتوتُرِ الأعصابْ
فيُقتِّلَ الاطفالَ أو تُمسي النساءَ أراملا ً
يغدوا إلهاً حاقداً ويُمارِسَ الارهابْ
ويُهَجِّرَ الأقوامَ مِن أوطانهم ظُلما
ويُشرِّدَ الضُعفاءَ في ظِلِّ الحِرابْ
لو كان عندي مِثلَ موسى والمسيحِ واحمدٍ
سِعَة ُ الخيال ِ... أو البلاغةَِ في الخطاب ْ
لَصَنَعتُ ربّا ً عادلاً مُتواضِعا ً أهديتُه
للعالمين َ لإُصْلِحَ الأرضَ الخرابْ
#خالد_حميد_حسين_البطاينة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟