أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - طائر الباتروس-1-














المزيد.....


طائر الباتروس-1-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 14:55
المحور: الادب والفن
    



استفزَّني المقال الذي كتبه المفكِّر إبراهيم محمود بعنوان "مكتبة إبراهيم محمود للبيع" والذي نشره في أحد المواقع الإلكترونية**، ليس بغرض الاستعراض، والبحث عن الإثارة، وهو المبدع الذي أنتج حتى الآن، أكثر من ستين كتاباً نشر أكثره في أكبر دور النشر العربية مثل"دار الرَّيس اللبنانية"، وتتوزع كتبه بين الدراسة، والبحث، والنقد، والأدب، والترجمة، مكرِّساً وقته بين الغوص في بطون أمَّات الكتب والكتابة، وهو المبدع الأكثر غزارة، وعمقاً، كما يشهد له المنصفون من قرائه ودارسيه.


في مقاله الأخير، هذا، يتحدث إبراهيم عن دواعي عرض مكتبته، كاملة، للبيع، وهي من أكبر مكتبات الكتاب، حيث تضمّ بضعة عشر ألف كتاب، في مختلف المجالات، والموضوعات"-وهو ما أدرجه بعيداً عن عالم الإعلان"- ولعل مكتبة كهذه، يجمع لبناتها مثقف من طراز إبراهيم، على امتداد حوالي أربعة عقود من عمر كتابته التي بدأها شاعراً، وها هو أحد المشتغلين البارزين في مجال الفكر والبحث والدراسة العميقة، تعتبر ذات قيمة إنسانية فريدة..!.
مسوِّغات إبراهيم التي يقدمها، في "إعلانه" السريع، تكشف عن الواقع المعيشي الأليم الذي يمر به، كمدرس متقاعد، لا يؤمن الراتب الشهري البسيط الذي تعيش عليه أسرته مايكفي لتأمين احتياجات أسرة متقشِّفة زاهدة، عشرة أيام فقط، في الوقت الذي يحتاج أمثاله من المبدعين والباحثين والمفكرين الكبار إلى مايحميهم من ضنك العيش، ومهانة العوز، ومذلَّة الحاجة، لأن من تقرأ كتبه في قارات الأرض جميعها، وتغدو رؤاه، جزءاً من الثقافة الإنسانية، ومحجة، لحريٌّ بأن يتم الاهتمام بتوفير أسباب معيشته، وهو واجب على من حوله من المؤسسات المعنية بالإبداع البشري.

وإذا كان الكاتب، قد أشار في مقاله إلى"طائر الباتروس" كبير الحجم الذي يعيش في نيوزلنده، وأطلق خبراء البيئة منذ سنوات صرخات استغاثة خوفاً على مصير هذا الطائر المهدَّد بالانقراض، على يدي الإنسان، فإن لذلك رمزيته الواضحة، لاسيما إذا وضعنا بعين الاعتبار بعض خصال هذا الطائر، وأولها أنه يحقق الرقم القياسي، في حرصه على فراخه التي ينقل إليها طعامها، غير آبه بالأميال الكثيرة التي يقطعها، منجذباً إلى رائحة عشه، ومكانه، وحرصه على تحقيق معادلة"غريزة الاستمرار"أو"البقاء"، كما أن من أهم صفات هذا الطائر التحليق في الأعالي، دون أن تلفت اليابسة انتباهه كثيراً، مايجعله استثنائياً، كريماً،أصيلاً، محافظاً على جملة سجاياه...!.

حال إبراهيم محمود -هنا- هو صورة طبق الأصل عن حال المثقف المعطاء، عبر التاريخ، وذلك على ضوء قراءة السير الحياتية لأعداد كبيرة من هؤلاء، لأن الانشغال بميادين الإبداع الإنساني، يقصي المبدع عن النجاح في تحقيق معادلة التوفيق بين أطراف معادلة علاقة الحياة الشخصية بالإبداع، لاسيما إذا عرفنا أن "صناعة الكتاب" في مجتمعاتنا، لم تصل، بعد، إلى تلك المرحلة التي تمكن الكاتب من الاعتماد عليها، في مواجهة متطلبات الحياة الهائلة، والمتشابكة...

إن مكتبة كاتب بارز خدم الثقافة الإنسانية، وقارب الأسئلة الكبرى الأكثر حساسية -وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معه- تعد - في حقيقتها- كنزاً مهماً، ليس من خلال محتوياتها الكثيرة، ومن بينها ماهو نادر من الكتب التي تركتها بطون المطابع، بل لأنها جزء من عالم مبدع استثنائي، وإن حمايتها، هي مسؤولية كل من حوله، لاسيما وأننا نعلم -أطال الله عمر الكاتب- كيف أن مكتبات مبدعي العالم تغدو جزءاً من المعالم الثقافية البارزة لدى الشعوب التي تحترم كتابها، وإن تكريم كتابنا في حيواتهم، من قبل من حولهم، يكمن في توفير أسباب الحياة الكريمة لهم، لأن ملايين الجوائز الكبرى لا تعني أي شيء، بعد رحيل المبدع، مهملاً، معوزاً، جائعاً، كليم الروح، مهدّداً بصفو اللحظة التي من شأنها احتضان الإبداع....!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكاديمية العليا للجريمة..!.
- إعلام الثورة ثورة الإعلام -قراءة نقدية
- مابعدالأسطورة:
- الجيلان الإبداعي القديم والجديد:من التنابذ إلى المواءمة
- إعادة تشكيل العقل
- الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة
- أطوارالرئيس الزائف
- ثلاثة انشقاقات:
- -الطاغية يتوضأبالدم..!-
- عيد ناقص
- إعزازيات.....!?
- الكرد والثورة: مالهم وماعليهم
- صدمة الثورة وسقوط المثقف
- لطفل كاتباً
- مالايقوله الإعلام السوري؟!:
- رسالة بالبريد العاجل إلى رفيق شيوعي قديم..!
- حلب ترحب بكم.*.!
- كيف أكتب قصيدة؟
- -قصائدحلب-
- الافتراء على الكردوالتاريخ..!


المزيد.....




- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - طائر الباتروس-1-