أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - سر باولو كويليو ...!














المزيد.....


سر باولو كويليو ...!


حنين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 3842 - 2012 / 9 / 6 - 20:06
المحور: الادب والفن
    


كنت اعرفُ أن لـ باولو كويليو سرا... ! سرٌ خطير جدا يجعل رواياته تدخل القلوب دون أن تستأذن من أصحابها ويجعل منه يسرق انتباهنا غصبا عنا، وقد اقتفيت آثار هذا السر لأكثر من خمسة أعوام، كنت أقرأ فيها ما يكتبه وأعيد قراءته من أجل اكتشاف الخلطة السرية التي يتبل بها شخصياته، ومن أجل معرفة الكود السحري الذي يفتح لي حقيبته الدبلوماسية الروحية لأقرأ ما فيها وأشفي فضولي المعرفي العنيد.
ولأكون صادقة جدا – ولا أخون مبدأ صدقي- فإنه لابد لي أن أعترف أنني لم أجد أبدا في رواياته ما يدلني على حل مشكلة علامة الاستفهام في رأسي، وكنت أرجع ذلك لكوني في أغلب الأحيان أغوص مع الشخصيات والأحداث وأنسى سبب قراءتي للرواية من جديد في كل مرة.

فهذا السر... لم أكتشفه لا في "الزهير "ولا في 11 دقيقة ولا في " فيرونيكا تقرر أن تموت" ولا في "الخيميائي" ولا في أي رواية من رواياته الأخرى مع أني قراتها باللغتين : العربية والفرنسية، وكنت أنوي أن اقرأها بلغات أخرى أيضا إلى أن وقعت على كتاب لا اعرف كيف أفلت مني قبل تلك اللحظة.
الكتاب اسمه " كالنهر الذي يجري" وهو ليس رواية إنما مجموعة حكايات تشبه المذكرات ، كتبها باولو كويليو من خلال تأملاته ومصادفاته اليومية. وسأعترف مرة أخرى أنني لم أتحمس لقراءته، لأنني تعودت ربما على الأنا المتضخمة للكتاب عادة، هؤلاء الذين يصورون أنفسهم بطريقة ملائكية خالية من الأخطاء والكولسترول، فيجعلوننا نشعر حينما نقرأهم بأننا نقرأ مغامرات سوبرمان أو سوبر ومان.

إلا أن باولو كويليو فاجأني بطريقته الجميلة في التعبير عن نفسه، ورويدا رويدا رحت اكتشفه من خلال السطور، وأكتشف إنسانا...!!! إنسان لا أعرفه ولا يعرفني ولكنه جعلني أبتسم له ولتصرفاته ولما يقوله ببساطة بعيدا عن التعقيدات والفلسفات والخطب المنبرية. عرفت لحظتها لماذا لم أستطع فك اللغز طوال هذه السنوات، إذ أن حله كان في شخصية روائية لم اقرأها في رواياته السابقة كلها...الحل كان في شخصية البطل في رواية حياته ...شخصية باولو كويليو.
السر الذي بحثت عنه طويلا كان أمامي ...ينساب كالنهر الذي يجري ويقول لي أن شخصية الكاتب الحقيقية في عالمه الحقيقي هي ما يصنع الدهشة في عالم شخصياته الخيالية، وأن المعادلة التي أبحث عنها في مختبر الكيمياء البشرية الذي أعيش فيه ماهي سوى معادلة طبيعية جدا ولا مصطنعة ومرتبطة بنظرية : دوران الشمس والأرض.

لقد استطاع باولو كويليو أن يخلق عوالم متفردة في الرواية العالمية لأنه لم يجعل نفسه الشمس، لم يبحث عن السطوع والظهور كما يبحث كثير من كتابنا وأدبائنا وشعرائنا من خلال تحويل أنفسهم إلى مركز يجب على كل المجموعة الشمسية أن تدور حوله، إنما جعل نفسه الأرض وجعل العالم كله الشمس....فرأى وانكشفت له الرؤية جيدا: باولوا كويليو يبتعد قليلا عن الصخب ليشاهد من بعيد فقط...ويجعل من الآخرين مركز اهتمامه ولا يجعل من نفسه مركز اهتمامهم، إنه يراقب دواخلهم بمحبة...يتسلل إلى أرواحهم ببساطة، يحاول معرفتهم ويكتبهم كما هم دون أن يضيف فلسفته ومكياجه وتنظيره عليهم...إنه يغوص فقط في هذه المعرفة أكثر فأكثر ليصورها في روائعه ويصوغ بصدق شكل الإنسانية الحقيقي لا شكلها من وجهة نظره.
باولو كويليو لا يريد أن يكون أي شيء آخر سوى إنسان بسيط ومحب وطيب وصالح ومتواضع، لا يهمه عدد قرائه ولكن يهمه حبهم له وحبه لهم، ولا يهمه مدى اتساع ربحه المادي من نشر الكتاب بقدر ما يهمه ما قدمه فيه من إبداع... ولا تهمه لا جائزة البوكر ولا جائزة نوبل ولا أي جائزة بقدر ما تهمه ابتسامة امتنان على شفاه قارئ مجهول....! ها قد عرفت الآن سر باولو كويليو وارتحت من فضولي...وعرفت أيضا سرا آخرا لابد أن يتعبني كثيرا!!!
حنين//



#حنين_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن اقرأ لك هذه القصيدة أبدا
- أفكارٌ بلون ٍ أحمر
- رسالة إلى مظفر النواب
- متى سنغيّر ما بأنفسنا؟
- أغنيات بتاريخ إنتهاء صلاحية
- العرب ... لديهم مواهب -أمريكية- !
- الحفاظ على الرأس المرتفع : دور الإعلام العربي في الثورات الش ...
- كل عام وأنت نزار قباني
- قبر الغريب
- اليوم العالمي للرجل
- المدن كالنساء
- فلسفة الكعب العالي
- سحر أبيض وأسود
- المصفقون
- هيباتيا: شهيدة النور
- أبطال من ورق
- لازاريوس بروجكت
- فنجان قهوة
- أنتَ ؟ : أنتَ الذّاكرة
- نقطة...أول العطر!!!


المزيد.....




- مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و ...
- إنطلاق مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ43 + فيديو
- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...
- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنين عمر - سر باولو كويليو ...!