|
لم تكن لهذا الوطن راية نرفعها قبل هادي المهدي
أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3842 - 2012 / 9 / 6 - 07:12
المحور:
الادب والفن
كمثقف عراقي فخورٌ لأنني عشتُ هذا العصر ليس لأنه عصر أنذال و لصوص و خونة بل لأنني عشت هذا البهاء العالي عصر الشهيد الخالد هادي المهدي و في عينيه فتحتُ عينيّ حكاية لأحفادي و موقف لبلادي
هؤلاء الذين يقولون لماذا نجعجع ونلطم على الشهداء لماذا لا ندخل العراق و نناضل ؟ في الحقيقة أنا لا أعرف من أين يجلب بعض المثقفين النقود لتغطية تكاليف سفرهم و تنقلاتهم وحجوزات فنادقهم و طائراتهم أنا أُطالب فرق الموت بتغطية تكاليف قدومي إلى العراق وسآتي إليهم كالخروف أو كما عاد حسين كامل إلى صدام حسين ثمّ هناك طوائف لا يحق لها النضال في العراق يعني( مكروهه و جابت بت )، أو (لفو ويدبّج) لا يوجد مسيحي يرفع صوته في ساحة التحرير و يكون في الواجهه أما السنّي فلا حياته نضال ولا موته شهادة ، السنّي عبوة ناسفة متحركة الصّابئي( ياكل بشوش أحسن إله و للسياسة) هذا مع الأسف هو واقع العراق اليوم ، واقع طائفي معارك المصير ليست في حروب الخارج معركة المصير العراقي هي محاربة الذات أيها المثقفون الشجعان يامَن واجهتم وحوش الأفكار المخيفة والقاسية انهضوا أيها العمالقة أنا هنا على قارعة الطريق يدي على قلبي بآنتظار مواكبكم الظافرة كلّ شيءٍ يموت عندما يختنق إلّا الشّعوب فإنّ الخنق لا يمكن أن يقتلها يزداد حزني عليك يا هادي المهدي ولا يخبو لكنني مصاب بمرض اسمه محاولة إيجاد تفسير لكل شيء عام 1990 كنا على قبر أخي سلام الذي مات بعمر الزهور كنا جميعاً نبكي حتى قاريء القرآن كان يدمع ويتوقف ، لكنّ أبي كان أجهشنا ولأنه ماركسي أعجبني أن أسأله : ولكنك لا تؤمن بالروح يا أبي فقال : أنا أبكي على جسد ولدي الجسد يتألم ولا يشعر به هو لأنه قد مات لكنني أشعر به لأنني أبوه . لقد كان ذلك أعمق درس في ( المادية الروحية ) يا هادي الجسد يستمر في الحياة وينكمش من فكرة الموت والإنتحار لكننا جميعاً ، كلّ جيلنا انتحر فلسفياً ولم يبق سوى الجسد سيأتي يومٌ ينضج فيه رأسي و يغدو يانعاً عندما يحين قطافه سأبحث عن الحجاج الجميل هذه دورة الرؤوس في الطبيعة فابتسم يا هادي المهدي الرصاصة التي اخترقتْ رأسك اخترقتْ رأسي أيضاً وقلبتْ أفكاري لأنه حين يحدث فراغ لا بُدّ أن يشغله أحد الطبيعة لا تقبل الفراغ سقراط كتب على معبد دلفا : اعرفْ نفسك أنا مَن أنا ؟ أنا رجلٌ مريض لقد جلبتُ الوباء و طهوتهُ بالحُمّى سوف أنتشر يا إلهي ! اللحم البشري لذيذ الإنسان شفاءٌ لأخيه الإنسان الشعوب التي يأكل بعضها بعضاً تتساقط أسنانها بسرعة بينما الشعوب التي يعشق بعضها بعضاً تلمع أسنانها في ظلام الزمن و تتفتح قلوبها بالأمل جميعنا في محنة و يبحث عن خلاص وما اهتمامنا بالشعراء إلا بسبب هذه المحنة يعتقد الناس بأن الشاعر مسؤول عن الطمأنينة والهدوء هو في الحقيقة ينجح حيث يفشل الدين خصوصاً مع تلك العقول الذكية المفكرة يعيدها الشاعر بالتضحية والألم إلى النفس والذاكرة يصبح الشاعر الوطني معبراً للضمير يصبح هو نهر الأردن الذي يجري تحت يوحنا المعمدان نهر الأردن الذي عبره هادي المهدي على كل حال هادي المهدي ( فلتة ) شيء عجيب ، لقد حول الخراب إلى مسرح وصعد عليه كأي بطل شكسبيري حتى أصحابه شعروا بالغيرة من هذا التألق حياً و ميتاً هادي المهدي هو يوحنا المعمدان هو الحلاج هو رجلٌ سمع صوتاً يقول بأن عليه أن يسير إلى الموت بقدميه لا ينتظره كما نفعل نحن . لا يمكن لإنسان نزيه أن يستلم وساماً من السفير العراقي في المساء و ينشر قصيدة ضد الفساد في الصباح كما فعل شاعر الجنادرية نحن نعيش عهد أشباه المثقفين والتزوير . بل الحكومة العراقية كلها هكذا فرئيس الوزراء نفسه ينتقد الفساد والسيد الحكيم يحارب الطائفية و السيد مقتدى يدعو لوقف التخريب والمليشيات و الدليمي والهاشمي يؤسسان جبهة ضد الإرهاب والعنف . والچلبي يحذر من الإحتلال وربما أبو درع يدعو لتطبيق حقوق الإنسان وأتباع الزرقاوي ينادون بحقوق البيئة واحترام القانون هذا عهد لا مكان فيه لهادي المهدي الطاهر . لأنه عهد حاميها حراميها ، هم اللصوص و هم العسس المثقف التوفيقي المنافق هو الوجه الآخر لهذا السياسي التوفيقي بحيث تسقط اللغة والإنسان معاً إلى الحضيض يتآكل المعنى والموقف حثالات ثقافية و سياسية في عصر الإنحطاط لا تكف عن ترديد أسطوانة البعث و صدام حسين والنظام السابق لأنه لا توجد خسارة في ترديد هذه الأسطوانة ماذا عن السعودية ؟ ماذا عن إيران ؟ ماذا عن الإحتلال ؟ ماذا عن الحرب الأهلية الكامنة والقائمة ؟؟ الناس تقرأ أسعد البصري لأنه مشرد يعيش في القمامة و يشتم كما يحلو له عاش هادي المهدي بطرس الشهداء و صخرة الوطنية و سفينة النجاة لم تكن لهذا الوطن راية نرفعها قبلك يا هادي المهدي
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنّ صلاتي و نُسُكي و محيايَ و مماتي
-
أسبوع هادي المهدي
-
ربُّ الشّعراء / ربُّ الشِّعرى
-
المعنى
-
يسيل غناؤك من النافذة
-
لأن فائز حداد فاضحٌ غسيل الأعين بالتيزاب
-
حوار حول الحب والشعر
-
مسلمات ينبغي تكرارها بكل أسف
-
عودة الشاعر المنتظر / سعدي يوسف
-
الطفولة منجم الشاعرة الأمريكية لويس گلوك و عشها
-
مسكنات في الوريد هذه الحروف العربية
-
خبَبُ الشِّعر
-
ليلى الصيفي
-
إنعام الهاشمي في نصب الحرية و في قصيدة إيلوار
-
إلى سعد الحجي عن الأدب الوطني واللغة والحرير والذهب
-
عزائي كتبه عبد الزهرة زكي والحب عزاء الفاشلين
-
نهاية الصعاليك
-
سبينوزا و أنا سيرة شخصية للعذاب
-
واصف شنون ملحد عراقي محترم
-
شرود البقرة
المزيد.....
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
-
مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا
...
-
مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ-
...
-
أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21
...
-
السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني
...
-
مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|