|
و رصاص...
لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان
(Lama Muhammad)
الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 20:59
المحور:
الادب والفن
رصاصة البداية:
كلما حاولت جدتي الكبرى أن تعيد الرصاصات إلى ( القن).. تنط لها ( رصاصة) لا تبيض كديك مغرور.. تئز: سأقتل حفيدتك..
تبكي جدتي ( الله يرحمها).. بينما أنا أضحك و أنثر القمح سلاما. **********
رصاصة للنصيحة:
أي نفاق هذا ؟! أضع يدا في يد من اغتال " ناجي العلي".. و يدا أخرى في يد من اغتال " فرج فودة".. و افتح قلب الوطن لسلالة مفجري الحادي عشر من أيلول بتعدد جنسياتهم و توحد كلماتهم فوق المذبوحين.. ثم أنادي: أنت أيها ( العميل) لم لم ترض بأن تشارك في المزاد، فتبيع تلك البلاد، و تزهق حتى الدماء التي كانت يوما تحمل الأزهار؟!
أيها ( العميل) لما وقفت على سطح بناء ( الفيسبوك) تراقب الدماء و تحذر من القادم الأسوأ، انزل اقتل و بارك نهاية وطنك و حذار حذار أن تفكر حتى في كشف الحقائق، لأنه ( النقاب) فرض عين و غرض إجبار من كل من باع وطنه على اختلاف ( طائفته) السياسية و التي أضحت صنما أكبر من الطائفة ( الدينية). أي نفاق أيها ( السفهاء)؟!
التوقيع: من لم يقبل يوما أن ينافق لأحد لا قديما و لا حاضرا.. ينتظر رصاصة صديقة و أخرى تربطه معها قرابة دم. **********
رصاصة عشق:
يا ولدي قد مات شهيدا من مات (على دين) المحبوب.. يعني على دين الحب برصاصة ( دجاجة) أو بسهم ( كيوبيد)..
يا ولدي في حكايا الغرب تنتهي الحكاية بأمير.. و في حكايا الشرق تبدأ الحكاية بأمير..
ياولدي عندما كنت في سن المراهقة الذي قفزت فوقه بكهولة ( الأولى ) على المدرسة.. كنت أكتب دوما:
سأحب مسيحيا..
كان عندي ذلك الإيمان أن الحب يلم و لا ( يلام) عليه.. كنت أفكر أن حبيبي ( المسيحي) لا يحق له أن يشارك في حبي زوجة أخرى.. و لا هو سيفرض نقاب الجسد على (تنانيري) القصيرة...
كبرت و اكتشفت أن الأمير لا يبدأ الحكاية و لا ينهيها، بل يكون بطلا فيها.. اكتشفت أيضا أن الحكايات (تغلو ) بكثرة أبطالها..و أنه الخائن يخون بشرع و بلا شرع.. بفتوى و بلا فتوى.. و من يفرض نقاب ( العقل) يفتح الطرق للريح لتطير ( التنانير)..لذلك قلت:
سأحب إنسانا يموت على دين ( الحب).. يا ولدي! **********
رصاصة هزيمة:
" مايكوفسكي" الشاعر الجميل الذي أسقط كل شيء في قصيدته "غيمة في سروال".. و قال: (فليسقط حبكم. فليسقط فنكم. فليسقط نظامكم. فلتسقط ديانتكم).
كان لديه ذلك الحس الغريب بأن الحقيقة لا تنتصر إذا لم يسقطوا ككل.. أفكر فيه اليوم.. في قصة تحديه، ثم في انتحاره كمهزوم.. أجل كمهزوم فلا يتوقف عن السعي لحلمه إلا المهزوم..
و أنتم أيها المهزومون برصاصة ( دجاجة) لتحل عليكم لعنة الدجاج فتحرمون متعة الطيران.. و ليسقط حبكم إذا كانت المحبة ترهن بالمورثات و الطوائف.. تصوب النيران و تقتل المخالف..
ليسقط فنكم إذا كنتم هواة أنصاف حقائق، و تخافون حد ( الحيونة) المسدس الجديد المصوب إلى جبهتكم ممن رحلوا ببلدانكم إلى الهاوية.
ليسقط نظامكم إذا كان يعتقل و يذل.. يعتبر الديناصور نحلة صغيرة ثم يقارعها بأسطول...
لتسقط ديانتكم إن كنتم تعتبرون أن الدين طوائف و لحى.. و حور عين..
ليسقط الجميع و لنترك السماء حرة طليقة لوحدها و في حالها.. عندها فقط يستطيع المؤمنون رؤية حنية " الله" في سماه. **********
رصاصة للحلم:
لا تقل ل" عصفورة الشجن" أنا مثل عينيك بلا وطن.. بل قل لها أنا مثل كل البسطاء بلا عينين..
سامحينا يا "عصفورة الشجن" .. فالوطن هرب منا نحن البسطاء الذين نصدق كل شيء..
نبيع الكعك على زاوية المدرسة و عندما يمر المسؤول بسيارته الفارهة نعطيه كعكة (ببلاش)، و لما نشاهد شيخ الحارة نركض خلفه لنقبل يده و نعطيه كعكة ب( بلاش).. و عندما يمر طفل فقير نعبس في وجهه و نقول له: (إذا ما معك مصاري ليش لتجي لهون.).
الوطن هرب منا نحن البسطاء الذين نصدق كل شيء.. عندما يمرض طفلنا في مساء أسود نقول " قدر" و عندما يموت و لا يجد شيخا أو مسؤولا يساعده نقول " قضاء".. و عندما ينادون في الأخبار أن " الله" يحتاج للمساعدة نركض و نحيي على الجهاد...
هكذا هرب منا الوطن نحن البسطاء الذين نصدق كل شيء، و عندما قررت "عصفورة الشجن" أن تطير لم تجد السماء لأننا كنا قد أفضناها اقتتال..
و إذا ما حكيت لأطفالك الحكاية قل لهم: أن " عصفورة الشجن" كانت تنتظر (الدجاجة) لتطير، لكنها رصاصة تلك التي تطير.. و العصفورة التي لا تعرف أن الدجاج لا يطير و لن يطير.. دفعت الثمن جناحين. **********
رصاصة لم تأت بعد:
و كلما سألني أحد الأمريكيين: من أي الأوطان أنتم؟! أقول في سري: متى ستزداد معرفتكم و جهبذتكم و تشبهون ( العباقرة) عندنا، فتسألون: - من أي طائفة أنتم..
أنظر إلى السوريين حولنا و أقرف من شرذمة غالبيتهم و التفاف كل ذي رؤيا حول من يؤيد صحة رأيه..
السوريون أحفاد أول أبجدية في التاريخ، لكنهم للأسف يستخدمون اليوم أحقر أبجدية في التاريخ (لغة ) سلاح.. تخوين و طوائف..
و مازال في الأفق رصاصة لي و .. أمل... **********
رصاصة النهاية:
كلما حاولت حفيدتي أن تزرع ( الرصاص) في مزرعة للنرجس.. تموت الرصاصات من البرد و الصدأ.. و لا يبقى في المكان إلا الصقيع يغلف أرضا ستثقبها ( النرجسات) بعد حين.
يتبع...
#لمى_محمد (هاشتاغ)
Lama_Muhammad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-فياجرا-
-
كونوا ( عقولكم)...
-
هكذا نتخلف
-
جرس الغوص و الفراشة -برسم الأمل-
-
الدردك ليس للمؤخرات.. و الثورة كذلك
-
ذكريات عن عاهراتي الحزينات
-
أزمنة مائية - محض تشابه-
-
تدنيس المقدس
-
هيروين و مكدوس.. و دوائر
-
-غيرنيكا-
-
التيار - الرابع-
-
سلام عليكم...
-
-سوريا- يا حبيبتي..( خارج سياق رمادي)
-
يا ( علمانيو) العالم اتحدوا...
-
مرتدة!
-
غرائز
-
لا دينية!
-
-الزبيبة - تحكم...
-
لنتصلعن- علي السوري7-
-
خارج سياق ( مسلح)
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|