|
سرادق كائن مجروح ،،مستوحاة من قصة واقعية
أثير محمد الشمسي
الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 18:30
المحور:
الادب والفن
سرادق كائن مجروح مستوحاة من قصة واقعية
لن أجلس بعد اليوم وإنا بعيدا شاردا مهووسا بالتفكير بمن لا يستحق أن أتكلم عنه بهواجسي لأن حياتي كما عرفها لي أحبتي ،ومن يهتم إلى أمري، تحمل في طياتها إبعاد تأملية وفكرية حقيقة .
حياتي كفرد بين أسرتي، بمجمل تناقضاتها تحمل واقع الولد المطيع والمشاكس والمزعج وهذا ما سوف اسرده بين سرد الطبيعة وبين واقعي كانسان. بين مجتمع تنزلق به كثيرا من العناوين الخادعة التي لأتحمل شعور المحب الذي غربته حب الإنسانية قبل كل جوهر الفارس المصاب بسهم مسموم بين خافقة . حيث اتخذت لنفسي أسلوب الطيبة بشكّلها العفوي الارتجالي وصدق الرؤية الشجاعة في أعماق الروح التي أهداها الله لي وليس غيره ذلك الإله الذي يسير معي على فهمي ومعتقدي به.
في همساتي وأنفاسي ذلك الرب الذي اعلم انه لا يتركني لمجرد خطيتي أو زلتي، وبعد مواجه موازين العالم العملي الذي كنت أتمناه لكي أجسد بوادر فهمي لحرية قيد الأسود التي كبلتنا من طغاة الحب والنار لمدة ثلاث عقود .
فوجئت بتشوهات هذا العالم وتكشفت لي حقائق وحقائق أصبحت أوهام متلبدة كأنها سحابة سوداء ،وكأنني دخلت إلى عالم التأثيرات الخارجية الذي يفقد الإنسان به جاذبيته .
فرجعت وجادلت روحي التي أهداها الرب لي ،فتارة أكبتها وتارة أقمعها وتارة ارضخ لها رضوخ البليد الذي يريد أن يعيش حقيقة مشوهة لأتعرف معنى الحقيقة . الآ من خلال وضعها الاجتماعي الزائف ، الذي يصعب عليها اختراقه ليس أيمانا ولكن ، لكي تحفر ببواطنه ومن حوّله معالم التواضع والانصياع والتغيير، فضاع حلمها كما كانت تقول وحلمي كما كانت هي تقول أيضا ،عن نفسي، وعن رغبتي ،وعن قناعتي .
كما كانت هي تقول .
أريد أن تكلم معك يا نفسي. أريد أن أتحدث معك يا دموعي. أريد أن أبحث عن نفسي بين أمراضي التي تولدت بين روح سجيا الخير وبين جسم كان ولازال لديه وفيه ما فيه من بأس وخير .
وسؤالي لك أيتها المنكشفة:لماذا يفقد بني أدم حقيقته و صفاته ويتحول إلى شبه إنسان ومن أجل من، أليس الإنسان عاش ويعيش لكي يجسد موقف يتمناه في حياته المبهمة لا أعرف ماذا أجيب .
عفوا يا نفسي لن أجيب عنها لن أجيب عنها لأنها لا تستحق أحرفي هذه لو كنت سطرت هذه الكلمات قبل ما يسمى بعيد الحب لهذا العام لكنت استطعت أن أجيب بدلا عنك ولكن .
عيد الحب لمن يحب وليس لمن لا يفرق بين الحب والمتعة وبين الرغبة والشهوة وبين الخوف على، والخوف من . بين اسطر حكايتي دخان متراكم ، حيث وجد نفسه بين رغبت الواحد بالأخر.
وقد يكون دخان سكائر ،ولد من رحم الراحة عندما كنت انظر إليها وهي تحترق بجمر صنعناه بقدرتنا ووعينا الذي تجسد بجمرة السكائر المنتهية لا محال وكيف تنتهي .
تنتهي أما بلعاب تبادلنها إما فركا تحت الإقدام وكما تستحق هذه أو تلك من السكائر ، فقررت ألا أفرّط في شيء نعم شئ وليس ،غير شئ ، أنت شئ كنت قد أحببته و بعد اليوم ، أصبح ذكرياتي المزدحمة القابعة بين قسوت تكوينها وبين ذاكرتك .
وتمضي حكايتي متنقلة بين تداعيات فكري واستنتاجات من يحبني وليس من يتمتع ويتراقص على جراحي ومشاعري وأهاتي وزفراتي، يحبني بحسه الشفاف
وبلغته المعبّرة عن صدق مكامن روحه الدافئة حيث لا يمكن أن يكون الالتباس بالموضوع وارد بين طيات كلماته وأنفاسه بعين الخداع الذي تعرفينه . فلا قياس حقيقي بين حب عائلتي وأصدقائي ومن شاركني قصتك المبعثرة الدغمائية الكئيبة الحزينة وبين زيفك وخداعك ولذتك بالتمتع بشغاف قلوب هوت ولا تخاف الهوى يوما بك أو بغيرك ولمن يستحقه يكون أسيرا أو ليس الموت كفى بالإنسان رادعا .
فكيف لي وإنا كنت يوميا اركب الموت بين شوارع وأزقة بغداد الحبيبة بين أحياءها هنا وهناك متجسدا بدور الفارس لما يعرفه ويعنيه المحب، وآسفا ،على أصولنا الشرقية التي علمتنا كيف نحافظ على ما نحب وتبدلت بثقافة التسلط والقسوة والجاه ونكران الأخر التي يمتلكها من يتحكم بمصيرك .
فتعسا لهذه الحياة التي تعيشينها وأنت لا تملكين القدرة لتصبحين كائناً بشريا لا سلعة مبذولة ببخس المال، وكل هذا حصل لكي تصطدمين مع واقعك المريض البعيد عن مفاهيم الحب والألفة والخير والشجاعة والكرامة وتقرير المصير الذي يمتلكه غيرك لا بل غيركم . تعسا لهذه الأحلام، وتعسا لمن يعترف بها ولو كنت أنا.
لم أكن أدرك يوما أنك لا تعرفين ولا تستطيعين ولا تجرئين أن تحبين ، أتعلمين لماذا لأن هذا الإحساس لا يستشعره إلا الكائن الحر وأنت لست كذلك بطبيعة تربية الكبر والعنجهية العمياء التي تمرس فؤادك عليها .
أنت أبشع من الانسلال وانسلاخ للمعاني من مفاهيمها ، أنت أخر عملية لمعرفة الحقيقة من الزيف ، أنت أشباه الكائن الذي لا يستقيم إلا بتفريغه من طاقة الحب العظيمة . والتي هي وحدها تميز البشر ، فطعمك يختلف عن رائحة حبي لك ويكفيك هذا الحب إن تعيشين من خلاله أينما كنت ومع من كنت وسوف يجن جنونك بنظرة الآخرين وهم يهمسون ويقولون كيف عاشت الصدفة وكيف تمزقت بخاتم تضعه على خنصرها أو سبابتها .
وكل هذا لكي تجدين روح الحرية الضائعة ،سوف تخسرين وجوه وقلوب مرسومة بحشمة الحب ، والتي جاءت وقائعها مختلفة تماماً عن ما فكّرت به وما أراده الذات الذي كنت تحملينه ومن كان قد يحمله أحدا لك لكي يبقى مصيرك مجهول، والحماقات التي تملأ رأسك المخدوع ويظل يعتقد بطلان وقسوت وتشويه كل ما تمناه وما سوف يتمناه فؤادك الخالي من موازين رجفة العشق الذي تغنيتي بها ،لا بل كل من يعتقد أنه سائر في طرق التحقيق سوف يسألونك يوماً كيف الحياة عندما مرت و سوف تمر كيف ضاعت وسوف تضيع .
بخداع تافهة كهذا تضيع الحياة وتفقدين ما كنت تطلقينه منى كنى علي ولدي ،أبي ،حبيبي و ،و،و.
لا يا خائنة الروح الحياة محدودة بزمان ومكان بفضاء وسماء لا تضيع في أمور غير محددة إلا أنها لا تعيش نشوة الإحساس ،وكيف لك أن تجسدي رواية جديرة بالمتابعة والقراءة ومثيرة للاهتمام وأنت لا تستطيعين إن تقررين شوقك لمن يذهب ولمن ينبض قلبك ، لأنك أضعف واهون من ذلك بكثير .
إما أنا بهذا المساء المنصهر من أشعة الشمس والدف البارد بمساء ناعس نزلت فيه قطرات الندى تعانق تراب بيتنا الذي كنت تتمنين أن تكونين بقربه،قررت أن اجلس مع نفسي وأن اجلس معك .
وفعلا جلست وكنت محايدا بعيدا عن ذات المحارب الذي جرح والذي يريد أن يشفى من جرح لا يتألم منه بقدر ما يؤلمه فاعل الجرح ،لأنه لا يستحق إن يجرح هذا الفارس الذي كان يجول ويصول في أرض الأشواك والأحقاد والمرارة من أجل حفنة من الرمل المتكسر بين أعين الناس وبين قاذورات الزمن الغابر .
جلست مع نفسي لكي أصدقها القول والفعل لكي أجسد مصداقيتها، لكي أكشفها على حقيقتها لكي أجعل من أمور الذات والحياة جوهرا ومفهوم وليس وهما لا يستحق العناء جلست مع نفسي لكي أقرر، أن اصهرها وأظهرها بمظهرها وبحلتها الصافية الخالية من مساحيق التجميل .
لكي أغنيها لبراعم المحبة لكي تبقى روايتي بين من يبحث عن صدق المعدن والجوهر وتبقى روايتي بحث مفتوحاً أمام سجلات العاشقين الذين عشقوا العشق ولم يعشقوا الزيف تبقى مفتوحة أمام القارئ كما أمام الشاعر لكي يقتبس صدقها وبعثرة أفكارها وأنت تبقين تبحثين عن وسيلة تمزقين بها غشاء الروح الذي كان يوما نعم كان يوما يكبل عقلك وروحك البليدان.
جلست اليوم في هذا المساء لكي اكتشف أن إرضاء الآخرين غير ممكن وأدرك أن إرضاء الذات يقع بفضائات عدم الإمكان ويبقى العاشق الصادق لغزك الأساسي الذي لا تجرئين أن تستنشقين فكرة حل طلاسمه ليس لصعوبتها ، لا بل لشدة وضوحها . لكي تمثلين السعادة من خلال الخيبة الساقطة أمام المراءاة التي تنظرين إليها وسوف تنظرين مغريات الجسد لم تعمل فعلها وهنا وعند هذا القدر من كلماتي المبعثرات التي جمعتها من فكري المتشظي بين حرية الذات وبين موازين الهيبة سوف أقول جملتي الأخيرة .
أنت يا من اخترت أن تعيشين في بئر الفجأة لخيالك الفوقي .وإنا قررت أن أعيش بذات روح المحارب الذي لن يعيش الذات بدون عشق .
#أثير_محمد_الشمسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاعتقاد بدموع الانتماء بعيدا عن السلوك
-
الانحراف المؤسساتي وقبور البقيع
-
عرين الاثم والسلوك ألاتكالي ( برامج رمضان انموذجا)
-
يقين المصطلح بين الرمزية والاستغلال
-
الى مسوخ المصفحات ؟
-
التهميش والتجاهل
-
العشب الأسود و عفة الكبرياء
المزيد.....
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|