ياسر السالم
الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 22:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا يتوجب علينا بإستمرار، أن نجد أنفسنا، مضطرين للدفاع عن الديمقراطية، في مواجهة القوى المتنفذة، بمجلس النواب والحكومة؟
أن ثمة إصرار من تلك القوى على تبديد حلم شعب !
***
مجلس مفوضية الانتخابات الجديد، يراد له، أن يُولد على الطريقة المشوهة، التي ولدت بها الحكومة الحالية؛ على طريقة المحاصصة والتراضي السياسي، بجسد مترهل: 15 مفوضاً بدل الـ 9.
هكذا هو الاتفاق/التسوية، الذي أعلن عنه رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، بعد اجتماعه برؤساء الكتل البرلمانية، يوم الثلاثاء الماضي.
أتفاق على التسوية، وتمرير حزمة قوانين، أختلفت مصالحهم عليها.. ثم: لتذهب الديمقراطية وآلياتها إلى الجحيم !
أبداً، لم يكن هذا الاتفاق/التسوية مفاجأةً بالنسبة لي، فقد ثبت أن الهدف الأسمى عند هذه الكتل، هو البقاء في مواقع الحكم، والسير بسرعة جنونية، نحو بناء السلطة على الركام!
***
تصويت مجلس النواب على قانون الانتخابات المحلية، بصيغته الحالية، التي تسمح بسرقة أصوات الناخبين، يثير أكثر من سؤال، حول مستقبل العراق كوطن للمواطنين، لا للجماعات !
ذلك أني لا يمكن أن أفهم، من التصويت على القانون المذكور، من دون الأخذ بقرار المحكمة الاتحادية، بشأن عدم شرعية تحويل أصوات المتبقي إلى الفائز الأكبر، سوى أنه يعني انشغال بهزيمة الخصم، أكثر من عنايته بمستقبل وطن.
وكأن السؤال المرتسم في تلابيب عقول هؤلاء (أعني هؤلاء المتنفذين) هو: كيف نفشل الأخرين؟ .. لا كيف ننجح الديمقراطية؟
نعم، أنهم لا يؤسسون لوطن، بل لمعسكرات متقاطعة ومتحاربة، لا يمد أحد فيها يده إلى الآخر، وإنما يتسلح كل واحد بخنجر ليطعن به الآخر.
***
حسناً، هذا هو ديدن يسير وفقه البعض؛ البعض المتنفذة في الحكم. فلم يكن مفاجئاً، ولا صادماً، أن يديروا ظهورهم للديمقراطية.
لكن اللامفاجىء، أو اللاصادم، لا يعني أنه غير باعث على الأسف؛ الأسف على سلوك قلة، تسرف في تبديد حلم شعب بوطن أخر، غير عراق الأمس، وغير "عراق جديد"، نعيشه اليوم، بوجع التوهان !
#ياسر_السالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟