الحرية هي الحرية بكلها وكمالها وحالتها الطبيعية

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 18:56
المحور: المجتمع المدني

الحرية هي الحرية تؤخذ دفعة واحدة بكاملها

الحرية هي الحرية يتم تناولها على جرعة واحدة وممارستها بكلها غير منقوصة وعلى حقيقتها دون تزييف او مواراة او مواربة او تمويه او خداع او تعديل او مواءمة او انتقاص او تجزئة
الحرية هي روح الحياة ولا تجزئة بالروح فاما ان تكون حيا واما ميتا
اما ان تكون حرا واما عبدا
الحرية اساسا مبنية على الصراحة والوضوح والطبيعة الاصيلة
الحرية فعل واحساس وفكر ومنطق وطبيعة وحضور وجودي
ولا تتجلى الحرية بمنطق الاغبياء او الضعفاء والمتخاذلين والعبيد والمستسلمين والموالين والمنافقين والاذناب
الحرية يلزمها قوة وذكاء وجراة وصراحة ومواجهة وثورة ونضال
والحرية لها اوجه وانواع واشكال لكنها في نفس المساحة والاطار وارقى انواع الحرية هي حرية الجنس
حرية الجنس هي الاقدم على وجه الارض مارسها الانسان المشاعي على طبيعته بعفوية وشفافية وهي من اسس القيم الاخلاقية في بناء اول لبنة بالمجتمع الانساني الا وهي الاسرة
ثم تشكلت لديه قيم الانتماء والمواطنة ونزعة العمل والانتاج والسعي للحفاظ على حياته وديمومتها والتفكير باسبابها واستمراريتها والعيش بافضل حالة
ومن هنا بدا يفكر ويبني لحياته قيما واسسا اجتماعية لتشكيل مجتمع الانسانية المتمدن الذي نراه اليوم يتربع على قمة صرح حضاري قائم على اسس الحرية الجنسية بداية
وقائم على كافة الحريات فيما تلاها تبعا للتطور الحضاري وتنوع متطلبات الحياة الانسانية وتوسعها وتعقيدها وتمددها في فضائها الكوني
وعلى هذا فان كافة الحريات الانسانية انطلقت من رحم الحرية الجنسية تلك الام الاساسية لكافة انواع الحريات ومنها توالدت وتناسخت وتكاثرت وانتشرت وتناسلت وتلاقحت الحريات الانسانية عبر مراحل تطور الحضارات منذ وجود الانسان على الارض والى يومنا هذا
اذن لا يجوز منطقيا قتل الحرية بان نعدم الاصل وننتقي الفرع
فكيف يجوز لنا ان نطالب بحرية الراي ونحن نقتل حرية الجنس ؟
كيف لنا ان نطالب بحرية الفرد كحرية المراة ونحن لا نعترف بوجود حرية الجنس لها كاصل لحريتها ؟
كيف نطالب بالحريات الحياتية السياسية والاجتماعية فكريا وسلوكيا وتربويا ومنهجيا ونحن نقصي حرية الجنس من مطالبنا ؟
فاذا كان الاصل ميت فالفروع كلها ميتة
ان الحرية ليست شكلا موضوعيا او فلسفة حياتية او سلوكا قابلا للتعود والتقليد انما هي اداة حضارية عضوية تركيبية في طبيعة الانسان يمارسها الانسان بدافع طبيعي لا ارادي وبعفوية طالب الحياة ومريدها
اذن الحرية حق طبيعي لكل انسان يبتغي ممارسة انسانيته بكلها وحسب نواميس الطبيعة وعليه فان الحرية الجنسية تقف على راس الحريات الانسانية
بل ويجب ان ينظر اليها نظرة قدسية خاصة تليق بها وتعطيها الاحترام والتقدير والاهتمام اللازم والفهم الكامل لاحيائها وتنشيط حضورها ومساهمتها في دورها الكامل في بناء الاخلاق والقيم الاجتماعية الحضارية الراقية ذات الفعل الايجابي البناء والتقدمي المعطاء
وهيا لنمارس الحرية بعمومها بداية من الحرية الجنسية كي نكون حقيقة احرار

#سامي_كاب (هاشتاغ) Ss#

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات