|
الاقليات العرقية بالعالم العربى : البدون بالكويت نموذجا
زيدان القنائى
الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 20:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هم مجموعات تعيش في الكويت وهم من عديمي الجنسيَّة في دولة الكويت، وتنتمي هذه المجموعات إلى نفس أصول والعرقيّات السائدة في الكويت، وتتمايز هذه الأصول والعرقيّات على مساحة جغرافيَّة واسعة تمتدُّ من شبه الجزيرة العربية جنوباً إلى صحراء العراق وشرقا إيران.
سمية الشَّريحة الأولى: تسمية هذه الشريحة من المواطنين بـ البدون جنسية إبان فترات التجنيس التي قامت بها الحكومة الكويتية ممثلة بلجان التجنيس التابعة للإدارة القانونية وإدارة الأمن العام -وزارتي العدل والداخلية حاليا- في السنوات1959-1965ميلادية، وقد أطلقت هذه التسمية على المواطنين من الأفراد والعائلات الذين لم يحصلوا على الجنسية الكويتية لتمييزهم عن الذين تم تجنيسهم، وقد كانت هذه التسمية ضرورة قانونية اضطرارية حينها، لتبيان صفتهم في معاملاتهم الرسمية مع الدولة إلى أن يتم تجنيسهم، وكانت هذا الاضطرارية في التسمية ناتجة عن بطء عملية التجنيس الناتجة بدورها عن بدائية وسائل النقل وبُعد بعض سكان البادية عن مراكز اللجان، ومن ثم، انتقلت هذه التسمية للأوساط الشعبية الكويتية في سياق تعاطيها مع الشأن العام رسميا من خلال البرلمان مجلس الأمة الكويتي وشعبيا صرفا من خلال تناقلها بين الأفراد، وقد برزت هذه التسمية في أواخر الستينيات حين قامت مجموعات من المطالبين برفع دعاوى قضائية ضد الحكومة الكويتية مطالبة بالتجنيس أسوة بالمواطنين المتمتعين بحمل الجنسية، وقامت الدولة بتجنيس هذه المجموعات بعد نطق القضاء بأحقيتهم المطلقة، وكون القضاء عادل ومستقل عن سياسة الدولة وله سلطة سيادية حرمت بعد حين سنة 1980 من النظر في قضايا الجنيسة حيث اعتبرت من الامور السيادية الخاصة بسلطة التنفيذية.
تسمية الشَّريحة الثانية: بعد ايقاف الدائرة القضائية من النظر في دعاوة الجنسية وبعد ايقاف التجنيس تماما مرت تسمية هذه الشريحة بمراحل متعددة تغير فيها معنى مصدر التسمية إلى معان أخرى، فمنها ماله أصل قانوني ومنه ما درج عليه شعبيا.
طالب حقوقيون وضع حل سريع وجذري لقضية البدون وإنهاء الملف الذي مضى عليه نصف قرن، مشيرين الى أن ثمة «بدون» لا يستحقون الجنسية إنما فئة كبيرة تستحق. وقال حقوقيونالذين تحدثوا في ندوة نظمتها لجنة حقوق الانسان في جمعية المحامين «تحت عنوان» حق المواطنة بين السيادة ورقابة القضاء إن ميثاق الامم يدعو الى منح الجنسية ومن حق غير محددي الجنسية الموجودون في الكويت المطالبة بالتجنيس.
بداية قال استاذ القانون د. عبيد الوسمي لايعتبر كل بدون في الكويت مستحقا للجنسية الكويتية وفي الوقت ذاته من حق البدون اللجوء إلى القضاء فلا قيمة لأي حق من الحقوق التي يتمتع بها ابناء البدون دون أن يكون لهم حق اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحق الحصول على الجنسية.
وأضاف: ان المشرع رأى ان هذا الحق من الامور السيادية التي لاتنظر امام القضاء الاداري مع دور العبادة والابعاد الاداري بيد ان منع البدون من اللجوء إلى القضاء للمطالبة بالجنسية يهدم الحقوق الاخرى التي يتحلون بها حاليا رغم أن الكويت وافقت على العهد الدولي للحقوق المدنية في قانون 12-1969. وزاد الوسمي لا انفي شخصيا أن هناك أعدادا كبيرة من البدون لايستحقون الحصول على الجنسية وهي قناعة حكومية لانختلف عليها معها ولكن من يجب أن يقرر هذا الامر من عدمه هو القاضي فقط بمحاكمة عادلة، وان أعمال السيادة تتلخص في وضع الحكومة للضوابط بما ينسجم مع الحاجات الاجتماعية أما القول أن عدم جواز لجوء البدون للمطالبة بالجنسية فلا يعتبر من أعمال السيادة نهائيا والطامة أننا نرى الآن بأن قرارات اللجان المختصة بالتجنيس باتت أقوى من قوانين الجنسية. ومن جانبه قال د.ثقل العجمي عندما وضع ميثاق الامم المتحدة في عام 1945 والتي نصت المادة الاولى منه على إحترام حقوق الانسان ولم يبين ماهية تلك الحقوق بيد أنه وبعد ثلاث سنوات وفي عام 1948 تحديدا تم إصدار إعلان حقوق الانسان وجاء الحصول على الجنسية وفقا للمادة 15 من الاعلان وتضمن العهد الدولي لحقوق الانسان في عام 1966 بأحقية التجنيس وانضمت الكويت له في عام 1996 إيمانا بها باهمية حقوق الانسان وتوجد كذلك إتفاقية للأمم المتحدة للقضاء على كافة ألوان وانواع التمييز العنصري وقعت عليها الكويت أيضا.
اضاف من جميع ماسبق نرى أن هناك إتفاقيات دولية انضمت لها الكويت تعطي الحق للبدون بالمطالبة بالجنسية والحصول عليها واللجوء للمحاكم الدولية. وقال من ضمن الدفعة التي تم تجنيسها مؤخرا كان هناك شخص نال الجنسية وفقا للمادة الثانية من قانون الجنسية « يعتبر كويتيا من ولد لأب كويتي داخل او خارج الكويت» وهذا الشخص يبلغ من العمر 30 عاما بيد ان والده نال الجنسية في عام 2007 وبمعنى انه عندما ولد لم يكن والده كويتيا وهذا مثال حي يؤكد مدى إساءة استعمال السلطة.
ومن جانبه أكد رئيس لجنة حقوق الانسان في جمعية المحامين المحامي محمد المتروك ان الجهاز المركزي لمعالجة اوضاع البدون قسمهم لفئة عليها قيود امنية واخرى ليس عليها قيود والاخيرة منحت حقوقا عدة مثل العلاج وشهادات الميلاد رغم ان الجميع يجب ان يتحلى بها سواءً عليه قيود أم لا،علما بأن كثيرا من البدون لجأوا للقضاء لاثبات عقود الزواج ويجب معاملتهم مثل غيرهم ناهيك عن ان البدون لايشملهم قانون العمل في وظائفهم بالقطاع الخاص. وأضاف لانرى مبررا في تملك البدون لسيارة واحدة فقط ومنعهم من إصدار الرخص والتجارية والتملك مثلما يتحلى بها الاجانب علما بأن ذوي الاحتياجات الخاصة البدون لاتتكفل الدولة بأي خدمات لهم وبالنسبة للسكن تم تخصيص منازل شعبية للعسكريين البدون فقط دون غيرها
اما رئيس الشؤون القانونية بلجنة الكويتيين البدون عبدالله فيروز فأكد أن أزمة عديمي الجنسية في الكويت باتت مشكلة تؤرق جميع المعنيين بهذا الشأن، نظرا لما استغرقته من سنين فاقت الـ50 عاماً دون حسم واضح يفصل في المراكز القانونية لهذه الفئة. أضاف لما كان جوهر النزاع يتمحور حول حقوق أصيلة للإنسان منها حق الجنسية، وحيث أنه لا حق بدون دعوى تحميه فكان لا بد من وجود قضاء مختص يلجأ إليه المختصمون مشيرا إلى ان عدم اختصاص القضاء بنظر منازعات الجنسية والإبعاد الإداري يصطدم مع الدستور الكويتي وما استقرت عليه المبادئ الواردة بالأحكام الدستورية والتشريع الداخلي فالمادة 27 من الدستور تنص على ان الجنسية الكويتية يحددها القانون، ولا يجوز إسقاط الجنسية أو سحبها إلا في حدود القانون « فإذا تعرض أي مواطن لهذا الامر فأين يذهب ولمن يلجأ؟
مؤكدا بأنه لانرى خوفا من اختصاص القضاء بنظر حق التقاضي والمطالبة بالجنسية ولانقبل إطلاقا التشكيك بالقضاء الكويتي العادل بإن يمنح الجنسية لغير مستحقيها
#زيدان_القنائى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رغم العولمة: الخرافة ما زالت عنوان العقل الجماهيرى العربى
-
العلمانيون العرب بين التكفير والاضطهاد
-
مصر : افلاس دبلوماسى فى مواجهة المشروع التركى والايرانى
-
شبح الدولة البوليسية واخونة الاعلام ما زالت تطارد الاعلام ال
...
-
اسرار الصراع بين ايران واسرائيل داخل قارة افريقيا وملف حوض ا
...
-
وقائع فساد صارخة داخل الجيش المصرى وقادة الجيش قسموا الجيش ا
...
-
الصراع بين السلفيين والصوفية فى مصر هل سيحول مصر الى عراق جد
...
-
الاخوان المسلمون صناعة امريكية سعودية ضد الديمقراطية تخدم اه
...
-
الطائفية السياسية والدينية بالعالم العربى هل ستشعل حرب مذهبي
...
-
القضية المسكوت عنها فى مصر سكان حلايب هم هم سودانيون فعلا؟
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|